ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 12:21 مساءً - في أبريل 2025، فرضت المملكة المتحدة حظراً على استيراد جميع منتجات الألبان وبعض اللحوم من الاتحاد الأوروبي للاستهلاك الشخصي، بهدف منع انتشار مرض الحمى القلاعية بين الماشية بعد تفشيه في أوروبا.
تم تحذير السياح البريطانيين من جلب أطعمة من أوروبا مثل الجبن، النقانق، والسندويشات المحتوية على هذه المنتجات، مع فرض غرامة تصل إلى 5000 جنيه إسترليني على المخالفين. يمتد الحظر ليشمل أيضاً بعض الحلويات مثل الكعك والبسكويت والشوكولاتة ذات المحتوى العالي من الألبان وفق سي ان بي سي.
الحظر أثر بشكل ملموس على تجار الجبن الفرنسيين، خصوصاً في باريس، حيث اعتمدت محلاتهم على السياح البريطانيين كجزء مهم من أعمالهم.
أشار ألكسندر فيلاكا، صاحب متجر جبن،إلى أن القيود أضرت بالمبيعات رغم التزام المنتجين الفرنسيين الصارم بالمعايير الصحية.
تجدر الإشارة إلى أن الحظر لا يشمل الواردات التجارية، التي تخضع لمعايير صحية أكثر صرامة.
ويأتي هذا الإجراء ضمن سياسة وقائية مشابهة لما كان الاتحاد الأوروبي يطبقه على المنتجات البريطانية منذ خروج المملكة المتحدة من التكتل.
رغم احتواء تفشي المرض في ألمانيا والمجر وسلوفاكيا منذ أبريل، لا تزال الحكومة البريطانية تحافظ على الحظر، معتبرة أن الواردات الشخصية تشكل خطراً على الأمن البيولوجي للمملكة.
مرض الحمى القلاعية شديد العدوى بين الماشية لكنه لا يشكل خطراً على البشر، ويمكن أن ينتشر بسرعة في الأسواق الزراعية المترابطة، كما أظهرت الأوبئة السابقة في 2001 و2007، التي كلفت المملكة المتحدة مليارات الجنيهات وأدت لإعدام ملايين الحيوانات.
الحظر يعكس دروس الماضي القاسية في التعامل مع تفشي الأمراض الحيوانية، لكنه يثير جدلاً حول ما إذا كانت القيود الحالية مفرطة مقارنة بالوضع الفعلي.
بالنسبة للاتحاد الأوروبي، يشكل القرار البريطاني جبهة جديدة في العلاقات بعد البريكست، إذ أن استمرار الحظر ينعكس سلبياً على التجارة والسياحة، ويبرز الخلافات حول الأمن الغذائي والسياسات الصحية بين الجانبين.
الحظر البريطاني على الجبن واللحوم الأوروبية، رغم دوافعه الصحية، أدى إلى توتر اقتصادي وتجاري جديد مع الاتحاد الأوروبي، وأثار نقاشاً حول التوازن بين حماية المزارعين والأمن الغذائي وبين حرية التجارة والسياحة.
