دبي - ورده حسن - المحتوي
قد يبدو عام 2030 بعيدًا لكن في عالم التكنولوجيا هو أقرب مما نتصور. فبينما لا نتوقع أن تسيطر شبكات الجيل السادس (6G) على الساحة في الولايات المتحدة والعالم قبل هذا التاريخ فإن العد التنازلي بدأ بالفعل.
في حين تفصلنا خمس سنوات فقط عن مستقبل يُعاد فيه تعريف معنى “الاتصال”. وانطلقت بالفعل اجتماعات التخطيط ووضع المعايير اللازمة لهذا الجيل الجديد من الاتصالات اللاسلكية.
وتقود منظمات دولية، مثل: “الاتحاد الدولي للاتصالات” (ITU-R) و”مشروع شراكة الجيل الثالث” (3GPP) هذا الحراك العالمي.
فيما يتولى الاتحاد الدولي وضع الإطار العام والرؤية المستقبلية لما يُعرف رسميًا بـ “IMT-2030”. ويعمل مشروع الشراكة على صياغة المعايير التقنية الدقيقة التي تُبنى عليها شبكات الـ 6G.
ثورة صينية في شريحة بحجم ظفر الإصبع
وفي قلب هذا السباق فجّرت الصين مفاجأة مدوية قد تمنحها الأسبقية؛ حيث أعلنت تطوير أول شريحة “لكل الترددات” في العالم، والتي من المتوقع أن تكون حجر الزاوية في أجهزة الجيل السادس المستقبلية.
هذه الشريحة ليست مجرد تطوير تدريجي، بل قفزة نوعية. فهي تعد بسرعات إنترنت تتجاوز حاجز الـ 100 جيجا بت في الثانية عبر كامل طيف الترددات اللاسلكية المتاحة للمستهلكين. وفقًا لـ”phonearena“.
وبحسب ما نشرته مجلة “Nature” العلمية المرموقة ستغطي هذه الشريحة نطاقات التردد المنخفضة المستخدمة في المناطق النائية، وصولًا إلى الترددات فائقة العلو التي يتم نشرها في المدن المكتظة.
ولتوضيح حجم هذه السرعة تخيل تنزيل فيلم فائق الدقة (8K) بحجم 50 جيجا بايت في ثوانٍ معدودة. هذا هو المستقبل الذي تعد به تلك التقنية.
شريحة واحدة لتحكم العالم
حاليًا تعمل أجهزتنا المختلفة عبر ترددات متباينة. فبعض الهواتف الذكية تعتمد على إشارات النطاق المتوسط بتردد 3GHz، بينما تستخدم اتصالات الأقمار الصناعية نطاق الموجات المليمترية (mmWave) فائق التردد الذي يصل إلى 30GHz.
أما التطبيقات المستقبلية للجيل السادس. مثل: إجراء العمليات الجراحية باستخدام تقنية الهولوجرام، فقد تتطلب ترددات تصل إلى 100GHz.
علاوة على ذلك في الوضع الراهن تتطلب تغطية الطيف اللاسلكي الكامل (من 0.5GHz إلى 115GHz) وجود تسعة أنظمة راديو منفصلة. لكن المكون الجديد الذي طورته الصين يدمج كل هذه الإمكانيات في شريحة واحدة لا يتجاوز حجمها ظفر الإبهام.
كما أن الميزة الأكثر إبهارًا هي قدرة هذه الشريحة على التنقل بسلاسة فائقة عبر مختلف أطياف التردد. من الموجات المليمترية (mmWave) إلى موجات التيراهيرتز (terahertz) الأعلى ترددًا.
وبدلًا من الحاجة إلى شرائح متعددة للترددات المختلفة تتولى هذه الشريحة الواحدة فعل كل شيء.
أخبار متعلقة :