ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 10 نوفمبر 2025 01:21 مساءً - أعلنت وكالة الإمارات للفضاء أن القمر الاصطناعي العربي 813 جاهز للإطلاق والعمل في المدار بكفاءة وموثوقية عالية، حيث اجتاز بنجاح مرحلة مراجعة جاهزية الإطلاق (FRR) ومراجعة الجاهزية التشغيلية (ORR).
وأوضحت الوكالة أن انجاز المشروع يجسد قدرات المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم تنفيذ جميع الاختبارات باستخدام بنية تحتية وطنية وبجهود كفاءات إماراتية متخصصة، ما يعكس التقدم التقني والعلمي الذي حققته الدولة في مجال الفضاء.
وأشارت الوكالة إلى أن إطلاق القمر الاصطناعي العربي 813 يشكل مرحلة جديدة من التعاون الفضائي العربي، حيث سيوفر بيانات طيفية عالية الدقة، والتي ستدعم الحكومات والباحثين والمؤسسات في العالم العربي في تطوير حلول مبتكرة، واتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة، بما يسهم في تعزيز الاستدامة وتمكين التنمية القائمة على المعرفة والتكنولوجيا الفضائية
ويعتبر مشروع 813 أول مشروع بالتعاون مع الدول العربية بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ويأتي ذلك إثر توجيه واعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن المشروع كهدية للمجموعة العربية للتعاون الفضائي في مؤتمر الفضاء العالمي (أبوظبي، مارس 2019) بمناسبة التوقيع على ميثاق تأسيس المجموعة العربية للتعاون الفضائي، وجاءت هذه المبادرة كدعم فعلي من القيادة الرشيدة لتدشين المجموعة وتجميع الطاقات العربية في مجال الفضاء.
وتمت تسمية القمر الصناعي الجديد "813" نسبة إلى العام الذي شهد بداية ازدهار بيت الحكمة في بغداد خلال عهد الخليفة المأمون، في إشارة إلى العصر الذهبي للعلم والمعرفة في الحضارة العربية الإسلامية، وتولت وكالة الإمارات للفضاء تمويل المشروع والإشراف عليه، بينما يقود المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات عملية التنفيذ.
ويعد القمر الصناعي العربي 813 من الأقمار الاصطناعية الطيفية المتميزة من حيث الوزن والحجم والكفاءة، إذ حرصت الوكالة على أن يتم تصنيعه داخل الدولة من خلال المراكز العلمية والمختبرات المحلية، بهدف تأهيل الكوادر العربية في مجالات التصميم والتصنيع والتجميع والاختبار وتحليل البيانات.
وسيسهم المشروع في دعم الجهود البحثية والمعرفية من خلال قدرته على رسم الخرائط البيئية ورصد الظواهر والموارد الطبيعية، إلى جانب تتبع ديناميكيات الغطاء الأرضي وحالة المحاصيل الزراعية، كما سيساعد في مراقبة نوعية المياه الداخلية وانتشارها، ودراسة تآكل الأراضي وتلوث التربة وعلاقتهما بالمناخ، ويعد القمر أيضا أداة فعالة في الاستكشاف الجيولوجي، إذ يتيح الكشف عن المعادن النادرة والمعادن الأساسية، إضافة إلى تحديد مواقع التعدين ومراقبة عمليات الحفر الحالية والمستقبلية المرتبطة باحتياطيات الغاز الطبيعي والنفط، مما يعزز التكامل العلمي والتقني بين الدول العربية في مجال الفضاء والاستشعار عن بعد.
أخبار متعلقة :