ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 28 أغسطس 2025 09:38 صباحاً - أظهر أحدث استطلاع أجرته شركة «إيتورو» أن نحو نصف المستثمرين في الإمارات (49%) يرون أن الذهب هو الأصل الأكثر صموداً في مواجهة التقلبات العالمية المستمرة.
وقال جوش جيلبرت، محلل الأسواق في إيتورو: «هذا عام مميز للذهب، إذ ارتفع المعدن النفيس بنسبة 29%، ليصبح أحد أفضل الأصول أداءً في عام 2025، مسجلاً أفضل عام له منذ 15 عاماً.
ويأتي ذلك استكمالاً لمكاسب بلغت 27% في عام 2024، مدعومة بزيادة مخصصات المستثمرين، وتحول حالة عدم اليقين إلى الوضع الطبيعي الجديد، واستمرار مشتريات البنوك المركزية.
وأشار إلى أن امتلاك جزء من هذا المعدن اللامع أصبح أكثر سهولة من أي وقت مضى، فبدلاً من تخزين العملات أو السبائك في خزائن، بات بإمكان المستثمرين الحصول على انكشاف عبر الصناديق المتداولة في البورصة».
وقد عاد الذهب إلى دائرة الضوء بعد أن تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعزل عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي وزاد من الطلب على الملاذات الآمنة.
وقال جوش جيلبرت: «هذا مؤشر واضح على أن المستثمرين المحليين في الإمارات، رغم تفاؤلهم الكبير بأسواقهم، لا يغفلون الأخطار العالمية، ولذلك يخصصون جزءاً من محافظهم للسلع مثل الذهب وسيلة للحماية».
ومع توقّع أكثر من 90% من المستثمرين الأفراد أن تؤثر التوترات التجارية في محافظهم خلال الأشهر المقبلة، ليس من المستغرب أن ترتفع المخصصات للأصول الدفاعية إلى جانب الأسهم.
وأضاف: «فكر في الذهب كونه شبكة أمان مالية؛ إنه الأصل الذي يلجأ إليه الكثيرون عندما تلوح في الأفق عواصف اقتصادية، ويوفر للمستثمرين المبتدئين وذوي الخبرة على حد سواء ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين.
وفي عالم اليوم، حيث تثير المخاوف من التضخم والرسوم الجمركية والصراعات الجيوسياسية حالة من عدم الاستقرار، يواصل الذهب إثبات قيمته مثبتاً للمحافظ الاستثمارية».
وعن ما ينتظر الذهب لاحقاً، قال: «المؤشرات الأساسية تدعم المزيد من الارتفاع، مع توقع خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، وضعف الدولار الأمريكي، واستمرار الطلب الاستثماري القوي.
ومع تفوق الذهب بالفعل على مؤشرات الأسهم الرئيسة واستمرار مشتريات البنوك المركزية التي تعزز الزخم، من المرجح أن يظل المعدن النفيس محور اهتمام المستثمرين عالمياً وفي الإمارات مع بقاء حالة عدم اليقين.
وفي نهاية المطاف، بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، أثبت الذهب بوضوح أحقيته في أن يكون جزءاً من محفظة استثمارية متنوعة؛ فهو يوفر قدراً من الاستقرار في مواجهة الأخطار، ويعد مخزناً موثوقاً للقيمة على المدى الطويل، والأهم أنه يلعب دوراً أساسياً كونه أداة لتنويع المحافظ.
وحتى في عصر الأصول الرقمية والمنتجات المالية المعقدة، يظل امتلاك جزء من هذا المعدن الأصفر الكلاسيكي مصدراً للتوازن والطمأنينة».
أخبار متعلقة :