ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 27 أغسطس 2025 12:06 صباحاً - 65 % الإنجاز في مشاريع الحزمة الأولى لـ«أجندة الشباب 2031»
كشف معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، عن إنجاز 65 % من مشاريع الحزمة الأولى لـ«الأجندة الوطنية للشباب 2031»، التي تهدف إلى أن يكون الشباب الإماراتي النموذج الأبرز محلياً وعالمياً، مشيراً إلى أن شباب الإمارات في قلب صناعة القرار.
تصوير: يوسف الهرمودي
وشركاء في صياغة المستقبل، حيث تمضي الدولة بخطى واثقة نحو ترسيخ نموذج وطني متفرد في تمكين الشباب، عبر رؤية استراتيجية شاملة تستثمر طاقاتهم وتعزز حضورهم في جميع ميادين العمل الوطني والمجتمعي والدولي.
وفي حوار أجراه حامد بن كرم، رئيس تحرير «حال الخليج»، مع معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، أكد معاليه أن تجربة الإمارات أثبتت أن الثقة بالشباب تصنع تحولاً وطنياً حقيقياً، إذ عززت موقعهم في قلب صناعة القرار، وهو ما نتج عنه منظومة مؤسسية متكاملة من المجالس الشبابية والبرامج والسياسات التي تصنع فارقاً ملموساً في حياتهم، وتؤهلهم ليكونوا شركاء في رسم ملامح المستقبل.
وأكد معاليه حرص المؤسسة الاتحادية للشباب على ضمان الوصول المتكافئ إلى الفرص لجميع الشباب على مستوى الدولة، بما في ذلك المناطق البعيدة، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن لكل شاب في الإمارات الحق في التمكين والمشاركة والمساهمة الفاعلة في بناء مستقبل الوطن، وتالياً نص الحوار:
التجربة الإماراتية
تُولي القيادة الرشيدة تمكين الشباب أولوية، وهناك محطات تحولية مهمة منذ عام 2016.. بعد مرور 9 سنوات على هذه التجربة، كيف تقيمون أثرها؟
نحن في دولة الإمارات محظوظون بقيادة استثنائية تؤمن بقدرات الشباب وتضع تمكينهم في قلب استراتيجيات التنمية، وخلال السنوات التسع الماضية، أثبتت التجربة الإماراتية في تمكين الشباب نجاحها على أكثر من صعيد، رأينا خلالها نتائج ملموسة على الصُّعد والمجالات كافة.
واليوم نبني على إرث قوي وضع لبناته جيل واعٍ من القادة الشباب، وهي تجربة أثبتت أن الثقة بالشباب تعد ركيزة من ركائز النهضة الإماراتية، مستندين بذلك إلى الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة الملهمة، ومؤمنين بأن الشباب هم صُناع الغد.
السياسات الفعالة
تسعى الاستراتيجية الوطنية للشباب إلى استثمار طاقة الشباب من خلال خلق بيئة ملائمة لنموهم وتطورهم، وضمان مشاركتهم في مختلف المجالات.. كيف تضمن المؤسسة الاتحادية للشباب تحقيق الاستثمار الأمثل لطاقات الشباب وجهودهم؟
الاستثمار في طاقات الشباب هو استثمار في مستقبل الوطن، والاستراتيجية الوطنية للشباب تشكل الإطار العام الذي نعمل من خلاله منذ سنوات، واليوم، ننتقل إلى مرحلة أكثر شمولاً ووضوحاً عبر إطلاق «الأجندة الوطنية للشباب 2031»، التي تمثل خريطة طريق تستند إلى 5 توجهات وطنية جوهرية؛ تشمل: الاقتصاد، المجتمع والقيم، المهارات والتعليم، القدوة، وجودة الحياة.
البداية كانت بالاستماع إلى الشباب، ومن منطلق الإيمان بأن السياسات الفعالة تبدأ من الميدان، حرصنا على تأسيس مجالس الشباب، لتكون منصات تمثيلية تعبّر عن تطلعاتهم واحتياجاتهم.
