حال المال والاقتصاد

بيزوس وماسك وألتمان.. كيف يرى عمالقة التكنولوجيا مستقبل العالم؟

بيزوس وماسك وألتمان.. كيف يرى عمالقة التكنولوجيا مستقبل العالم؟


ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 17 أكتوبر 2025 04:42 مساءً - في تحدٍ صريح لموجة التشاؤم التي اجتاحت العالم منذ ظهور ثورة الذكاء الاصطناعي، أطلق جيف بيزوس، مؤسس أمازون وبلو أوريجين، توقعات وردية عن مستقبل البشرية، معلناً أن العقدين المقبلين يمثلان «العصر الذهبي» الذي سيشهد «وفرة حضارية» غير مسبوقة، يعيش فيها ملايين البشر خارج كوكب الأرض، بينما تضطلع الروبوتات بكل الأعمال الشاقة. بحسب نيويورك بوست 

رؤية جريئة

بيزوس، الذي يعد رابع أغنى رجل في العالم، قدم رؤيته الجريئة أمام حشد من الحاضرين في أسبوع التكنولوجيا الإيطالي 2025، مؤكداً: «لا أرى كيف يمكن لأي شخص أن يشعر بالإحباط وهو على قيد الحياة الآن».

تتركز رؤية بيزوس حول محورين رئيسيين، يلغي أحدهما الآخر: الذكاء الاصطناعي الذي يحرر الإنسان من العمل، والفضاء الذي يقدم له مسكناً جديداً.

توقع بيزوس أنه بحلول عام 2045، ستتولى الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أغلب مهامنا اليومية والروتينية، ملغية الحاجة إلى «رحلة العمل الصباحية» التي نعرفها اليوم. وبرر بيزوس تفاؤله بتجاهل تام لكل المخاوف المتعلقة بالبطالة الجماعية أو الكوارث الوجودية للذكاء الاصطناعي.

وفرة مستمرة

«إن الوفرة الحضارية تأتي من اختراعاتنا... منذ 10000 عام، اخترع شخص ما المحراث، وأصبحنا جميعاً أكثر ثراءً... هذه الأدوات تزيد من وفرتنا، وسيستمر هذا النمط».

وحتى بالنسبة للعمل في الفضاء، أكد بيزوس أن الآلات ستحمل العبء الأكبر: «إذا احتجنا إلى القيام ببعض العمل على سطح القمر أو في أي مكان آخر، فسوف نكون قادرين على إرسال الروبوتات للقيام بهذا العمل، وسيكون ذلك أكثر فعالية من حيث التكلفة من إرسال البشر».

الأكثر إثارة في توقعات بيزوس هو أن المكتب والمنزل سيصبحان خارج كوكب الأرض للكثيرين. ويتوقع أن يعيش ملايين البشر في الفضاء في غضون العقدين المقبلين، لكنه شدد على أن هذا سيكون «لأنهم يريدون ذلك»، وليس بسبب حاجة ماسة لهروب جماعي من الأرض. وشدد بيزوس: «نحن لا نحتاج إلى أن يعيش الناس في الفضاء»، ما يعني أن الأرض ستبقى موطناً صالحاً، لكن الفضاء سيصبح الخيار المفضل.

تفاؤل عمالقة التكنولوجيا

بيزوس ليس عملاق التكنولوجيا الوحيد الذي يرى المستقبل وردياً في الفضاء والذكاء الاصطناعي.

فيما ينافس إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، بيزوس على سباق الفضاء، ويعتقد أن البشر قد يتمكنون من الهبوط على سطح المريخ بحلول عام 2028.

سام ألتمان (OpenAI) الرئيس التنفيذي للشركة التي أشعلت ثورة ChatGPT، يتفق مع الرؤية الفضائية، قائلاً: إن وظائف الفضاء سوف تصبح «الوظائف الأكثر سخونة في المجرة»، حيث سيجد خريجو الجامعات وظائف «مثيرة ومدفوعة الأجر بشكل جيد للغاية» في المدار خلال عقد من الزمان.

أما بيل غيتس، الذي يميل إلى الحذر، فأقر بأن صعود الذكاء الاصطناعي سيمنح البشرية «فرصة للراحة»، متوقعاً أن تحسن الآلات أسابيع العمل لدرجة أن جداول العمل التي تمتد ليومين فقط قد تصبح هي القاعدة.

بينما يحذر المتشائمون من فوضى الروبوتات ونهاية الحضارة، يرى بيزوس ورفاقه عصراً جديداً من الثراء والراحة، حيث يصبح البشر أكثر سعادة وثراءً، ويعملون لساعات أقل بكثير، مع فرصة العيش في النجوم. السؤال المطروح الآن: هل نحن على أعتاب يوتوبيا حضارية، أم أن المستقبل يحمل مفاجآت لم يتوقعها حتى أثرى أثرياء الأرض؟

Advertisements

قد تقرأ أيضا