ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 6 نوفمبر 2025 12:21 صباحاً - أكدت جلسة بعنوان: «تحت المجهر.. القطاع الصحي في دولة الإمارات»، ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2025، أن القطاع الصحي في الدولة شهد قفزات نوعية وإنجازات كبيرة، وأن الإنجازات تتواصل في هذا القطاع ضمن منظومات متقدمة وموحدة على المستوى الوطني بهدف ترسيخ مكانة دولة الإمارات ضمن أفضل 15 نظاماً صحياً في جودة الرعاية الصحية في العالم بحلول 2031.
وشارك في الجلسة إلى جانب معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير الصحة ووقاية المجتمع، منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة - أبوظبي، ويوسف السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ود. عامر شريف، المدير التنفيذي لدبي الصحية، وأدار الجلسة محمد بن طليعة، رئيس الخدمات الحكومية لحكومة دولة الإمارات.
وبحثت الجلسة سبل تطوير العمل الحكومي وتعزيز جاهزية القطاعات الحيوية لمواكبة التوجهات المستقبلية.
واستعرض معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير الصحة ووقاية المجتمع، خلال الجلسة محاور عدة تتعلق بتقييم المؤشرات الصحية الراهنة للدولة ومكانتها على المستويين الإقليمي والعالمي، إلى جانب الخطط الرامية إلى تعزيز الأداء الصحي من خلال تحديث السياسات، ورفع كفاءة الكوادر الوطنية، وتوسيع نطاق الشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
كما بحث معاليه مع قيادات القطاع الصحي الحكومي الاتحادي والمحلي آليات التكامل بين المنظومات الرقمية الصحية في مختلف الإمارات لتحقيق تبادل البيانات الصحية وضمان استمرارية الرعاية، بما يسهل رحلة المريض ويعزز كفاءة النظام الصحي الوطني.
الإنسان محور التنمية وجودة الحياة
وقال معاليه: لقد حققت دولة الإمارات إنجازات نوعية حتى أصبحت ضمن أفضل دول العالم في مؤشر التغطية الصحية الشاملة، كما تبوأت المرتبة الأولى عربياً في مؤشر الازدهار الصحي لعام 2023، وحلت ضمن أفضل عشر دول عالمياً في انخفاض وفيات الأمهات والمواليد، بفضل السياسات الوقائية والرقابة الفعالة على جودة الخدمات الصحية، كما تحظى الدولة بمكانة مرموقة متصدرة إقليمياً في معدل الإنفاق الصحي السنوي للفرد، ما يعكس التزام الحكومة بتوفير خدمات صحية متكاملة تعزز جودة الحياة.
وأوضح أن الإمارات تمتلك منظومة صحية شاملة ومرنة قادرة على التكيف مع التحديات الصحية الراهنة والمستقبلية، مدعومة ببنية تحتية متطورة تضم أحدث المنشآت والمراكز التخصصية، وأنظمة رقمية موحدة تعزز كفاءة تقديم الخدمة، مشيراً إلى أن الرقمنة والذكاء الاصطناعي أصبحا ركيزتين محوريتين في تطوير السياسات الصحية وتسهيل رحلة المتعامل عبر منصات متكاملة تربط المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، بما يتيح تبادل البيانات الصحية بشكل آمن وسريع، ويضمن استمرارية الرعاية وجودة المتابعة.
وقال معاليه: إن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا رؤية قيادتنا الحكيمة التي جعلت الإنسان محور التنمية، ووفرت بيئة تشريعية وتنظيمية داعمة، واستثمرت في الرقمنة والابتكار لتحسين جودة الحياة الصحية، وسنواصل العمل بروح الفريق الواحد مع شركائنا في القطاعين الحكومي والخاص لترسيخ مكانة الإمارات نموذجاً عالمياً في الرعاية الصحية المتكاملة، وتحقيق الهدف الوطني بأن تكون الدولة ضمن أفضل 15 نظاماً صحياً في جودة الرعاية الصحية في العالم بحلول عام 2031، وفق نهج يقوم على الوقاية، والاستدامة، والتنافسية، وجودة الحياة.
رعاية صحية متكاملة
وأكد الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات تجسد رؤية القيادة الرشيدة في بناء منظومة حكومية رائدة تستشرف المستقبل وتوحد الجهود الوطنية لتحقيق التميز والريادة في مختلف القطاعات، مشيراً إلى أن هذا النهج الملهم يعكس روح القيادة الإماراتية التي تربط بين الفكر والعمل، والرؤية والتنفيذ، وتواصل تطوير الأداء الحكومي بما يرسخ مكانة الدولة عالمياً في جودة الحياة.