كما عملت الدولة ممثلة بالمؤسسة الاتحادية للشباب على توفير بيئة محفزة تعزز من مشاركة الشباب في صنع القرار، وتمنحهم الفرص للمساهمة الفاعلة محلياً وعالمياً.
ومن أبرز المبادرات أيضاً في هذا الإطار، المبادرة العالمية لشباب الإمارات، التي منحت أكثر من 1355 شاباً وشابة، الفرصة في نحو 147 مشاركة دولية منذ انطلاقها عام 2019، بهدف تعزيز حضور الشباب الإماراتي في مختلف المحافل الدولية.
كما تُعد المجالس العالمية لشباب الإمارات في عدد من دول العالم، منصات حيوية لربط الشباب الإماراتي المبتعث للدراسة في الخارج مع مسار الدولة، وتعزيز دورهم كونهم جسور تواصل ثقافي ومعرفي بين الإمارات والمجتمعات الدولية، وهذه الجهود مجتمعة تجسد رؤية القيادة الرشيدة في الاستثمار في طاقات الشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن.
الهوية الوطنية
في ظل المتغيرات والتحديات العالمية الراهنة، ما الإجراءات التي تعتمدها المؤسسة الاتحادية للشباب لتعزيز روح الانتماء لدى الشباب وتمكينهم من مواجهة هذه التحديات بفاعلية؟
في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم - وخاصة الانفتاح التقني - ندرك في المؤسسة الاتحادية للشباب أهمية تعزيز روح الانتماء والهوية الوطنية لدى شباب الإمارات، باعتبار ذلك عنصراً أساسياً في الحفاظ على تماسك المجتمع واستدامة مكتسباته، إذ تعمل المؤسسة ضمن إطار الأجندة الوطنية للشباب 2031، التي يُعد محور «المجتمع والقيم» أحد توجهاتها الأساسية، بهدف تمكين الشباب ليكونوا مساهمين بفاعلية في المجتمع، متمسكين بالقيم والمبادئ الإماراتية الأصيلة.
وفي هذا السياق، يتم التركيز على عدد من المحاور المهمة، أبرزها: تعزيز القيم والمبادئ الإماراتية لدى الشباب، ترسيخ الهوية الوطنية والحفاظ على اللغة العربية، ضمان المشاركة الفعالة في الحياة المجتمعية، وتقديم أفضل النماذج الوطنية كونها قدوات ملهمة، إضافة إلى تمكين الشباب ليكونوا الركيزة الأساسية في بناء الأسر السعيدة وضمان استمراريتها.
وقد أطلقت المؤسسة مبادرات عدة داعمة لهذه التوجهات، من أبرزها مبادرة «فخر» التي تعزز من تمكين الشباب الإماراتي، وإشراكهم في مهمات وطنية تعكس روح العطاء والمسؤولية، هذه الجهود تشكّل منظومة متكاملة تستجيب للتحديات المعاصرة، وترسخ في نفوس الشباب الانتماء.
وتعزز ثقتهم بدورهم كونهم شركاء فاعلين في صياغة حاضر ومستقبل الإمارات، وهو ما يعكس إيماننا بأن ترسيخ هذه القيم والهوية في نفوس الشباب، هو السبيل لضمان استمرار مسيرة التنمية، وتعزيز مكانة الدولة عالمياً بقيادة شباب واعٍ، منتمٍ، ومؤثر.
جيل متوازن
ما الاستراتيجيات الوطنية الشاملة لتعزيز الصحة النفسية للشباب، في ظل التحديات المرتبطة بالدراسة والعمل والتأثيرات المتسارعة للتواصل الرقمي؟
تتبنى الدولة نهجاً وقائياً يقوم على رفع مستوى الوعي العام بأهمية الصحة النفسية، وذلك من خلال تنظيم حملات وطنية موجهة للشباب، وتوفير الموارد اللازمة لفهم الذات ومواجهة التحديات النفسية المرتبطة بالضغوط الدراسية والمهنية.
