ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 7 ديسمبر 2025 12:06 صباحاً - شهدت التجارة الإلكترونية في الإمارات موجة نشاط استثنائية خلال الأيام الماضية متزامنة مع إجازات عيد الاتحاد وعروض (الجمعة البيضاء) و(الاثنين الإلكتروني)، وسط تقديرات الخبراء بزيادة مبيعات التجارة الإلكترونية بنسبة تتراوح بين 15 و20 % مقارنة بالمبيعات العادية، استكمالاً للزخم الكبير الذي سجلته المنصات الرقمية خلال نوفمبر الماضي.
ورسخت الإمارات مكانتها خلال السنوات الماضية كأكبر سوق تجارة إلكترونية في المنطقة، مدعومة ببنية تحتية لوجستية متقدمة، وانتشار واسع لوسائل الدفع الرقمية، ونمو متسارع في ثقافة التسوّق عبر الإنترنت. ومع بدء عطلات نهاية السنة، عاد المستهلك المحلي ليعزز الطلب على الإلكترونيات، والأزياء، والمنتجات التجميلية، والسلع المنزلية، إضافة إلى ارتفاع كبير في مشتريات الهدايا الموسمية.
إرجاع مجاني
وتمكنت المتاجر إلكترونية في الإمارات من استقطاب آلاف العملاء الجدد بفضل تقديم خدمات التوصيل والإرجاع المجاني، حيث تعتمد سياسة مرنة في عمليات البيع والشراء لتعزيز رضا العملاء. وواصل قطاع التجارة الإلكترونية في الإمارات نموه اللافت بفضل التسوّق عبر الإنترنت، إلى جانب توافر بنية تحتية رقمية متقدمة، وانتشار خدمات الإنترنت، وكفاءة أنظمة التوصيل.
بطاقات الائتمان
وتظهر استطلاعات رأي المستهلك الرقمي أن بطاقات الائتمان والخصم تعتبر الوسيلة الأكثر استخداماً للدفع عند التسوق عبر الإنترنت في الإمارات. وبحسب تقرير «التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2024» الصادر عن «إي. زي. دبي»، بلغ حجم سوق التجارة الإلكترونية في الإمارات 32.3 مليار درهم خلال 2024، مع توقعات أن تصل قيمته لأكثر من 50.6 مليار درهم بحلول 2029، وعلى مستوى المنطقة، بلغ حجم سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 126.7 مليار درهم «34.5 مليار دولار» في 2024، محققاً نمواً سنوياً بنسبة 13 %، ويستند النمو إلى الاستثمارات في البنية التحتية، والمبادرات الحكومية الرقمية.
وتتصدر الإمارات عالمياً في مجال الجاهزية للتجارة الإلكترونية، لتواصل تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للتجارة الرقمية، مدفوعة بتكامل البنية التحتية الرقمية، وتطور الإطار التنظيمي، لترسخ الدولة مكانتها شريكاً محورياً في تشكيل مستقبل التجارة العالمية.
حوافز إضافية
وأكد إبراهيم البحر، الخبير الاقتصادي في قطاع تجارة التجزئة مدير مؤسسة البحر للاستشارات، أن قطاع التسوق الإلكتروني شهد نشاطاً لافتاً، خلال الأسابيع الماضية، في الإمارات بالتزامن مع مراكز التسوق التقليدية، حيث توفر حوافز إضافية منها قضاء وقت، بعيداً عن المنزل للترفيه أو تناول الطعام.
وأشار إلى أن منصات التسوق الرقمية في الإمارات أصبحت اليوم ذراعاً لقطاع التجزئة، وفرضت وجودها على المتسوقين الباحثين عن الراحة وإكمال عمليات الشراء مع البقاء في المنازل. وتوقع إبراهيم البحر، زيادة مبيعات التجارة الإلكترونية بنسبة تتراوح بين 15 و20 % مقارنة بالمبيعات العادية، مشيراً إلى أن سبب تفوق قطاع التجارة الإلكترونية على المتاجر التقليدية الخدمات المميزة المقدمة منها مما أدى إلى ارتفاع مبيعاتها. وأضاف أن التجارة الإلكترونية في الإمارات منافس قوي لمحلات التجزئة معتمدة على الرقمنة والتسوق عبر الهواتف والتطبيقات الذكية وتوافر حلول الدفع السهلة والتوصيل السريع وسرعة استبدال المنتجات دون تكلف عناء التسوق التقليدي، مشيراً إلى أن التسوق الإلكتروني في دولة الإمارات ساعد المتاجر التقليدية، وفتحت منصات إلكترونية، لتلبية احتياجات المتسوقين الرقميين.
