ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 27 أكتوبر 2025 12:22 صباحاً - «إذا لم يكن لديك ما تخسره، أو ما لا يستحق البكاء عليه، فإن ذلك في حد ذاته يعدّ بداية مثالية لأي عمل تجاري».. بهذه الحكمة، أو النصيحة، يؤمن رجل الأعمال والملياردير الأمريكي مارك كوبان، الذي باع في طفولته أكياس القمامة، وكان في شبابه ينام على الأرض في شقة صغيرة يستأجرها هو وستة شبان آخرين، بعد أن تم فصله من العمل في متجر لبيع برمجيات الكمبيوتر.
حتى بعد أن أسس آنذاك شركة خاصة جعلته مليونيراً، تعرض للإفلاس بسبب تحرير شيكات من دون رصيد، ولكنه لم يستسلم، ونهض من جديد لتصل ثروته هذا العام إلى نحو 6 مليارات دولار.
ولد مارك كوبان يوم 31 يوليو عام 1958، في «بيتسبرغ» بولاية بنسلفانيا، وهو من أصول روسية؛ حيث هاجرت العائلة إلى أمريكا مع جده لأبيه.
كوبان مؤلف ومنتج سينمائي، ونجم تلفزيوني، وهو المالك الرسمي لفريق كرة السلة «دالاس مافريكس» الذي يلعب في دوري المحترفين، وصاحب شبكة دور السينما ومسارح «لاند مارك»، وشركة «ماغنولياو بكتشرز» للتوزيع، ويشغل منصب رئيس شبكة تلفزيون HDTV AXS، كما أصدر عام 2011 كتاباً إلكترونياً، يحكي فيه تجاربه في العمل والرياضة.
كان والد مارك يعمل في تنجيد السيارات، أما والدته «شيرلي» فلم تكن تستقر في عمل، حتى أن مارك قال عنها «كانت لها وظيفة أو مهنة مختلفة في كل أسبوع».
أما هو فقد بدأ أولى خطواته في عالم الأعمال حين كان عمره 12 عاماً؛ حيث لم يكن يملك ثمن حذاء لكرة السلة التي يعشقها، فاضطر إلى بيع أكياس القمامة، حتى استطاع شراء زوجين من الأحذية الغالية المخصصة للعبة.
في عام 1981 أنهى دراسته في إدارة الأعمال في جامعة إنديانا، وطوال سنوات دراسته كان يمارس التجارة، وفي العام التالي انتقل إلى دالاس بولاية تكساس، حيث عمل في وظائف مؤقتة، حتى أسس شركة خاصة للبرمجيات وسماها «ميكرو سوليوشنز»، ليبيعها عام 1990 بمبلغ 6 ملايين دولار، بعد أن تعرض للإفلاس بسبب سكرتيرته التي حررت شيكات من دون رصيد باسم الشركة.
وبعدها وفي عام 1995 أسس شركة «أوديونت»، المتخصصة في بث المباريات عبر الإنترنت، ثم غير اسمها إلى «برودكاست. كوم» ليبيعها أيضاً؛ حيث اشترتها شركة «ياهو» الشهيرة في عام 1999 بمبلغ 5.9 مليارات دولار.
وفي عام 2009، انضم إلى برنامج الاستثماري التلفزيوني «شارك تانك» الذي يجمع مبادرين جدد مع مستثمرين كبار لتمويل منتجاتهم وشركاتهم، وحقق البرنامج نجاحاً كبيراً وشهرة، واشتهر معها اسم كوبان، لا سيما أنه مالك شركة توزيع أفلام «ماغنوليا بيكتشرز»، التي أنتجت أفلاماً كثيرة أشهرها فيلم «أفعال محظورة»، وفي أبريل 2011 عرض الشركة ومسارح لاندمارك للبيع.
ينصح كوبان كل من يريد الدخول إلى عالم الأعمال قائلاً: «إذا كنت تريد اتخاذ الخطوة التالية فيجب أن تكون قادراً على التعامل مع عواقب تغيير ظروفك»، موضحاً «فالذين لديهم وظائف، أو أطفال أو رهون عقارية قد يكون لديهم أسباب وجيهة للشعور بعدم الراحة بسبب عدم اليقين الذي يصاحب ريادة الأعمال».
أما أحدث نصائح مارك كوبان فقد وجهها بشكل خاص إلى طلاب المدارس الثانوية والجامعات أمامهم، الذين قال عنهم إنهم لديهم فرصة فريدة يمكن أن تساعدهم على الحصول على وظائف في أي مكان، بشرط تعلم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المنتشرة في السوق.. يقول «لست بحاجة إلى أن تكون مهندس برمجيات، لكن يجب أن تعرف كيفية تطبيق هذه الأدوات في بيئة العمل، وللأسف فإن معظم الشركات اليوم لا تدرك تماماً كيف يمكن استخدام هذه التقنية لتحقيق ميزة تنافسية».
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تضم أكثر من 34 مليون شركة، فإن معظمها من المشروعات الصغيرة التي لا تملك ميزانيات ضخمة تتيح لها تبني الذكاء الاصطناعي كما تفعل شركات التكنولوجيا الكبرى.
وفي حلقة من بودكاست «تي بي بي إن»، بثت في نهايات شهر أغسطس الماضي، ذكر كوبان أن بداية عمله ببيع البرمجيات وهو في العشرينات من عمره، مقارناً نظرة أصحاب الشركات في حينها إلى الحواسيب بنظرتهم حالياً إلى «طفرة الذكاء الاصطناعي» وقال: كنت أذهب إلى شركات لم تر حاسوباً شخصياً من قبل، وأشرح لهم قيمته، وكان بعضهم يقول: لدي سكرتيرة، ولن أحتاج إلى هذا أبداً.
ودعا كوبان الشباب إلى استثمار أوقات فراغهم في تعلم أكبر قدر ممكن عن أدوات الذكاء الاصطناعي، موضحاً: من يكتسب هذه المهارة سيكون قادراً ولاحقاً على مساعدة الشركات وحتى أصدقائه على استخدام تلك الأدوات والوكلاء الرقميين بفاعلية أكبر، وبالتالي زيادة الإنتاجية.. لو كنت شاباً اليوم لبدأت مشروعاً جانبياً لتعليم الشركات كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بفاعلية.
كنت سأذهب إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لم تفهم الذكاء الاصطناعي بعد. حتى لو كان عمري 16 عاماً فقط. كنت سأقوم بتدريبهم عليه.