كما تسعى هذه الجهود إلى تمكين الشباب من التعامل الإيجابي والواعي مع وسائل التواصل الاجتماعي، بما يحوّلها إلى أدوات تعزز رفاههم النفسي بدلاً من أن تكون مصدر ضغط أو مقارنة سلبية.
وفي هذا السياق، يسهم مجلس الإمارات لجودة الحياة الرقمية بدور محوري في تعزيز الصحة النفسية الرقمية، من خلال تطوير السياسات والمبادرات التي ترسخ السلوك الرقمي الواعي، وتشجع الاستخدام الهادف للتكنولوجيا، وتعزز الوعي بسلوكيات التواصل الصحي في العالم الرقمي، فضلاً على مراجعة وتحديث التشريعات ذات الصلة، ما يضمن بيئة رقمية آمنة ومحفزة لجميع فئات المجتمع، خصوصاً الشباب.
أما على مستوى التعليم والتمكين المجتمعي، فإن مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع يعمل على مواءمة السياسات التعليمية مع احتياجات الطلبة النفسية والاجتماعية، من خلال تعزيز دور الأسرة، وتكامل منظومة التعليم، وربط مخرجاتها باحتياجات التنمية والتطوير، ما يسهم في خفض الضغوط المستقبلية على الشباب، ويهيّئهم لمستقبل أكثر توازناً واستقراراً.
وهذه الجهود الوطنية تتكامل مع دور المؤسسة الاتحادية للشباب في تطوير مبادرات نوعية تعزز صحة الشباب النفسية والذهنية، من خلال منصات حوارية، وبرامج دعم وتمكين تتيح لهم التعبير عن أنفسهم، وتربطهم بمنظومة وطنية شاملة تدعم تطلعاتهم وتقدر احتياجاتهم.
ونحن في دولة الإمارات لا ننظر للصحة النفسية باعتبارها ترفاً، بل نراها أساساً لبناء إنسان سليم، قادر على الإبداع، والمشاركة الفاعلة في صناعة المستقبل، وهذا ما تعمل عليه المنظومة المتكاملة بمختلف جهاتها، بروح من التعاون والإيمان بأهمية الإنسان.
الفرص المتكافئة
ما خطط المؤسسة الاتحادية للشباب لضمان وصول فرص التمكين إلى جميع الشباب في المناطق البعيدة بالدولة؟
نحرص في المؤسسة الاتحادية للشباب على ضمان الوصول المتكافئ إلى الفرص لجميع الشباب على مستوى الدولة، ومنها المناطق البعيدة، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن لكل شاب في الإمارات الحق في التمكين والمشاركة والمساهمة الفاعلة في بناء مستقبل الوطن.
لذلك نولي أهمية خاصة بتفعيل دور المجالس الشبابية الفرعية، التي تشكل منصات تمثيلية حقيقية تمكن الشباب من التعبير عن تطلعاتهم، وتحديد الأولويات التنموية لمجتمعاتهم المحلية.
ولتحقيق استراتيجية المؤسسة في هذا السياق، نستند إلى عدد من الممكنات الأساسية؛ أبرزها: التمكين لجميع فئات الشباب، وتوفير فرص التعليم والتدريب المهني المتساوي، وضمان حصول الشباب على أفضل الخدمات الأساسية وسهولة الوصول إليها.
وتسهم هذه الركائز في خلق بيئة عادلة وشاملة تعزز من تكافؤ الفرص، وتدعم مشاركتهم الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يرسخ مبدأ أن النجاح الوطني يبدأ من تمكين كل فرد في المجتمع، أينما كان.
