ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 15 ديسمبر 2025 11:06 مساءً - برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أمس، في العاصمة أبوظبي، أعمال المؤتمر العالمي الثالث لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الذي يُعقد تحت عنوان «الأسرة في سياق فقه الواقع: هوية وطنية ومجتمع متماسك»، وذلك بمشاركة شخصيات رفيعة المستوى من داخل الدولة وخارجها، إلى جانب نخبة من العلماء والخبراء والمتخصصين.
واستُهلّت أعمال المؤتمر بالجلسة الافتتاحية الرسمية حيث عُزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، أعقبها عرض مقطع مرئي استعرض قصة المؤتمر ورؤيته وأبعاده القيمية والمجتمعية، ثم تضمّنت الجلسة كلمات رئيسة ألقاها عدد من كبار المسؤولين وضيوف المؤتمر.
وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر، قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك في مستهل كلمته: يسعدني أن أكون معكم في هذا المؤتمر العالمي الثالث، لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وهو المؤتمر الذي يتناول قضايا الأسرة، في سياق فقه الواقع، ويكتسب أهمية كبرى، بفضل الرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، وذلك بما تمثله سموها، من نموذج رائد، وقدوة حسنة، في حب الوطن، وفي بناء مجتمع عزيز ومتماسك، تتحقق لكل أسرة فيه، كل ما وهبه الله لأفرادها، من طاقات وإمكانات.
وأوضح معاليه: إن الاهتمام في المؤتمر، بالأسرة في سياق فقه الواقع، إنما ينبع من المكانة الأساسية للشريعة الإسلامية، في مسيرة الدولة، كما أنه في الوقت نفسه، دعوة إلى إدراك أهمية ارتباط الفقه بالواقع الذي نعيشه، وما يتسم به هذا الواقع من تطورات وتغييرات متلاحقة.
وألقى معالي العلامة الشيخ عبدالله ابن الشيخ المحفوظ بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، كلمة تحدث فيها حول الأبعاد المنهجية والفقهية لقضايا الأسرة في ظل التحولات المتسارعة، مؤكداً أنَّ تسارع التحولات الاجتماعية، وتجدد الأطر التشريعية، وتبدّل الأنماط القيمية، أوجد واقعاً أسرياً جديداً يستدعي اجتهاداً منضبطاً مرتبطاً بسياقه، وقائماً على المواءمة بين النص الشرعي ومقاصده والواقع المتغير.
وأوضح أنَّ الأسرة تمثل النواة الجوهرية التي يتأسس عليها السلم المجتمعي، وتتشكّل في نطاقها القيم، وتُصان بها الهوية، مشدداً على أن الفتوى المؤسسية تؤدي دوراً محورياً في التحصين الحضاري، من خلال إرساء القيم الكبرى، وتعزيز الاستقرار الأسري، ومواكبة التحولات الرقمية بروح مقاصدية متوازنة.
وفي كلمته، أعرب الأستاذ الدكتور أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية الشقيقة، عن شكره العميق لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، على تنظيم هذا المؤتمر العالمي المهم، مشيداً بالمستوى العلمي والتنظيمي الذي يعكس مكانة الإمارات في رعاية قضايا الأسرة وتعزيز الحوار الفقهي الرصين.
وأكد أنَّ الأسرة تمثل خلية المجتمع الإنساني ومنبته الرئيس، والحاضنة الأولى للقيم، وحافظة أمانة الدين، وميدان تنشئة الأجيال على السمو الأخلاقي والإنساني.
كما أكّد معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، نائب رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أنَّ الأسرة تمثل الركيزة المركزية في المشروع الوطني، مشيراً إلى أنَّ الأسرة في دولة الإمارات تُعد مشروعاً وطنياً ذا أولوية، ومسرعاً رئيساً للنمو المجتمعي.
وسلّط الضوء على أنَّ الاجتهاد في قضايا الأسرة عمل تشاركي مؤسسي، لا ينفرد به طرف واحد، ويتطلب قراءة واعية للواقع، ولا سيما في ظل تأثير التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في أنماط الحياة والعلاقات الأسرية.
