ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 27 أكتوبر 2025 09:38 صباحاً - اعتباراً من الربع الثاني من العام الجاري، هناك 13.3 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و74 عاماً في أوروبا عاطلون عن العمل رسمياً.
ويرتفع هذا الرقم إلى 26.8 مليون عند احتساب ما يسمى «البطالة الخفية»، لأن التعريف القياسي للتوظيف ضيق للغاية، فهو يستثني ثلاث مجموعات رئيسة: الأشخاص المتاحون للعمل لكنهم لا يبحثون عنه بنشاط، ومن يعملون بدوام جزئي ولا يستغلون كل قدراتهم، والأشخاص الذين يبحثون عن عمل لكنهم غير متاحين للبدء فيه على الفور، بحسب «يورونيوز».
ووفقاً لـ «يوروستات»، تشكل هذه المجموعات، جنباً إلى جنب مع العاطلين عن العمل، ما يسمى «ركود سوق العمل».
ففي الاتحاد الأوروبي، بلغ ركود سوق العمل 11.7 % في الربع الثاني من عام 2025، يجمع هذا الرقم بين 5.8 % من البطالة، و2.6 % من الأشخاص المتاحين للعمل ولكنهم لا يبحثون عنه بنشاط، و2.4 % من العمالة غير المستغلة، و0.9 % ممن يبحثون عن عمل لكنهم غير متاحين على الفور.
وعبر 33 دولة أوروبية، يتراوح ركود سوق العمل من 5.1 % في بولندا إلى 25.8 % في تركيا، التي تبرز كرقم استثنائي.
وتأتي الدولتان الاسكندنافيتان، فنلندا (19.5 %) والسويد (18.8 %)، ضمن الدول الثلاث الأولى، تليهما مباشرة إسبانيا
(18.6 %). هذه «البطالة الخفية» ترتفع أيضاً في البوسنة والهرسك (17.1 %)، وفرنسا (15.4 %) وإيطاليا (15 %).
وتسجل بولندا (5.1 %)، سلوفينيا (5.3 %)، مالطا (5.4 %)، وبلغاريا (5.5 %) أدنى معدلات الركود في سوق العمل الأوروبي، حيث تقل جميعها عن 6 %.
ومن بين أكبر 4 اقتصادات في الاتحاد الأوروبي، تمتلك ألمانيا أدنى أسواق العمل ركوداً بنسبة 7.8 %، وهي الوحيدة التي تقل عن متوسط الاتحاد الأوروبي.
أما الدول الثلاث الأخرى، فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، فهي ضمن الدول ذات المعدلات الأعلى، حيث تتجاوز النسبة 15 %.
وأوضحت دوروثيا شميت - كلاو، رئيسة قسم التوظيف وأسواق العمل والشباب في منظمة العمل الدولية (ILO)، أن 4 عوامل رئيسية تؤدي إلى الفروقات الكبيرة في فائض سوق العمل بين الدول الأوروبية.
وأحد هذه العوامل هو ارتفاع معدلات البطالة بشكل مستمر، ما يثبط عزيمة الناس عن البحث عن وظائف.
في كثير من الأحيان، لا يثقون في النظام لمساعدتهم على إيجاد عمل مناسب.
وقالت شميت: «هناك عقود من ارتفاع معدلات البطالة خلقت شعوراً بأن البحث عديم الجدوى.
عندما يعتقد الناس أن هناك فرصاً قليلة للعثور على وظائف مناسبة، غالباً ما يتوقفون عن البحث، حتى لو ظلوا راغبين وقادرين على العمل».
وقالت شميت - كلاو: «عليهم أن يكتشفوا بعد فوات الأوان أن مهاراتهم لا تتطابق مع ما تبحث عنه الشركات، وهو سبب قوي للتخلي عن الأمل».
ويلي العاطلين عن العمل، المجموعة الثانية التي تساهم بشكل أكبر في ركود سوق العمل بالاتحاد الأوروبي، وهم المتاحون للعمل لكنهم لا يبحثون بنشاط.
وتظهر هذه المجموعة تفاوتاً كبيراً بين الدول، حيث تتراوح نسبتهم من 0.3 % فقط في جمهورية التشيك إلى 12.3 % في تركيا.
تركيا هي الدولة الوحيدة التي تتجاوز فيها نسبة الأشخاص المتاحين للعمل لكنهم لا يبحثون عنه معدل البطالة (8.6 %).
وهذا المعدل مرتفع نسبياً أيضاً في إيطاليا (6.6 %) والسويد (4.4 %). في المقابل، يبلغ 2.8 % فقط في إسبانيا، رغم أن إسبانيا لديها أعلى معدل بطالة في الاتحاد الأوروبي.