منصة حيوية
تُعد مجالس الشباب في دولة الإمارات نموذجاً عربياً رائداً في تمكين الشباب وإشراكهم.. كيف أسهمت هذه المجالس في دعم السياسات الشبابية، وما مدى فاعلية مشاركتها في صنع القرارات التي تمس قضايا وتطلعات الشباب؟
توفر مجالس الشباب منصة حيوية تتيح لشبابنا التعلم وتبادل الأفكار، والتعبير عن آرائهم، وتقديم مقترحات تسهم في تحسين السياسات الحكومية وتنمية الوطن، وتمتد هذه المجالس على مستوى الدولة وخارجها.
وتشمل مجلس الإمارات للشباب ومجالس محلية ووزارية ومؤسسية وقطاعية وعالمية، وجميعها تهدف إلى تطوير القدرات القيادية للشباب وتنمية مهاراتهم، بالإضافة إلى تقديم الدعم المتكامل في مختلف المجالات التي تهمهم.
من جهة أخرى، نود الإشارة إلى أن فعاليات ومبادرات مجالس الشباب المحلية والفرعية والعالمية منذ انطلاقها والتي بلغ عددها نحو 224 مجلساً، سجلت في تحديثاتها العامة حتى فبراير من عام 2025 تقديم أكثر من 500 فعالية ومبادرة، استهدفت قرابة 20 ألف مستفيد.
ونجاح مجالس الشباب يؤكد فاعلية هذا النموذج في تعزيز مشاركة الشباب في صنع القرار وتفعيل دورهم المجتمعي، حيث تبرز هذه المجالس مسرحاً للابتكار والإبداع، ومحفزاً لتطوير الأفكار والمبادرات التي تدعم التنمية الشاملة والمستدامة في الدولة.
كما تسهم هذه المجالس - بشكل مباشر - في تحقيق رؤية الإمارات الطموحة نحو تمكين الشباب، وتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل وصناع التغيير الحقيقي، ما يجعل تجربة الإمارات في هذا المجال نموذجاً يحتذى على مستوى المنطقة والعالم.
رؤية تشاركية
تمثل الأجندة الوطنية للشباب 2031 خريطة طريق لمستقبل الشباب في الدولة، وتركز على 5 توجهات رئيسة.. أين وصلت الأجندة اليوم في خطة عملها؟
بلغت نسبة إنجاز مشاريع الحزمة الأولى من الأجندة، البالغ عددها 12 مشروعاً نوعياً نحو 65 % حتى نهاية مايو 2025، والتي يجري العمل على تنفيذها حتى عام 2026، بناء على رؤية تشاركية فريدة، كان للشباب فيها دور محوري في صياغة توجهاتها ومحاورها الخمسة التي تترجم التزام الدولة بتمكين الشباب في جميع مجالات الحياة.
وعلى مستوى التنفيذ، حققت الأجندة تقدماً ملموساً في كل محاورها؛ ففي محور الاقتصاد أسهمت المشاريع في تنمية روح ريادة الأعمال إذ بلغ مؤشرها العام - بناء على دراسة مواقف ورؤى الشباب الإماراتي - نحو 74.2 % مقارنة بالدول الأخرى على المستويات الخليجية والعربية والإقليمية والعالمية.
فضلاً على دعم مشاركة الشباب في القطاعات الحيوية، أما في محور المجتمع والقيم، فقد رسخت الأجندة مبادرات تعزز من الهوية الوطنية والتمسك بالقيم الإماراتية، وفي محور القدوة، تم العمل على إبراز نماذج شبابية مؤثرة محلياً وعالمياً.
في حين ركز محور المهارات والتعليم على تمكين الشباب من أدوات المستقبل، من خلال تطوير مهاراتهم التقنية والمهنية، وفي محور جودة الحياة، سعت الأجندة إلى الارتقاء برفاه الشباب وصحتهم الشاملة، بما في ذلك الصحة النفسية، إذ بلغ مؤشر رفاه ورخاء الشباب الإماراتي ما نسبته 86.2 %.
