حال قطر

الهلال الأحمر القطري يستعرض دور الدبلوماسية الإنسانية في معالجة الأزمات والتحديات العالمية

الهلال الأحمر القطري يستعرض دور الدبلوماسية الإنسانية في معالجة الأزمات والتحديات العالمية

الدوحة - سيف الحموري - نظم الهلال الأحمر القطري ورشة عمل، ومائدة مستديرة حول الدبلوماسية الإنسانية، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. 

وأقيمت الندوة التي استمرت يومين تحت عنوان: "الدبلوماسية الإنسانية، مشاركة الخبرات وبناء العمل التعاوني"، بحضور أخصائيين في مجال الدبلوماسية الإنسانية لدى جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر على مستوى العالم، ورؤساء بعثات الاتحاد الدولي في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وممثلي بعض المنظمات الإنسانية الشريكة، ومسؤولي البعثة الإقليمية للجنة الدولية وبعثتها التمثيلية في قطر.

  وتناولت جلسات اليوم الأول، موضوع رسم خريطة وبناء المعارف والقدرات والخبرات في الدبلوماسية الإنسانية، فيما ركزت جلسات اليوم الثاني، على مشاركة وجهات النظر بين مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر فيما يتعلق بالدبلوماسية الإنسانية.

  و هدفت ورشة العمل إلى بناء نهج استراتيجي ومنسق للدبلوماسية الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونشر سياسة الاتحاد الدولي والاستراتيجيات العالمية والإقليمية المعنية بالدبلوماسية الإنسانية، وتحديد أطر العمل المطلوب إرساؤها أو تعزيزها على المستوى الإقليمي، ودعم التعلم المتبادل وتطوير شبكة الدبلوماسية الإنسانية في المنطقة بخطة واضحة وآلية عمل تعاونية قائمة على الثقة.

  كما تمت مناقشة التحديات وأفضل الممارسات للتعامل مع السلطات الوطنية، وبناء القدرات في مجال الدبلوماسية الإنسانية عبر تحديد الموارد والأدوات والإرشادات المتاحة والمطلوبة، وفهم كيفية دعم وتسهيل الدبلوماسية الإنسانية للعمليات الميدانية، وإشراك الفاعلين الدبلوماسيين من خلال تقديم الخبرات والدروس المستفادة من التجارب السابقة.

  وفي كلمته الافتتاحية، قال سعادة السيد فيصل محمد العمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، إن دولة قطر لديها إيمان راسخ بالتعاون والحوار والتضامن، وهي من أكبر مناصري الدبلوماسية الإنسانية، من خلال بناء جسور التواصل بين الأمم والمؤسسات والمجتمعات، لافتاً إلى أن الهلال الأحمر القطري يعمل يوماً بعد آخر على ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، من خلال بعثاته الإغاثية، وبرامجه التنموية، ومساهماته في المحافل الإنسانية الدولية.

وأشار إلى وجود ترتيبات بالتعاون مع الشركاء لصياغة ميثاق عالمي للدبلوماسية الإنسانية، كمبادرة تهدف إلى إرساء إطار عالمي للدبلوماسية الإنسانية الفعالة، وتعزيز المشاركة المخلصة عالمياً، وتشجيع احترام القيم الإنسانية، وصولاً إلى الهدف الأسمى المتمثل في جعل العالم مكاناً أفضل وأكثر أماناً للجميع، مضيفاً أن العالم يحتاج إلى مزيد من الدبلوماسية الإنسانية، ليس كشعارات، بل كممارسة يومية.

  كما أقيمت مائدة مستديرة حول الدبلوماسية الإنسانية تحت عنوان "المشاركة المرتكزة على المبادئ الإنسانية من أجل أثر طويل الأمد"، وذلك  بتنظيم مشترك من الهلال الأحمر القطري والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وتضمن جدول أعمال الفعالية جلستين نقاشيتين حول دور الدبلوماسية الإنسانية المرتكزة على المبادئ، رغم ما تنطوي عليه من تحديات متأصلة وحساسية سياسية، في تحقيق وصول إنساني فوري وأثر مستدام، مع التطرق إلى الأدوات الملموسة، والتجارب الميدانية، والمعايير المتطورة التي تشكل هذا المجال.

