ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 31 أغسطس 2025 11:14 مساءً - شاركت دولة الإمارات ضيف شرف في النسخة السابعة لمعرض الصين والدول العربية، الذي عُقد في مدينة ينشوان الصينية، تحت عنوان «التركيز على التنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون المتبادل»، خلال الفترة من 28 حتى 31 أغسطس الماضي، حيث استعرضت الدولة فرص تعزيز الشراكة الإماراتية الصينية في عدد من المجالات الحيوية، التي تشمل الاقتصاد الجديد، والبنية التحتية، والطاقة، والتنمية الخضراء، والتصنيع المتقدم، والتكنولوجيا، والزراعة، والصناعات الغذائية، والسياحة، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وغيرها من القطاعات الواعدة، التي تمثل أولوية لمستقبل التنمية المستدامة في البلدين.
ومثّل وفد الدولة كل من معالي حسين الحمادي سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، وعبدالله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد والسياحة، وأكثر من 50 ممثلاً لـ 17 جهة حكومية وخاصة. كما تصدرت الإمارات بإقامة أكبر جناح وطني مُشارك في المعرض، والذي شكّل منصة متكاملة لإطلاع المشاركين على مقومات بيئة الأعمال الوطنية، والمزايا التنافسية للموقع الاستراتيجي الذي تحظى به الدولة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وآسيا، وتضمّن الجناح مجموعة واسعة من الجهات والشركات الإماراتية الرائدة.
وأكد عبدالله آل صالح في كلمته التي ألقاها بالمعرض، أن دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية الصديقة، تجمعهما علاقات تاريخية واستراتيجية قوية، وشراكة اقتصادية متميزة في المجالات كافة، مدعومة بالرؤية الاستشرافية لقيادتي البلدين، وإرادتهما المشتركة بدفع هذه العلاقات إلى مستويات أكثر تقدماً وازدهاراً، بما يلبي تطلعات الدولتين وشعبيهما إلى مزيد من التنمية الاقتصادية المستدامة.
وقال: «تأتي مشاركة الإمارات ضيف شرف في المعرض، تأكيداً على الزخم المتنامي في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدولتين، حيث إننا ننظر إلى هذا الحدث باعتباره منصة استراتيجية محورية، لتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين الإمارات والصين، ودعم التواصل بين مجتمعي الأعمال في البلدين، فضلاً عن تعزيز أطر التعاون بين الدول العربية والصين بشكل عام، كما يعد المعرض امتداداً للتواصل الحضاري العريق بين الشعبين العربي والصيني، أصحاب أعرق الحضارات الإنسانية المرتبطة بمحطات تاريخية كبرى بارزة على طريق الحرير، والتبادل التجاري والثقافي، الذي استمر عبر قرون طويلة، وأسّس لجسور متينة من الثقة والتعاون».
وأضاف: «تشهد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الإمارات والصين الشعبية نمواً مستمراً، حيث تعتبر الصين الشريك التجاري الأول للإمارات على المستوى العالمي. وفي المقابل، تتصدر الإمارات كشريك تجاري غير نفطي للصين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتمثل بوابة حيوية للصادرات والاستثمارات الصينية، حيث يمر عبرها أكثر من60 % من إجمالي صادرات الصين إلى المنطقة، الأمر الذي يعكس عمق التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدولتين، ويؤكد على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الثنائية في دعم مسارات التنمية الاقتصادية المستدامة، وفرص الاستثمار المتبادلة».
من جانبه، أكد حسين الحمادي أن مشاركة الدولة في المعرض بصفة ضيف شرف لهذا العام، تعكس عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية، وروابط الصداقة المتينة التي تجمع الدولة وجمهورية الصين الشعبية. وأوضح أن هذه المشاركة، مثلت فرصة مهمة لاستعراض ما حققته الإمارات من إنجازات تنموية رائدة، وعرض الفرص الاستثمارية والاقتصادية الواعدة في مختلف القطاعات، إلى جانب تعزيز التعاون في مجالات عدة، منها التكنولوجيا والطاقة والطاقة المتجددة والزراعة الحديثة والابتكار. وتوجه بالشكر والتقدير لحكومة جمهورية الصين الشعبية، على الدعوة الكريمة، مؤكداً تطلع الدولة إلى أن تسهم هذه المشاركة في ترسيخ جسور التعاون والصداقة، بما يخدم تطلعات الشعوب نحو مزيد من التقدم والازدهار.
منتدى
وشارك وفد الدولة خلال زيارته إلى الصين في منتدى الأعمال الإماراتي الصيني، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المتبادل، وتوسيع الشراكات الاستثمارية والتجارية، وتبادل أفضل الخبرات، بالإضافة إلى دعم قنوات التواصل بين مجتمعي الأعمال في الدولتين، حيث حضر هذا المنتدى أكثر من 200 شخصية بارزة من الجانبين، بما في ذلك مسؤولون حكوميون، ورؤساء شركات ومستثمرون.
بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات والصين في عام 2024، نحو 90 مليار دولار، كما حقق نمواً في النصف الأول 2025 بنسبة 15.6 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبقيمة اقتربت من 50 مليار دولار.
وعلى صعيد الاستثمارات، فقد سجلت الاستثمارات الإماراتية في الصين قفزة نوعية في عام 2023، بنسبة 95 % مقارنة بعام 2022، وبإجمالي استثمارات بلغت 4.5 مليارات دولار، كما تحتل الصين المرتبة الثالثة كمصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات، بإجمالي استثمارات بلغت 9 مليارات دولار أمريكي حتى نهاية عام 2023.
واستقبلت الإمارات أكثر من مليون سائح صيني في 2024، ما يعكس مكانتها وجهة مفضلة للصينيين، كما تشهد رحلات الطيران بين البلدين نمواً متواصلاً، حيث يوجد أكثر من 110 رحلات طيران مباشرة أسبوعياً.
