ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 24 أكتوبر 2025 12:06 صباحاً - تشارك دولة الإمارات العالم في الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال، الذي يصادف 24 أكتوبر من كل عام، متوجة بإنجازات رائدة رسخت مكانتها ضمن أبرز الدول المساهمة في القضاء على هذا الوباء، من خلال مبادرات إنسانية وتنموية كبرى أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وفي مقدمتها مبادرة «بلوغ الميل الأخير»، التي أسهمت في حماية ملايين الأطفال من خطر الإصابة بالمرض في أكثر المناطق تحدياً حول العالم.
وتأتي المناسبة هذا العام وسط إشادة دولية بالدور الريادي للإمارات في دعم وتمويل حملات التطعيم العالمية، وجهودها المتواصلة لضمان وصول اللقاحات إلى الفئات الأكثر حاجة في المناطق النائية والمتضررة من النزاعات.
وقال معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير الصحة ووقاية المجتمع، إن دولة الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً في مجال استئصال شلل الأطفال، واكتسبت مكانة دولية مرموقة بفضل مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم حملات التطعيم .
وتقديم الدعم اللوجستي ضمن مبادرة «بلوغ الميل الأخير» لا سيما في باكستان وأفغانستان، وشراكات فاعلة مع منظمات مثل مؤسسة بيل وميليندا غيتس ومنظمة الصحة العالمية، وتمويل حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة.
والتي حظيت بإشادة من منظمة الصحة العالمية والمنظمات الإقليمية، تقديراً لمساهمات الإمارات البارزة في القضاء على شلل الأطفال وتحقيق مستقبل أكثر صحة ورفاهية لأطفال العالم.
وأكد معاليه أنه بفضل توجيهات ودعم القيادة الحكيمة، تم إنشاء البرنامج الوطني لاستئصال فيروس شلل الأطفال الذي يهدف إلى الحفاظ على معدلات تغطية عالية للتطعيم ضد هذا الفيروس تبعاً لجدول البرنامج الوطني للتحصين المعتمد في الدولة، ويقوم أيضاً باتباع نهج التقصي النشط لاكتشاف أي حالة وعلاجها في الوقت المناسب.
حيث أدت هذه الأنشطة الصحية التي أطلقتها الوزارة وجميع شركائها بالدولة إلى ريادة الإمارات عالمياً في استئصال المرض، إذ تفخر دولة الإمارات بأنها لم تسجل أي حالة من شلل الأطفال منذ نحو ثلاثة عقود. مما يعكس كفاءة منظومتها الصحية والتزامها بالوقاية كنهج استباقي لحماية صحة الأجيال في المجتمع.
ريادة
من جهته أكد الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن إنجازات الإمارات في مكافحة شلل الأطفال تبرهن على ريادة المنظومة الصحية التي تصون المجتمع من الأمراض عبر ترسيخ نهج الوقاية المتكاملة.
حيث حافظت الدولة على خلوها من المرض لأكثر من ثلاثة عقود، بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الحكيمة، واستناداً إلى التخطيط الوقائي، والبنية التحتية المتطورة، والشراكات الصحية العالمية، التي جعلت من الصحة العامة أولوية وطنية لتعزيز جودة الحياة، ولتبقى طفولتنا آمنة وحاضرنا مطمئناً ومستقبلنا واعداً، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف في تصريح بمناسبة اليوم العالمي لشلل الأطفال: في دولة الإمارات، تمثل مكافحة شلل الأطفال التزاماً راسخاً يعكس الرؤى الوطنية بأن حماية الإنسان تبدأ من الطفولة.
وأن صحة الطفل هي الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل المجتمع، لتغدو الوقاية فلسفة حياة تقوم على الوعي والمسؤولية، وتجسد الإيمان بأن كل طفل يستحق أن ينمو في بيئة خالية من التحديات الصحية.
ومن هذا المنطلق، حولت الدولة جهود التحصين إلى ثقافة مجتمعية، تستند إلى المعرفة والتكنولوجيا الحديثة، وتوظف الذكاء الاصطناعي في رصد وتحليل مؤشرات الأمراض المعدية لضمان الاستباقية في التعامل معها.
دعم متواصل
وأشار إلى أن إنسانية الإمارات تبرز في دعمها المتواصل للمبادرات العالمية بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، للوصول إلى الأطفال المحتاجين للقاح، وتمكين النظم الصحية من الصمود، عبر المساهمة بالتمويل والخبرة والتدريب.
ونقل أفضل الممارسات إلى الميدان، لتظل رسالتنا ثابتة: أطفال اليوم بناة الغد، وغايتنا عالم بلا شلل أطفال، تُصان فيه الحياة، وتتسارع فيه التنمية، تحقيقاً لأهداف رؤية «مئوية الإمارات 2071».
جدير بالذكر أن اليوم العالمي لشلل الأطفال يهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية القضاء على المرض والتأكيد على ضرورة استمرار حملات التحصين لضمان مستقبل خالٍ من هذا الفيروس المهدد لحياة الأطفال.
ويحتفل بهذه المناسبة سنوياً تخليداً لذكرى ميلاد العالم جوناس سالك، مكتشف أول لقاح ضد شلل الأطفال، ويحمل موضوع هذا العام شعار «مستقبل أكثر صحة للأمهات والأطفال»، تأكيداً على التزام المجتمع الدولي بترسيخ العدالة الصحية وتحقيق مستقبل خالٍ من الأمراض المعدية.
أخبار متعلقة :