الارشيف / حال المال والاقتصاد

فاينانشال تايمز: صناديق الثروة السيادية الخليجية تتحدى انخفاض أسعار النفط لتتصدر الاستثمارات العالمية

فاينانشال تايمز: صناديق الثروة السيادية الخليجية تتحدى انخفاض أسعار النفط لتتصدر الاستثمارات العالمية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 1 أكتوبر 2025 01:42 مساءً - توقع تقرير لـ«فاينانشال تايمز» أن تتفوق صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط على نظيراتها العالمية في الإنفاق للعام الرابع على التوالي، وأن تستحوذ على 40% من إجمالي التدفقات، وذلك رغم انخفاض أسعار النفط.

وأنفقت صناديق الاستثمارات الحكومية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 56.3 مليار دولار أمريكي خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، وهو رقم مماثل لما تم إنفاقه خلال الفترة المقابلة من عام 2024، وفقاً لتقديرات شركة جلوبال إس دبليو إف، وهي شركة استشارية بحثية متخصصة في الاستثمارات السيادية.

ويأتي ذلك بعد أيام من توقيع تحالف مدعوم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي صفقة بقيمة 55 مليار دولار أمريكي لشطب شركة إلكترونيك آرتس، الشركة المتخصصة في ألعاب الفيديو. كما يأتي الاستثمار المرتفع لصناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط، وغالبيتها في الدول الخليجية، حتى مع انخفاض أسعار خام برنت إلى متوسط 69.93 دولاراً للبرميل هذا العام، مقارنة مع 81.82 دولاراً في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.

وتصدرت صناديق الثروة السيادية الخليجية الإنفاق على الاستثمارات الخارجية منذ عام 2022 - عندما أدى اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة - وتُظهر بيانات صناديق الثروة السيادية العالمية أن أوضاعها المالية ظلت قوية حتى مع انخفاض أسعار النفط.

وقال دييغو لوبيز، المدير الإداري ومؤسس «جلوبال إس دبليو إف»، وهي شركة استشارية ومقدمة بيانات متخصصة في صناديق الثروة السيادية وصناديق التقاعد الحكومية إن النتائج أظهرت أن انخفاض أسعار النفط لم يؤثر على الدول بالتساوي، وأن غالبيتها تتمتع بأوضاع مالية جيدة. وأضاف: «لا تزال أربع دول من أصل ست دول في مجلس التعاون الخليجي تحقق فوائض». لا تزال الأموال تتدفق إلى صناديق الثروة السيادية، وعليها استثمارها بفعالية... وهذا أحد أسباب استمرارها في اتباع نهج قوي في الأسواق. وتُستنبط تقديرات «جلوبال إس دبليو إف»، من المعلومات المتاحة للعامة، إذ لا تُصدر صناديق الثروة السيادية الخليجية عموماً بيانات ربع سنوية.

وكانت «مبادلة» الأكثر إنفاقاً خلال الأشهر التسعة المنتهية في سبتمبر، حيث بلغ إنفاقها 17.4 مليار دولار أمريكي، وفقاً لتقديرات «جلوبال إس دبليو إف»،. وجاء جهاز أبوظبي للاستثمار في المرتبة الثانية بـ 9.6 مليارات دولار أمريكي، بينما أنفق صندوق الثروة السيادية القطري 7.6 مليارات دولار أمريكي. وقال لوبيز إن مبادلة، التي تستثمر في كل من الأسواق المتقدمة والناشئة، «تفعل كل شيء، في كل مكان، في آنٍ واحد». وكانت الشركة، التي تبلغ قيمتها 330 مليار دولار أمريكي، قد أعلنت سابقاً أنها زادت استثماراتها بمقدار الثلث في عام 2024 لتصل إلى 32.4 مليار دولار أمريكي.

وجاء الإنفاق القوي لصناديق الثروة السيادية الخليجية حتى في الوقت الذي أعلن فيه صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهو صندوق استثماري ضخم في المنطقة، بقيمة 925 مليار دولار، عزمه على التركيز على الاستثمارات المحلية، مع تخصيص خُمس استثماراته فقط في الخارج. وقال لوبيز إنه حتى مع تخصيص 80% من محفظة صندوق الاستثمارات العامة محلياً، سيظل هناك نحو 200 مليار دولار للاستثمار في دول أخرى، مما يعني أنهم «لا يزالون مستثمرين نشطين للغاية في الخارج».

Advertisements

قد تقرأ أيضا