أقمار الإمارات الاصطناعية.. بصمة علمية في خدمة البشرية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 7 سبتمبر 2025 11:30 مساءً - أسهمت الأقمار الاصطناعية التي أطلقتها في تعزيز حضور الدولة بقطاع الفضاء العالمي، ليس فقط بوصفها إنجازاً علمياً وتقنياً، بل خدمة حقيقية للبشرية جمعاء، حيث تنوعت مهام هذه الأقمار بين رصد الأرض، ودعم جهود الإغاثة في الكوارث الطبيعية، ومراقبة التغيرات البيئية والمناخية، وتطوير حلول للزراعة الذكية وإدارة الموارد، وصولاً إلى تقديم صور وبيانات عالية الدقة تسهم في التخطيط العمراني وإدارة المدن الذكية.

Advertisements

تكنولوجيا الفضاء

وكان لمركز محمد بن راشد للفضاء منذ تأسيسه في عام 2006 دور بارز في تحقيق رؤية الدولة في تسخير تكنولوجيا الفضاء من أجل مستقبل أفضل للإنسانية، حيث بدأ مسيرته بإطلاق أول قمر اصطناعي إماراتي لرصد الأرض «دبي سات – 1» عام 2009، الذي استخدم في دعم جهود الإغاثة بعد زلزال تسونامي اليابان عام 2011، تلاه القمر «دبي سات – 2» عام 2013 بقدرات أكثر تطوراً.

وفي 2017، دخلت الإمارات عالم الأقمار النانومترية عبر «نايف – 1»، ثم أطلقت عام 2018 «خليفة سات»، الذي اعتبر أول قمر إماراتي يصنع بالكامل داخل الدولة، ليؤكد قدرة الكوادر الوطنية على تصميم وإنتاج أقمار عالية التقنية.

أما على صعيد الاستكشاف الفضائي، فقد شكلت مهمة «مسبار الأمل» منعطفاً تاريخياً، حيث أُطلق عام 2020 ووصل إلى مداره حول المريخ في فبراير 2021، مقدماً بيانات غير مسبوقة عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وإسهامات علمية وتفسيرات للعديد من الظواهر التي شغلت الباحثين في مجالات الفضاء لعقود طويلة.

كما أطلق المركز عام 2021 القمر البيئي «دي إم سات – 1» بالتعاون مع بلدية دبي لمراقبة التلوث وجودة الهواء، وبموازاة ذلك حقق برنامج الإمارات لرواد الفضاء إنجازات بارزة ببلوغ هزاع المنصوري محطة الفضاء الدولية عام 2019 كأول إماراتي يحقق هذا الإنجاز، ثم مشاركة سلطان النيادي في أطول مهمة فضائية لرائد عربي عام 2023، إضافة إلى اختيار أول رائدة فضاء عربية، نورا المطروشي، وزميلها محمد الملا ضمن الدفعة الثانية من البرنامج.

مرحلة جديدة

ومع حلول العام الجاري، انتقلت الإمارات إلى مرحلة جديدة من الريادة بإطلاق حزمة من الأقمار الاصطناعية المتقدمة، حيث استهلت العام الجديد بإطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» من قاعدة فاندنبرغ في الولايات المتحدة على متن صاروخ «فالكون 9»، وهو الأكثر تطوراً في المنطقة بفضل دقته الفائقة وقدرته على إنتاج صور تفوق عشرة أضعاف الأقمار السابقة، مع تسليم البيانات خلال ساعتين فقط، ومن المتوقع أن تسهم بياناته في تعزيز قدرات الدولة في التخطيط العمراني، وإدارة الكوارث، ومراقبة البنية التحتية، ودراسة التغيرات البيئية.

وفي مارس الماضي، أطلق المركز القمر «اتحاد سات» أول قمر اصطناعي إماراتي يعمل بتقنية الرادار، الذي يمكنه التصوير ليلاً ونهاراً وفي مختلف الظروف الجوية، حيث ستستخدم صوره في مجالات استراتيجية، مثل كشف تسربات النفط، ودعم الملاحة البحرية، والزراعة الذكية، ورصد الكوارث الطبيعية، معتمداً على الذكاء الاصطناعي في معالجة وتحليل البيانات.

كما شملت إسهامات 2025 إطلاق أقمار أخرى ضمن كوكبة الإمارات الفضائية، من بينها الثريا 4 للاتصالات، والعين سات – 1، وHCT-SAT 1 بالتعاون مع كليات التقنية العليا، إضافة إلى المرحلة الثانية من مشروع «فورسايت»، ما يعكس تنوعاً غير مسبوق في مهامها ما بين الاتصالات، والرصد المدني، والتعليم، والاستشعار عن بعد.

أخبار متعلقة :