بيئة متكاملة
تضمنت أجندة العمل مضاعفة عدد مشاريع الشباب في القطاعات الواعدة والمستقبلية، ومضاعفة عدد الشباب الإماراتيين الحاصلين على تأهيل أكاديمي ومهني يتناسب مع المهارات المستقبلية واحتياجات سوق العمل.. أين وصلت الأجندة في هذا المحور؟
نركز في المؤسسة على تطوير منظومة تشريعية وتنظيمية داعمة للشباب، مع ضمان توفير فرص متكافئة في التعليم والتدريب المهني، والوصول العادل إلى الخدمات الأساسية، ما يعزز التمكين الشامل لجميع فئات الشباب، كما نعمل على تسهيل الوصول إلى البيانات الوطنية الخاصة بالشباب، لتمكين الجهات من تصميم برامج دقيقة وموجهة تلبي الاحتياجات الفعلية.
وفي هذا الإطار، شكّل مشروع «الحي الإماراتي» محطة نوعية ضمن جهود تمكين الشباب اقتصادياً، وتعزيز مساهمتهم في القطاعات المستقبلية، حيث يُنفذ المشروع على مرحلتين، أُنجزت الأولى بالكامل بافتتاح أول محطة للحي الإماراتي في مطار دبي الدولي، وذلك بالشراكة مع مبادرة فاطمة بنت محمد بن زايد ومطارات دبي، وقد أسهمت هذه المرحلة في دعم 7 من رواد الأعمال الشباب.
حيث أتيحت لهم فرصة عرض منتجاتهم الوطنية أمام جمهور عالمي، ما يعكس جودة الابتكار المحلي، ويجري - حالياً - العمل على المرحلة الثانية من المشروع، ما يمثل استمراراً في بناء منصات مستدامة لدعم المشاريع الريادية، وتحفيز مشاركة الشباب في التنمية الاقتصادية الوطنية.
أما بخصوص تأهيل الشباب أكاديمياً ومهنياً وفقاً لمتطلبات سوق العمل، فقد نفّذت المؤسسة الاتحادية للشباب مجموعة من المبادرات النوعية، أبرزها المشاركة في معرض الخدمة الوطنية للتوظيف 2025، حيث تم استقبال أكثر من 4000 شاب من مجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية، لتزويدهم بالخبرات المعرفية الأساسية في حياتهم العملية.
وبالشراكة مع جهات وطنية معنية، قدمت المؤسسة محتوى تعليمياً يعزز قدرات الشباب الواعدة، ويتناول محاور مهنية مهمة مثل وظائف المستقبل، وتطوير المهارات، والسيرة الذاتية، والمقابلات الوظيفية، وتجسد هذه الجهود التزام المؤسسة بتمكين الشباب وتأهيلهم لتحقيق إنجازات وطنية قيّمة.
نقلة نوعية
ما الإنجازات التي حققتها مبادرة «حلول شبابية» التي أُطلقت تحت شعار «صُنع في العالم العربي»، بالشراكة بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومركز الشباب العربي، والمؤسسة الاتحادية للشباب، إلى جانب مشاركة 26 شركة ناشئة في القطاع الصناعي بالإمارات؟
شكلت مبادرة «حلول شبابية» في جولتها السابعة نسخة الإمارات، التي أقيمت تحت شعار «صُنع في العالم العربي»، نقلة نوعية في دعم وتمكين الشباب العربي، حيث منحتهم منصة لتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه القطاعات الصناعية والتنموية، من خلال بيئة خصبة لتلاقي الإبداع الشبابي مع متطلبات الصناعة الحديثة.
وقد جسدت هذه النسخة الرؤية الطموحة لدولة الإمارات التي ترى في الإنسان والشباب المورد الأهم في مسيرة التنمية الصناعية، مؤكدين أن الصناعة لم تعد محصورة فقط في الإنتاج المادي، بل تشمل صناعة العقول والمهارات التي تدفع كل القطاعات الحيوية إلى الأمام.
