ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 27 ديسمبر 2025 08:21 مساءً - لجأ مارك زوكربيرغ، المؤسس المشارك لفيسبوك والرئيس التنفيذي لشركة ميتا، إلى أسلوب غير تقليدي للاعتذار لجيرانه بعد سنوات من الضوضاء الناتجة عن مشاريع البناء المتتالية في مجمعه السكني الواسع في حي كريسينت بارك الراقي في بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وبدأ زوكربيرغ مؤخرا بتوزيع سماعات إلغاء الضوضاء على أقرب الجيران، بالإضافة إلى هدايا صناديق كعك "كريسبى كريم" خلال فترات الإزعاج الشديدة، في محاولة للتخفيف من حدة التوتر.
وحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن هذه المبادرة تعكس التحديات المتنامية التي تواجه سكان الحي، حيث كان السكان، وهم غالبا من المحامين والأساتذة والمديرين التنفيذيين، يتمتعون سابقا بشوارع هادئة وحدائق مورقة، إلا أن أعمال التجديد المستمرة والمعدات الثقيلة وسياسات الأمن المكثف، بما في ذلك كاميرات المراقبة والدوريات المتكررة، حولت الحي إلى منطقة تعج بالبناء والضوضاء.
على مدار 14 عاما، أنفق زوكربيرغ أكثر من 110 ملايين دولار لشراء ما لا يقل عن 11 منزلاً على شارعي إيدجوود وهاميلتون، ما أدى إلى تغييرات كبيرة في طبيعة المنطقة، بعض المنازل التي اشترها مارك زوكربيرغ تُركت بلا استخدام رغم أزمة الإسكان في المدينة، في حين تم تحويل منازل أخرى إلى مساحات واسعة تشمل ملاعب رياضية، ومسابح مزودة بأرضيات هيدروليكية خاصة، ومنازل للضيوف، ومساحات ترفيهية متعددة.
ومن أبرز ما يثير اهتمام الجيران المساحة تحت الأرض التي أضافها الملياردير الشاب، والتي تبلغ حوالي 7,000 قدم مربع، ووصفها البعض بأنها "كهف الخفافيش للملياردير"، أو ملجأ تحت الأرض، هذه الإضافات، إلى جانب مستوى الأمان العالي، زادت من القلق بين السكان المحليين حول التغيرات الهيكلية والاجتماعية في حيهم.
وليس هذا صدام الأول بين زوكربيرغ والجيران بسبب مشاريعه العقارية، ففي عام 2016، رفضت المدينة خططه لهدم منازل عدة واستبدالها بمنازل أصغر وقواعد كبيرة تحت الأرض، لكنه استمر في البناء تدريجيا، مستفيدا من ثغرات في قوانين تقسيم المناطق، كما أن اهتمامه بالعقارات يمتد إلى مناطق أخرى مثل كاواي في هاواي، وبحيرة تاهو، وواشنطن العاصمة، حيث أثارت مشاريعه هناك جدلا مماثلا.
وقال متحدث باسم مارك زوكربيرغ إن عائلته تحرص على أن تكون جزءا من مجتمع بالو ألتو، وقد حاولت اتخاذ خطوات لتقليل الإزعاج، ومع ذلك، يرى العديد من الجيران أن سماعات إلغاء الضوضاء لا تعدو كونها حلا مؤقتا لمشكلة مستمرة، ولا تعالج القلق الأوسع حول تغير طبيعة الحي.