وقال إن القطاع الصحي يمثل محوراً رئيسياً في هذه المنظومة المتكاملة، حيث تواصل مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ترجمة رؤية القيادة عبر تطوير نموذج رعاية صحية متكامل يرتكز على الكفاءة والابتكار وسرعة الاستجابة واستدامة الخدمات، بما يضمن تعزيز صحة المجتمع ورفاهيته.
وأشار إلى أن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تواصل أداء دورها في الارتقاء بالخدمات الصحية ودعم الكفاءات الوطنية بشتى السبل، بما يسهم في ترسيخ مكانة الدولة وتعزيز تنافسيتها على صعيد كفاءة الأداء وجودة الحياة.
وأضاف أن المؤسسة صممت منظومة خدمات متكاملة تمتد من الوقاية إلى التأهيل، لضمان استمرارية الرعاية وعدالتها في مختلف مناطق الدولة، مؤكداً أن الطبيب الإماراتي يمثل ركيزة هذا التطوير، بوصفه قائداً صحياً ومبتكراً يسهم في صياغة مستقبل القطاع الصحي الوطني وتعزيز مكانة الدولة في المحافل العلمية العالمية.
توظيف الابتكارات
وأشار منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة - أبوظبي، إلى أهمية دور الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات في توجيه بوصلة الجهود المشتركة وتوحيدها وتنسيقها من أجل المضي في ظل رؤى وتوجيهات القيادة الرشيدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحاً الدور الحاسم للتطوير المتواصل والذكي لمنظومة صحية متميزة تخدم أفراد المجتمع وتلبي احتياجاتهم في الارتقاء بجودة حياتهم.
وأكد أن دولة الإمارات تواصل العمل لترسيخ منظومة رعاية صحية هي الأفضل عالمياً وتضع صحة الإنسان في صميم استراتيجيتها، وتستشرف المستقبل لتوظف الابتكارات والفرص الواعدة التي ترتقي بكفاءة وتوافر خدمات الرعاية الصحية لكل أفراد المجتمع وفق أعلى معايير الجودة والتميز، وبالتالي المساهمة بجهود التنمية المستدامة وازدهار المجتمع.
وأضاف: نواصل العمل من أجل الانتقال نحو منظومة رعاية استباقية قائمة على الوقاية والكشف المبكر وتبني أسلوب حياة صحي لينعم أفراد المجتمع بحياة صحية مديدة، بينما نستمر في إرساء دعائم متينة لمنظومة رعاية صحية تتميز بجودة وكفاءة وتوافر خدماتها، إلى جانب تسخير الابتكار والبحث من أجل خدمة المجتمع وصناعة مستقبل الصحة واستشراف ما يحمله من تحديات وفرص واعدة.
وأوضح المنصوري أن المرحلة المقبلة من التميز ستكون عبر تعزيز الذكاء الاصطناعي والقدرة على التحليل الاستباقي الذي يرتقي بالوقاية، مشيراً إلى أن تحقيق ذلك يقوم على دمج الذكاء الاصطناعي في كل مستوى من مستويات الرعاية الصحية، بحيث توجه البيانات القرارات والسياسات والإجراءات العلاجية.
منظومة صحية مستدامة
وأكد الدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي «دبي الصحية» مدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أن القطاع الصحي في دولة الإمارات يجسد نموذجاً عالمياً للرعاية المتكاملة التي تضع الإنسان في صميم أولوياتها، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها الحكيمة التي أحدثت نقلة نوعية شاملة في منظومة الرعاية الصحية، ورسخت مكانة الدولة وجهة عالمية رائدة في جودة الحياة.
وأشار إلى أن مستوى الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى الدولة شهد تطوراً ملموساً، إلى جانب تنامي الوعي المجتمعي بأهمية الصحة الوقائية، ما يعكس نجاح الجهود الوطنية في بناء منظومة صحية مستدامة قادرة على استشراف المستقبل.
وأوضح الدكتور عامر شريف أن «دبي الصحية» تحرص على توظيف الذكاء الاصطناعي وتبنّي أحدث التقنيات ودمجها في مختلف مراحل تقديم الخدمات الصحية، بما يسهم في تحسين تجربة المرضى، والارتقاء بصحة الإنسان.
وأضاف: لأن الإنسان هو الهدف والغاية، رسخت «دبي الصحية» التزامها بأن يكون المريض أولاً، من خلال منظومة صحية أكاديمية متكاملة تجمع بين التعليم الطبي والبحث العلمي والرعاية والعطاء، لخدمة الإنسان وبناء مجتمع أكثر صحة.
أخبار متعلقة :