كما فتح هذا الحدث أبواب التفكير التصميمي أمام 26 شاباً وشابة، أسهموا بأفكارهم وحلولهم التطبيقية التي استهدفت تحديات واقعية، ما يعزز التكامل بين الشباب والقطاع الصناعي ويفتح آفاقاً واسعة لريادة الأعمال في مختلف المجالات.
ودعمت المبادرة ثلاثة مشاريع فائزة بمنح مالية إجمالية بلغت 220.000 درهم، مع توفير متابعة مكثفة وفرص تسهل مسيرتهم نحو النجاح، بالإضافة إلى ذلك، أسهمت في توسيع شبكة العلاقات المهنية للمشاركين، ما يمثل رأس مال ثميناً في عالم الابتكار وريادة الأعمال.
وتعكس هذه التجربة نموذج التعاون المثمر بين القطاعين الحكومي والخاص والطاقات الشبابية، وهو ما يعزز تحقيق المستهدفات الوطنية الصناعية، فالشباب العربي يمتلك كل الإمكانات للمساهمة الفاعلة في التنمية الصناعية حين تتوفر له البيئة الحاضنة والدعم المؤسسي والفرص الحقيقية للتواصل مع المستثمرين ورواد الأعمال وقادة القطاع.
خطوة استراتيجية
وقّعت الأمانة العامة للجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة مذكرة تفاهم مع مركز الشباب العربي.. ما آليات تطبيق الاتفاقية لتعزيز وعي الشباب بالقطاع الأمني الاقتصادي، لتمكينهم من المساهمة الفاعلة في حماية اقتصاداتهم وتعزيز منظومات النزاهة والشفافية؟
تمثل هذه المذكرة خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز وعي الشباب العربي بالقضايا الأمنية الاقتصادية، وتأتي لتمكينهم من لعب دور استباقي في حماية اقتصادات أوطانهم وتعزيز منظومات النزاهة والشفافية.
وتتضمن آليات تنفيذ الاتفاقية إطلاق برامج تثقيفية وتوعوية تستهدف رفع مستوى معرفة الشباب بالمفاهيم الأساسية في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، إضافة إلى تنظيم ورش عمل تدريبية يقدمها خبراء مختصون لتأهيل شباب يمتلكون فهماً عملياً للأنظمة والإجراءات المرتبطة بالقطاع الأمني الاقتصادي.
كما يتم دمج مفاهيم الشفافية والنزاهة ضمن برامج بناء القدرات التي يشرف عليها المركز، بحيث تصبح جزءاً لا يتجزأ من المهارات التي يُطلب من القيادات الشابة اكتسابها، ويُشجع أيضاً البحث والتحليل الشبابي في هذا المجال من خلال أنشطة وأبحاث تعزز التفكير النقدي والمبادرة الفردية.
وتعد هذه الشراكة نقلة نوعية في إشراك الشباب في الملفات الحيوية المتعلقة بالأمن الاقتصادي، حيث تسهم في بناء جيل واعٍ ومشارك بفاعلية في حماية المكتسبات الوطنية، وقادر على المساهمة في خلق بيئة اقتصادية شفافة ومستدامة.
دور محوري
كيف تدعم دولة الإمارات المبادرات الوطنية في استكشاف مواهب الشباب وتنمية قدراتهم، وتوفير الفرص التي تعزز مشاركتهم الفاعلة في تحقيق التنمية المستدامة محلياً وإقليمياً؟
تحرص دولة الإمارات على تمكين الشباب وإشراكهم في مسيرة التنمية المستدامة من خلال رؤى واستراتيجيات وطنية شاملة، تركز على اكتشاف المواهب، وبناء القدرات، وربطها بفرص نوعية تواكب التحولات المتسارعة في مختلف القطاعات.
وفي هذا الإطار، تسهم المؤسسة الاتحادية للشباب بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، بدور محوري في تطوير وتنفيذ مبادرات نوعية تعزز من جاهزية الشباب الإماراتي لسوق العمل، وتدعم مشاركتهم الفاعلة محلياً وإقليمياً.
