ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 24 سبتمبر 2025 11:30 مساءً - لطالما ظلت القضية الفلسطينية محورية في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، حيث كرست الدولة، مبكراً، مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، واضعة إياها في صدارة أولويات سياستها الخارجية، وترجمت تلك المواقف إلى أفعال على أرض الواقع.
إذ إن الارتباط الإماراتي بقضية فلسطين عميق، ونابع من الشعور بالمسؤولية، والتزام بروابط العقيدة والدم والإنسانية، إذ لا تكتفي الإمارات بالتعامل مع فلسطين على أنها قضية سياسية فحسب، بل تتعامل معها على أنها قضية مركزية، حيث تقود حراكاً دولياً كبيراً لحل الدولتين ووقف مخططات التهجير ووقف الحرب في غزة، وأيضاً وقف مساعي ضم الضفة الغربية. إذ حملت الدولة على عاتقها مسؤولية الدفع نحو تسوية عادلة وشاملة، تضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وتحقق الأمن والاستقرار لكل أطراف النزاع.
تسوية سلمية
هذا الدعم المتواصل هو ما عبر عنه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في نيويورك، حيث أكد سموه دعم دولة الإمارات الثابت لهذه الجهود والمبادرات كافة، التي تقود إلى إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتوصل إلى تسوية سلمية تقود إلى تحقيق السلام والاستقرار الدائمين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وللمنطقة بأسرها، داعياً إلى أهمية تجنب الإجراءات الأحادية التي تقوض مساعي المجتمع الدولي لتحقيق «حل الدولتين» وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وغني عن القول، أن الإمارات حملت هم الفلسطينيين وطموحاتهم المشروعة وحقهم في إقامة دولتهم على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف في كل محفل دولي، مسخّرة إمكاناتها السياسية والإنسانية في مساعٍ حثيثة لوقف إراقة دماء أهالي القطاع، وتحقيق هدنة مستدامة، وفتحت عبر كل قنواتها حوارات مع مختلف دول العالم، للضغط من أجل وقف الحرب، ووقف قتل الأطفال والاعتداء على الأبرياء، ومن أجل منع أسلوب العقاب الجماعي.
موقف الإمارات التاريخي والثابت من القضية الفلسطينية ينطلق من قناعة راسخة بأنه لا استقرار مستداماً في المنطقة من دون حل الدولتين، والتمسك بدعم وصون حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وحتمية إيجاد أفق سياسي جاد يفضي إلى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، حيث تواصل مساعيها الداعمة للقضية الفلسطينية، وتتخذ مواقف ثابتة وراسخة في مختلف المحافل الدولية للدفاع عنها، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة.
دور فاعل
دولة الإمارات، وعبر سنوات مضت، أثبتت أنها صاحبة دور فاعل وحيوي في صناعة السلام وفقاً لأسس العدالة وقيم التضامن، تجسدت في مقترحاتها البناءة ومواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية انطلاقاً من الحرص على عمق العلاقة التي تربطها تاريخياً بفلسطين وشعبها، مقدمة الدعم والمساندة في كل الأوقات.
في كل محطة مفصلية وتطور، لم تتوان السياسة الخارجية الإماراتية أو تغفل عن الموقف المبدئي والثابت للإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، في دعم الشعب الفلسطيني، حيث إن الدولة تعتبر من أكبر الداعمين لدولة فلسطين في كل المنظمات والمحافل الدولية دون استثناء، إيماناً منها بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى والمركزية، وهو ما تجلى بالسعي الحثيث على منابر الأمم المتحدة، لدفع العالم للاعتراف بدولة فلسطين.
ولم تأل الدولة جهداً في كل المحافل لدفع المساعي الدولية لرفع الحصار عن قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني الشقيق، وحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً وفق المرجعيات والقرارات الدولية، بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، حيث سخرت جهودها وثقلها في أكثر من محفل إقليمي ودولي لنصرة القضية الفلسطينية، حتى أصبحت الدولة محط أنظار العالم لمعرفة مواقفها حينما تحدث تطورات كبيرة تتعلق بفلسطين وشعبها الشقيق.
التزام قوي
تظهر الدولة التزاماً قوياً بالقضية الفلسطينية من خلال مواقفها الثابتة والواضحة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، ودعم القضية على الساحة الدولية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في أكتوبر 2023، تقود الدولة الجهود الدولية لوقف الحرب وتحقيق سلام عادل وشامل للقضية الفلسطينية عبر حل الدولتين، امتداداً لمواقفها الثابتة تجاه فلسطين وقضيتها، وانطلاقاً من العلاقات الإماراتية الفلسطينية المتأصلة والوطيدة، والتي تتسم بعمقها الاستراتيجي والتاريخي المتميز، وأكدت مواقفها الصلبة تجاه القضية الفلسطينية وضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل لها في جميع المناسبات المتعلقة بها وفي كل المحافل العربية والإقليمية والدولية التي شاركت فيها.
لم يتوقف دور الإمارات في فلسطين على المواقف السياسية فحسب، بل حلت في صدارة الدول المانحة بالعالم في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني. منذ اللحظات الأولى للحرب على غزة، شكلت الإمارات جسراً إنسانياً متواصلاً، براً وبحراً وجواً، لإيصال المساعدات المتنوعة، من غذاء ودواء، إلى جانب تنفيذ مبادرات إغاثية متنوعة للتخفيف من وطأة المجاعة التي يعانيها سكان غزة، فضلاً عن دعم الأطفال وتوفير احتياجاتهم الأساسية، حيث إن مساعدات دولة الإمارات تجاوزت 90 ألف طن مساعدات إنسانية، بقيمة إجمالية تجاوزت المليار و800 مليون دولار.
بصمات خالدة
جهود إماراتية بارزة، تركت بصمات خالدة لدولة الإمارات في مجلس الأمن خلال عضويتها عامي 2022 و2023، باعتماد مجلس الأمن الدولي قراراً إماراتياً حمل رقم 2720، يدعو إلى اتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة في قطاع غزة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض.
في هذا السياق، قدمت الإمارات مشروع قرار بأهلية دولة فلسطين لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة خلال جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة، وذلك بصفتها رئيسة المجموعة العربية.
وحاز القرار على تصويت الجمعية العامة، بغالبية كبيرة، لصالح قبول منح دولة فلسطين العضوية الكاملة، في خطوة تاريخية على طريق السلام وتحقيق حل الدولتين، جسدت من خلاله نهجها الثابت والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، على مختلف المستويات.
وتسعى الدولة دائماً إلى إيجاد حلول مستدامة وعادلة للقضية الفلسطينية في إطار استراتيجية محورية، تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، واحترام قرارات الشرعية الدولية، وقد أثبتت من خلال مواقفها وحراكها أن فلسطين ليست وحدها، وأن هناك من يشاركها الجرح ويحمل همها.
أخبار متعلقة :