الرياض - ياسر الجرجورة في السبت 6 ديسمبر 2025 02:19 صباحاً - في تطور حكومي مفاجئ يعيد الأمل لعشرات الآلاف، أعلنت المديرية العامة للجوازات السعودية عن مبادرة استثنائية تمنح 30 يوماً إضافية كاملة لجميع أصحاب التأشيرات المنتهية - وهي المرة الأولى في تاريخ المملكة التي تقدم فيها الحكومة هذه المرونة الإدارية غير المسبوقة. أكثر من 50,000 زائر أجنبي يتنفسون الصعداء اليوم، بعدما كانوا يواجهون شبح الترحيل الفوري والغرامات الباهظة. الفرصة متاحة الآن عبر منصة أبشر، لكن كل يوم تأخير قد يكلفك أكثر مما تتوقع.
أحمد محمود، المهندس المصري البالغ من العمر 34 عاماً، كان يعيش كابوساً حقيقياً منذ أسبوعين عندما انتهت تأشيرته. "كنت أتوقع الأسوأ - غرامات تصل لآلاف الريالات وربما منع من دخول المملكة مرة أخرى،" يقول أحمد بصوت مرتجف. لكن إعلان الجوازات اليوم غير كل شيء. المبادرة تشمل 100% من أنواع تأشيرات الزيارة دون استثناء، في قرار وصفه مسؤول بالجوازات بأنه "إنساني بامتياز يعكس حرص القيادة على راحة الزوار." فاطمة الأحمدي، المديرة الإدارية السعودية، تؤكد: "شاهدت بعيني كيف تحولت وجوه الزوار القلقين إلى ابتسامات عريضة خلال دقائق من تفعيل خدمة أبشر."
هذا التحول الجذري ليس وليد اللحظة، بل ثمرة رؤية 2030 الطموحة لتطوير الخدمات الحكومية وكسر القيود الإدارية التقليدية. في الماضي، كان انتهاء التأشيرة يعني مشكلة حقيقية - ترحيل فوري، غرامات مضاعفة، وأحياناً منع من العودة. د. سعد المالكي، خبير الشؤون الإدارية، يصف المبادرة بأنها "نقلة حضارية تضع المملكة في مقدمة الدول التي تحترم الظروف الإنسانية." المقارنة صادمة: ما كان يستغرق أسابيع من المراجعات المؤلمة، أصبح الآن يتم خلال دقائق عبر لمسات بسيطة على شاشة الهاتف.
محمد علي الزائر الباكستاني لم يصدق عينيه عندما وصلته رسالة الموافقة عبر أبشر. "كنت أحضر نفسي لأسوأ السيناريوهات، وفجأة وجدت الحل أمامي مجاناً،" يقول وهو يتصفح واجهة المنصة بارتياح واضح. التأثير يتجاوز الأرقام - عائلات كاملة تنام مرتاحة الليلة، أطفال لن يشهدوا ذعر والديهم من المجهول، نساء لن يعشن قلق انفصال أزواجهن القسري. الفرصة ذهبية حقاً: 30 يوماً كاملة تعادل شهراً من الحياة الطبيعية، وقت كافٍ لترتيب الأمور والمغادرة بكرامة بدلاً من الفوضى والإذلال.
هذه ليست مجرد مبادرة إدارية، بل رسالة واضحة للعالم أن المملكة تقدر الإنسان قبل القانون. الخبراء يتوقعون المزيد من هذه المبادرات الجريئة، وربما تصبح المملكة نموذجاً عالمياً في المرونة الحكومية. لكن النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد، والأنظمة التقنية قد تواجه ضغطاً هائلاً مع تدفق الطلبات. السؤال الآن: هل ستكون من الأذكياء الذين يستغلون هذه الفرصة التاريخية اليوم، أم ستنتظر حتى تصبح مجرد ذكرى جميلة فاتتك؟
