ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 13 نوفمبر 2025 08:51 مساءً - منحت حرب غزة دفعة جديدة للشركات الأمريكية، وكانت بمثابة دفعة قوية لاقتصاد الولايات المتحدة، حيث شهدت شركات الدفاع الأمريكية ارتفاعاً غير عادي في أعمالها الجديدة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. ووفقاً للبيانات المتاحة، وافقت واشنطن على مبيعات عسكرية لإسرائيل تزيد قيمتها على 32 مليار دولار. وقد استحوذت شركة بوينج على الحصة الكبرى، بنحو 19 مليار دولار للطائرات المقاتلة والقنابل الموجهة.
وتمثل هذه المجموعة من العقود وحدها أكثر من ربع إجمالي تراكم الطلبات العسركية لدى شركة بوينج، بحسب موقع «تبرانكس».
واستفادت شركات الدفاع الأخرى أيضاً. فقد شكلت العقود المشتركة التي تشمل شركات «إل 3 هاريس»، و«جنرال ديناميكس»، و«نورثروب جرومان» نحو 10 مليارات دولار أخرى.
وحتى اللاعبين الأصغر مثل «رولز-رويس سوليوشنز أمريكا» ووحدة «دي آر إس سستينمينت سيستمز» التابعة لشركة «ليوناردو» الأمريكية أعلنا عقوداً بمئات الملايين. وتوفر هذه الطلبات، المقرر تسليم العديد منها حتى عام 2029، تدفقاً ثابتاً للإيرادات إلى ما بعد الصراع الحالي.
ومنذ أواخر عام 2023، تفوقت أسهم قطاع الدفاع على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 20 %. ويتجاوز إجمالي طلبات أكبر خمس شركات الآن 600 مليار دولار، مدعومةً بالطلب المستمر من كل من إسرائيل وأوكرانيا.
تحركات الأسهم وقيمة الشركات
هذا وأضافت «لوكهيد مارتن» لأرباحها 743 مليون دولار من مبيعات الصواريخ، وارتفع قيمة سهم الشركة من 418 دولاراً في أكتوبر 2023 إلى 457 دولاراً في نوفمبر 2025، فيما ارتفعت القيمة السوقية للشركة بأكثر من 55% خلال عام من 7 أكتوبر 2023، وحتى أكتوبر 2024. كما ارتفع سعر سهم شركة كاتربيلر من 245 إلى 385 دولاراً بعد أن حققت أرباحاً بلغت 295 مليون دولار من بيع جرافاتها المدرعة لإسرائيل.
كذلك ربحت «أوشكوش ديفينس» 583 مليون دولار من صفقات المركبات، بينما سجلت آر تي إكس (رايثون سابقا) 103 ملايين الدولارات من بيع مكونات الصواريخ والرادارات. وارتفع سعر سهمها من 68 دولاراً في أكتوبر 2023 إلى 105 دولارات في أكتوبر 2025، ونظراً للعقود الدفاعية المربحة فقد ارتفعت القيمة السوقية للشركة بنسبة 84% تقريبا منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى أكتوبر 2024.
كما ارتفعت القيمة السوقية لـ «جنرال ديناميكس» خامس أكبر شركة لتصنيع الأسلحة في العالم بأكثر من 37% منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى أكتوبر 2024. وارتفعت القيمة السوقية لـ «نورثروب جرومان» هي ثالث أكبر شركة لتصنيع الأسلحة في العالم بأكثر من 28% وشركة «كاتربيلر» الأمريكية للجرافات المدرعة بأكثر من 52% منذ أن بدأت إسرائيل بهدم المنازل في غزة وحتى أكتوبر 2024.
مساعدات أمريكية
وتمول إسرائيل معظم عمليات شراء الأسلحة من المساعدات الأمريكية، حيث قدمت واشنطن خلال الـ12 شهراً الأولى من الحرب على غزة مساعدات غير مسبوقة إلى تل أبيب، بلغت 23 مليار دولار. وكانت هذه المساعدات هي الأكبر التي تتلقاها إسرائيل من أمريكا منذ عام 1959، وفقاً لورقة بحثية أصدرها مشروع «تكاليف الحرب» التابع لمعهد واتسون بجامعة براون، بحسب موقع «تي آر تي وورلد».
وتشترط المساعدات الأمريكية على حكومة إسرائيل تحويل معظم تلك الأموال (80 %) مرة أخرى إلى الولايات المتحدة لشراء الأسلحة. ويضمن هذا الشرط «تدفقاً ثابتاً» للدخل بالنسبة لشركات السلاح الأمريكية، التي توفر بدورها «وظائف مستقرة» في المجتمعات الصغيرة والمتوسطة الحجم بجميع أنحاء البلاد.
وقالت الأستاذة بجامعة هارفارد ليندا ج. بيلمز، التي شاركت في تأليف الورقة البحثية، لـ «تي آر تي وورلد» إن «برنامج المساعدات العسكرية الأجنبية يتطلب أن تكون معظم المشتريات من شركات أمريكية. وهذا ترتيب قديم». وإسرائيل إحدى الدول القليلة التي يسمح لها بشراء الأسلحة مباشرة من الشركات الأمريكية بـ «حد أدنى» من الرقابة.
وقالت بيلمز إن إدارة بايدن «بررت علناً» إنفاقها على المساعدات الخارجية لإسرائيل باسم «خلق فرص عمل للأمريكيين»، حيث تقوم شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية بتوظيف عمال «لتجديد» المخزونات المستنفدة من الأسلحة والذخائر.
وفي ميزانية عام 2025، برر البيت الأبيض طلبه التكميلي الطارئ البالغ 92 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الأمنية الوطنية الملحة، بما في ذلك تلك المتعلقة بإسرائيل، بحجة أنه سيخلق ويحافظ على فرص عمل في «عشرات الولايات في جميع أنحاء أمريكا».
