ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 25 أكتوبر 2025 01:58 مساءً - تتجه الأنظار إلى سوق الذهب مع استمرار ارتفاع أسعاره لمستويات قياسية، ما يثير تساؤلات جدية بين المحللين عما إذا كان المستثمرون الذين يهربون من فقاعات الأصول الأخرى (مثل أسهم التكنولوجيا) قد يسهمون دون قصد في فقاعة ذهبية جديدة.
تحركات الشراء
تشير التحليلات إلى أن الارتفاع الكبير والمتسارع في أسعار الذهب، الذي تجاوز 50% منذ بداية عام 2025 في بعض التقديرات، قد يكون مدفوعاً بشكل متزايد بـالمضاربة ومشاعر الخوف بدلاً من الأساسيات الاقتصادية التقليدية (مثل قوة الطلب الصناعي أو ضعف العرض)، ويشتري المستثمرون الذهب كـونه تحوط اًضد خطر انفجار فقاعة في أسواق الأسهم (خصوصاً أسهم شركات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا التي شهدت صعوداً حاداً)، وضد خطر التضخم المتوقع من برامج الإنفاق الحكومي الضخمة.
الخوف والجشع
يرى بعض المحللين أن هذا التدافع على الذهب، بدافع الخوف من خسارة قيمة الأصول الأخرى، قد يخلق ديناميكية غير مستدامة، حيث ترتفع الأسعار بسبب توقع استمرار الارتفاع (الجشع)، وليس بناء على قيمة جوهرية، وهي السمة المميزة للفقاعات. إذا كانت الحركة الحالية مدفوعة بشكل أساسي بالمضاربات فمن المحتمل أن يحدث انهيار مفاجئ في السعر عند تحول المشاعر أو حدوث تصحيح في الأسواق، ما يعرض المشترين الذين دخلوا عند القمم لخسائر فادحة.
اعتباراً من تاريخ 25 أكتوبر 2025 يتراوح سعر الذهب الفوري للأونصة حول مستويات 4,112 دولاراً مع نطاق يومي واسع (4,044.70 إلى 4,144.70 دولار)، هذا السعر قريب من القمم التاريخية، التي سجلها المعدن الأصفر مؤخراً.
توقعات الفقاعة
تختلف توقعات الخبراء حول مستقبل الذهب بشكل كبير، حيث يحذر بعض الاقتصاديين من أن الارتفاع الحالي في الذهب مبالغ فيه، وينفصل عن الواقع الاقتصادي، مع احتمالية كبيرة لحدوث انفجار وشيك للفقاعة، وهبوط حاد بحسب CNN الاقتصادية،
فيما يرى آخرون، بما في ذلك مؤسسات كبرى مثل جي بي مورغان تشيس، أن الذهب قد يواصل صعوده ليصل إلى 5,000 دولار أو حتى 8,000 دولار للأونصة بحلول عام 2028، ويدعم هذا التوقع العوامل الهيكلية مثل استمرار التوترات الجيوسياسية، وتآكل الثقة في العملات الورقية (بحسب Investing.com).
وينصح الخبراء بـتنويع المحفظة وعدم وضع كل الاستثمارات في الذهب، مع الالتزام بالتحليل الأساسي، وعدم الانجراف وراء المضاربة، والارتفاعات السريعة غير المبررة.
أخبار متعلقة :