ومن المسارات الأساسية هنا، يأتي الإطار العام لإدارة المواهب الواعدة في الحكومة الاتحادية، الذي يسعى إلى إشراك الشباب في المشاريع الوطنية الاستراتيجية، ومنحهم أدواراً قيادية في المشاريع الريادية، إلى جانب برامج متخصصة تطلقها المؤسسة على منصة «جاهز»، التي تركز على تهيئة الشباب لفهم التغيرات التكنولوجية والاقتصادية، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات العملية التي تعزز من قدرتهم على اتخاذ قرارات مهنية مدروسة.
كما أطلقت المؤسسة حزمة من البرامج بالشراكة مع مؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص، مثل «برنامج المستشارين الماليين الشباب» بالتعاون مع مصرف الإمارات المركزي وهيئة الأوراق المالية والسلع، لتعزيز الوعي المالي والمعرفي بين الشباب الإماراتي.
و«برنامج البعثات الاجتماعية»، الذي يركز على تطوير مهارات نوعية متخصصة تُعِد الشباب للانخراط الفعال في الميدان، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
الرؤية الاستشرافية
للعام الثاني عشر على التوالي، تتصدر دولة الإمارات قائمة الدول المفضلة للعيش لدى الشباب العربي، حيث يرى نحو 24 % منهم أنها الوجهة المثالية.. ما العوامل التي تجعل الإمارات الخيار الأول للشباب العربي وتلهمهم لاتخاذها وطناً للفرص والاستقرار؟
نعم، هذا صحيح، وكما في الاستطلاعات السابقة، يعود هذا الاختيار إلى جملة من العوامل، في مقدمتها البيئة المتكاملة التي توفرها الدولة، إذ تجمع بين الاستقرار، والفرص الاقتصادية، والانفتاح الثقافي، وجودة الحياة، بما يجسد رؤية القيادة الاستشرافية.
كما يرى الشباب في الإمارات نموذجاً يُحتذى في التقدم والريادة، حيث استطاعت خلال العقود الماضية أن تبني مجتمعاً يحتضن الطموحات، ويدعم الابتكار، ويمكّن الشباب من تحقيق تطلعاتهم في بيئة تحفز النمو الشخصي والمهني.
وتبرز الإمارات بموقعها المتقدم عالمياً في مجالات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والتحول الرقمي، إلى جانب التزامها بتعزيز قيم التسامح والتنوع والتعايش، ما يجعلها بيئة جاذبة لمختلف الجنسيات، وخاصة الشباب الباحث عن فرص آمنة وملهمة.
وباختصار، فإن دولة الإمارات تجسد نموذجاً متكاملاً في تحقيق أعلى مستويات «جودة الحياة»، ليس لمواطنيها فحسب، بل للشباب العربي الذين يجدون فيها بيئة داعمة ومحفزة تمنحهم أفضل انطلاقة في الحياة، ويتجسد ذلك في السياسات والبرامج الموجهة لتمكين الشباب، وتوفير مقومات الحياة الكريمة.
سلطان النيادي:
الإمارات الوجهة الأولى للشباب العربي بفضل الفرص والاستقرار وجودة الحياة
برنامج المستشارين الماليين الشباب يعزز الوعي المالي والمعرفي
الصحة النفسية ليست ترفاً بل أساس لبناء إنسان قادر على الإبداع
تعزيز الهوية الوطنية أولوية في ظل تحديات العالم الرقمية المتسارعة
****
تجربة الإمارات أثبتت أن الثقة بالشباب تصنع تحولاً وطنياً حقيقياً
توظيف الذكاء الاصطناعي أساسي لتمكين الشباب في مسارات التنمية
«البعثات الاجتماعية» منصة لإعداد جيل يسهم في تحقيق الأهداف
أخبار متعلقة :