وشارك في الندوة ممثلون لعدد من الجهات الكومية في الدولة، وعدد من السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية المعتدة لدى الدولة.

  ومن خلال جلستين بعنوان "الدبلوماسية الإنسانية في الممارسة: المبادئ تحت الضغط" و"سبل المضي قدماً: تعزيز الدبلوماسية الإنسانية المرتكزة على المبادئ"، سعت المائدة المستديرة إلى ترسيخ الدبلوماسية الإنسانية المرتكزة على المبادئ كنهج عملي وأساسي للانخراط مع جميع أطراف النزاعات لتحسين حماية المدنيين، وتحفيز التفكير النقدي حول النتائج طويلة الأمد للمشاركة الإنسانية وأهميتها في المشهد الإنساني المقيد اليوم، وتعزيز الأساليب التعاونية غير الملزمة قانوناً كأدوات مبتكرة لتحسين النتائج الإنسانية، وتعزيز الحوار والتكامل بين الفاعلين حول القيم المشتركة من حياد وإنسانية وعدم تحيز.

وفي كلمة في افتتاح أعمال المائدة المستديرة، أكد سعادة السيد فيصل محمد العمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، أن الدبلوماسية الإنسانية لم تعد خياراً فرعياً، بل أصبحت ضرورة استراتيجية توازي في أهميتها العمل الميداني ذاته، فهي الأداة التي تفتح الممرات المغلقة، وتبني جسور الثقة بين الأطراف المتنازعة، وتعيد للإنسان مكانته في قلب القرار السياسي والإنساني معاً.

  وأضاف العمادي أن دولة قطر أدركت مبكراً أهمية دعم الدبلوماسية الإنسانية كإحدى الركائز الأساسية لسياستها الخارجية، ومن خلال أدوار الوساطة التي اضطلعت بها في أزمات عدة، من أفغانستان إلى السودان، ومن غزة إلى أوكرانيا، أثبتت دولة قطر أن الحوار الإنساني قادر على اختراق الجمود السياسي، وفتح نوافذ للأمل حين تغلق الأبواب.

  وبين أن الهلال الأحمر القطري، بصفته عضواً فاعلاً في الحركة الإنسانية الدولية، جعل من الدبلوماسية الإنسانية نهجاً مؤسسياً، باعتبارها أداة لتعزيز الوصول والحماية، وترسيخ دوره كجسر بين الشعوب، وليس مجرد مقدم للمساعدة.

ومن جهته، أوضح السيد ديلان ويندر، مدير الدبلوماسية الإنسانية والاتصالات العالمية بالاتحاد الدولي، إنه في سياقات الأزمات حول العالم، يتقلص مجال العمل الإنساني، وتتعرض المبادئ الإنسانية الأساسية المعترف بها منذ زمن طويل لضغوط، مستعرضاً عدة حالات تم فيها منع أو عرقلة وصول المساعدات الإنسانية، كما سقط عدد من الموظفين والمتطوعين ضحية للإصابات أو حتى للقتل.

وتابع: الدبلوماسية الإنسانية تتيح إيصال الصوت القائم على المبادئ والمتمحور حول الإنسان إلى أوساط السياسة، وضمان أن تترجَم القرارات المتخذة في محافل كهذا إلى تأثير حقيقي في حياة المحتاجين، موضحاً أن الدبلوماسية الإنسانية جهد جماعي.

  وفي الختام، أصدر المشاركون جملة من التوصيات الهامة، من بينها ضرورة احترام المبادئ الإنسانية، وخاصةً مبدأ الحياد، وتوحيد الصوت من خلال منتدى عملي ودبلوماسي، واتباع نهج مختلف للدبلوماسية الوقائية من خلال تخطيط السيناريوهات، وأهمية الحوار في تعزيز الأمل من خلال مؤتمرات السلام، والتأكيد على دور الإعلام في تخفيف الإرهاق والضغوط أثناء حالات الطوارئ الإنسانية، والحض على حماية سلامة الصحفيين والكوادر الطبية والعاملين في المجال الإنساني، ونشر الوعي بالمبادئ الإنسانية من خلال التعليم.

Advertisements

قد تقرأ أيضا