حال الإمارات

الاهتمام بكبار المواطنين ضرورة إنسانية ومجتمعية.. وجودة حياتهم أولوية

الاهتمام بكبار المواطنين ضرورة إنسانية ومجتمعية.. وجودة حياتهم أولوية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 10 نوفمبر 2025 12:06 صباحاً - أكدت الدكتورة سلوى السويدي، استشاري الأمراض الباطنية وطب المسنين، رئيس جمعية لطب المسنين، أن التقديرات العالمية تشير إلى تضاعف نسبة كبار السن من 12 % إلى 22 % بين عامي 2015 و2050، بما يعادل نحو 900 مليون شخص فوق سن الستين بحلول منتصف القرن الحالي.

وقالت لـ«حال الخليج»: إن الاهتمام بكبار السن ضرورة إنسانية ومجتمعية، إذ يواجهون تحديات صحية وبدنية ونفسية تتطلب برامج دعم متكاملة تضمن لهم جودة حياة كريمة، مضيفة أن نسبة كبار المواطنين في الإمارات بلغت 6 % من إجمالي السكان عام 2017، ومن المتوقع أن تصل إلى 11 % بحلول عام 2032، مشيرة إلى أن معدلات الأعمار في الدولة تعد من الأعلى في الشرق الأوسط بفضل الخدمات الطبية المتقدمة، وتحسن مستويات المعيشة، والقضاء على معظم الأمراض المعدية المسببة للوفاة.

وأشارت الدكتورة السويدي إلى أن أكثر المشكلات النفسية شيوعاً بين كبار السن هو الاكتئاب وخرف الشيخوخة (الزهايمر)، موضحة أن واحداً من كل أربعة من كبار السن حول العالم يعاني اضطرابات نفسية مثل القلق أو الخرف، ومن المتوقع تضاعف هذه الأعداد بحلول عام 2030.

وبينت أن خرف الشيخوخة هو خلل دماغي يؤدي إلى تدهور الذاكرة والتفكير والسلوك، ويؤثر في قدرة المسن على ممارسة نشاطاته اليومية، لافتة إلى أن 65.7 مليون شخص حول العالم سيصابون به بحلول عام 2030، لترتفع الأعداد إلى 115 مليون شخص عام 2050 وفقاً لإحصاءات كل من منظمة الزهايمر، ومنظمة الصحة العالمية.

جودة الحياة

ولفتت إلى أنه لا يوجد علاج نهائي للزهايمر حتى الآن، إلا أن العلاجات الدوائية وغير الدوائية تسهم في التخفيف من حدة الأعراض وتحسين جودة الحياة للمصابين وأسرهم، موضحة أن الأعراض الأكثر شيوعاً تشمل فقدان الذاكرة قصيرة الأمد، وصعوبات في اللغة، والتوهان، وتقلب المزاج، وفقدان الحماس، ومشكلات سلوكية.

أعراض تستدعي الانتباه

وحول مرض اكتئاب المسنين، أوضحت السويدي أن هناك 7 أعراض رئيسية يجب الانتباه إليها وهي: آلام متزايدة بلا مبرر واضح، القلق والمخاوف، صعوبات في الذاكرة، فقدان الحماس والطاقة، تباطؤ الحركة والكلام، سرعة الانفعال والعصبية، إهمال العناية الشخصية.

وأشارت إلى أن علاج الاكتئاب يتم عبر الأدوية أو العلاج النفسي أو المزج بينهما، مؤكدة أهمية الحذر في صرف الأدوية لهذه الفئة لتفادي الآثار الجانبية. وشددت الدكتورة السويدي على أن الوقاية خير من العلاج، موضحة أن هناك 6 طرق رئيسية للحفاظ على الصحة النفسية لكبار السن، تشمل: ممارسة النشاطات المحببة، المواظبة على التمارين الرياضية بعد استشارة الطبيب، اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، تعزيز التواصل الاجتماعي، تعلم مهارات جديدة، الانخراط في الأعمال التطوعية.

تغذية سليمة

وشددت السويدي على أهمية بقاء المسن وسط أسرته، لما لذلك من أثر مباشر في صحته النفسية والجسدية، داعية إلى السيطرة على الأمراض المزمنة، والالتزام بالتغذية السليمة والنظافة الشخصية، واتباع وسائل الوقاية من الأمراض المعدية.

وأكدت الدكتورة سلوى السويدي، أن رؤية الإمارات المستقبلية ترتكز على تعزيز جودة حياة كبار المواطنين باعتبارهم ثروة إنسانية وخبرة وطنية لا تقدر بثمن، مشيرة إلى أن الخطط الوطنية في الدولة تضع صحة ورفاه كبار السن ضمن أولوياتها عبر برامج الرعاية الصحية والاجتماعية المتكاملة، التي تسعى إلى تمكينهم من العيش باستقلالية وكرامة. وأضافت، إن الاستثمار في صحة كبار المواطنين هو استثمار في مستقبل المجتمع ككل، لأنهم يمثلون حلقة الوصل بين الأجيال ونموذجاً في العطاء، مؤكدة أن العمر مجرد رقم، والعطاء لا يتقيد بسن.

Advertisements

قد تقرأ أيضا