ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 15 ديسمبر 2025 10:36 صباحاً - كشفت شركة الإمارات للكهرباء والأجهزة (EEIC) عن مشروع «إليكسير»، وهو أول مشروع في المنطقة يستهدف تحويل المحلول الملحي الناتج عن التحلية إلى طاقة نظيفة ومواد صناعية منخفضة الكربون. المشروع يُعد نموذجًا على الابتكار الصناعي الذي يعزز رؤية الدولة في خفض الانبعاثات وتعزيز الاقتصاد الدائري، في خطوة تعكس توجه الإمارات نحو صناعات أكثر استدامة.
وأكد هاجوب ديرموسيسيان، المدير العام لشركة EEIC، أن الشركة لم تتعامل يومًا مع المحلول الملحي باعتباره نفايات، بل كمورد ثمين لم تُستغل إمكاناته. وقال: «اعتماد الإمارات الكبير على التحلية، بالتزامن مع السعي لخفض البصمة الكربونية للصناعة، فتح الباب أمام مشروع ريادي يقدم قيمة اقتصادية وبيئية مضافة».
ويعتمد مشروع «إليكسير» على تقنيات متطورة لاستخراج ما يعرف بـ«الطاقة الزرقاء» عبر التحليل الكهربائي العكسي (RED)، وهي طاقة متجددة تنشأ من فروقات الملوحة. كما يستعيد المشروع كربونات المغنيسيوم, وهي مادة صناعية منخفضة الكربون تُستخدم في قطاعات حيوية مثل صناعة الصلب. وأوضح ديرموسيسيان أن هذا التحول «لا يلغي الأثر السلبي فحسب، بل يخلق سلاسل قيمة جديدة تدعم نهج الاقتصاد الدائري، وتحول المخلفات إلى موارد ذات جدوى كبيرة».
وأشار المدير العام إلى الدور الحيوي للمغنيسيوم في جعل إنتاج الصلب أكثر استدامة، موضحًا أن القطاع يعد من أعلى القطاعات العالمية في الانبعاثات، وأن توفير مادة نظيفة محليًا يسهم في تقليل الانبعاثات وخفض الاعتماد على المواد المستوردة ذات الأثر البيئي المرتفع. وأضاف أن استخدام المغنيسيوم يمتد إلى الأسمنت والسيراميك والطلاء، مما يوسّع الأثر البيئي الإيجابي للمشروع.
وفي ما يتعلق بتكامل المشروع داخل منشأة صناعية نشطة، قال ديرموسيسيان إن دمج نظام تحويل المحلول الملحي داخل مصنع EMSTEEL شكّل تحديًا كبيرًا، إلا أن النتيجة أثبتت قدرة EEIC على تنفيذ عمليات معقدة دون التأثير على سير الإنتاج. وأضاف: «أظهرنا أن التكنولوجيا المتقدمة يمكن أن تعمل جنبًا إلى جنب مع العمليات الصناعية القائمة بسلاسة تامة، مع تمكين مراقبة لحظية وربط رقمي يعزز الكفاءة».
وفي ختام حديثه، أكد ديرموسيسيان أن «إليكسير» يتماشى تمامًا مع أهداف الإمارات لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050، ومع استراتيجية «مشروع 300 مليار» لدعم الصناعات الوطنية. وقال إن المشروع «يعكس انتقال الإمارات من الاستخدام التقليدي للموارد إلى أنظمة أكثر استدامة تعزز التنافسية العالمية»، مشددًا على أن EEIC تسعى من خلال هذا الابتكار إلى «إعادة تصور مستقبل الصناعة بما يجعلها أكثر كفاءة واستدامة داخل الدولة وخارجها».
