حال المال والاقتصاد

هل انتهى شهر العسل بين البيئة والسيارات الكهربائية؟

هل انتهى شهر العسل بين البيئة والسيارات الكهربائية؟


ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 1 نوفمبر 2025 01:21 مساءً - رُوّج للمركبات الكهربائية أنها المنقذ الأخضر لكوكب الأرض، ووصفت بأنها «خالية من الانبعاثات» بامتياز، لكن دراسة جديدة وشاملة من جامعة ديوك الأمريكية كشفت عن حقائق صادمة تهدد هذه الصورة المثالية، مؤكدة أن السيارة الكهربائية تطلق تلوثاً أكبر بكثير من نظيرتها التي تعمل بالوقود الأحفوري خلال السنوات الأولى من عمرها التشغيلي.

الحقيقة الصادمة

توصل باحثو جامعة ديوك، عبر نموذج تحليل بيئي شامل، إلى أن المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات تنتج خلال أول عامين من تشغيلها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) أعلى بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالسيارات التقليدية العاملة بالبنزين أو الديزل.

صرح الدكتور بانكاج سادافارت، الباحث الرئيسي في الدراسة، بأن: «تعدين الليثيوم وتصنيع البطاريات يسهمان بنحو 50% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل مركبة في السنة الأولى».

يركز التلوث الأولي للمركبات الكهربائية على مرحلة تصنيع البطاريات، خصوصاً استخراج الليثيوم والمواد النادرة، وتتم عمليات استخراج الليثيوم في دول مثل أستراليا وتشيلي والصين، وهي عمليات تستهلك كميات هائلة من الطاقة والمياه، وتتسبب في تلوث بيئي خطير إذا لم يتم إجراؤها وفق أعلى معايير الأمان.

تصنيع كثيف الاستهلاك

تتطلب مصانع البطاريات طاقة إضافية كبيرة لتجميع الخلايا، ما يزيد بشكل كبير من البصمة الكربونية للسيارة قبل أن تغادر خط الإنتاج.
على الرغم من البداية الملوثة، تؤكد الدراسة أن المركبات الكهربائية تبدأ في تحقيق تفوق بيئي واضح على المدى الطويل، فبعد السنة الثانية تبدأ السيارات الكهربائية في تعويض انبعاثات إنتاجها المرتفعة بفضل انعدام الانبعاثات المباشرة أثناء القيادة.

عند احتساب العمر الافتراضي للسيارة (حوالي 18 عاماً)، تسهم المركبات الكهربائية في خفض كبير لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون التراكمية، ما يثبت أنها خيار أفضل للمناخ.

توصل الباحثون إلى أن التكلفة السنوية للأضرار البيئية لسيارة كهربائية تبلغ حوالي 629 دولاراً فقط، مقابل حوالي 1605 دولارات لسيارة تعمل بالبنزين أو الديزل.

الجسيمات الدقيقة

أشارت الدراسة إلى تحدٍ آخر تواجهه السيارات الكهربائية، وهو «التلوث غير الناتج عن العادم»، فبسبب وزنها الأكبر الناجم عن البطاريات، تنتج السيارات الكهربائية جسيمات دقيقة من تآكل وسادات الفرامل أكثر سمية من أبخرة سيارات الديزل أثناء عملية الكبح.

تخلص الدراسة إلى أن المركبات الكهربائية ليست «خالية من الانبعاثات» تماماً، بل إنها حل بيئي على المدى الطويل فقط، خصوصاً عندما يتم استخدامها مع كهرباء مولدة من مصادر نظيفة. لكنها تطلق تحذيراً للمشترين والمشرعين بضرورة عدم تجاهل الأثر البيئي الأولي والضخم لعمليات الإنتاج والتعدين.

Advertisements

قد تقرأ أيضا