ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 12 أكتوبر 2025 11:14 مساءً - على الرغم من مليارات الدولارات التي تُنفق على حلول الأمن السيبراني المتقدمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يظل "جدار الحماية البشري" هو الركيزة الأساسية في المعركة ضد الهجمات السيبرانية، حيث يعد الجانب النفسي والسلوك البشري هما مفتاح الصمود السيبراني.
وأوضح نايال ثورستون، نائب رئيس التكنولوجيا في شركة HELP AG أن التحول الرقمي قد تجاوزناه، وأصبح الذكاء الاصطناعي محور الاهتمام، إلا أن الواقع يثبت أن الأخطاء البشرية كانت السبب وراء غالبية الهجمات السيبرانية الناجحة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال عام 2025.
يرى ثورستون أن القوة الحقيقية للصمود تتجاوز مجرد بناء جدران تقنية أقوى، مؤكداً أن "فهم عقول من نحميهم يبدأ بالتعمق في الجوانب النفسية لمخاطر الأمن السيبراني". وتُعد الهندسة الاجتماعية، وهي فن التلاعب بالأفراد للكشف عن معلومات سرية، السبب الرئيسي وراء أكثر الاختراقات تعقيداً وضرراً في المنطقة.
وأشار إلى أن المهاجمين لا يستغلون الإهمال، بل يتقنون عملية التلاعب النفسي، مستغلين محفزات قوية مثل الثقة في السلطة، أو الخوف من التوبيخ، أو الرغبة الملحة في المساعدة. وأضاف: "حتى أكثر أنظمة الأمن السيبراني تطوراً يمكن أن تخترقها رسالة تصيد احتيالي مكتوبة بإتقان".
من الأتمتة إلى ثقافة الاستقلالية في الأمن
وشدد نائب رئيس التكنولوجيا في HELP AG على ضرورة تحويل التركيز من حماية الأنظمة إلى ضمان بقاء الموظفين "خط الدفاع الأول"، وتتمثل الخطوة الأولى في تغيير السلوكيات وإرساء ثقافة إيجابية وواعية للأمن السيبراني، حيث يصبح الأمان جزءاً أصيلاً من تفكير وتصرفات كل موظف.
ودعا ثورستون المؤسسات إلى تمكين الموظفين، وليس فقط وضع القواعد، مشيراً إلى أن السلامة النفسية والتعليم المستمر هما أمران حاسمان، ويجب تشجيع الموظفين على "طرح الأسئلة والتبليغ عن الأخطاء ورفض ما لا يبدو صحيحاً".
في ظل مشهد تهديدات متسارع التعقيد، يتضمن هجمات التصيد المدعومة بالذكاء الاصطناعي وحملات الفدية المعقدة، أكد ثورستون أن "المرونة تشكل العنصر الأساسي للجاهزية". ودعا إلى تطور الأمن من مجرد الأتمتة إلى الاستقلالية الذكية، بحيث تتجاوز الأنظمة الرصد والحماية إلى اتخاذ القرارات واستعادة القدرة التشغيلية بسرعة وموثوقية.
واختتم ثورستون بالقول إن العقد القادم سيكون عن "الثقة الرقمية"، ويتطلب بناء هذه الثقة مواءمة أُطر الأمن السيبراني مع الطريقة التي يفكر ويتصرف بها الناس. وأكد أن المؤسسات بحاجة إلى "تطوير بنية تحتية بشرية تمكينية وجاهزة وواعية. فالعقل البشري، في النهاية، هو أكثر جدار حماية تكيفاً وحدساً ومرونة".
ووفقاً لـ"HELP AG" فالطريق إلى الأمام يحتاج إلى خطوات لخصها ثورستون:
-tالدفاع المدعوم بالذكاء الاصطناعي: لتعزيز سرعة اكتشاف التهديدات والاستجابة لها.
•tحماية الذكاء الاصطناعي نفسه: لحماية النماذج وخطوط نقل البيانات من الهجمات المعادية.
•tتحسين الأمن السحابي (HYPERSCALER): للانتقال إلى هياكل دفاعية مرنة وقوية.
•tالاستعداد لمرحلة ما بعد الحوسبة الكمومية: لضمان حماية بيانات المستقبل.
•tمرونة التعافي السيبراني: لضمان استئناف الأعمال بسرعة بعد أي اضطراب.
