ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 2 أغسطس 2025 11:46 مساءً - يشكّل نفق ميناء زايد منذ افتتاحه في عام 2023 أحد المشاريع المحورية في تطوير البنية التحتية لأبوظبي، لما أحدثه من تحوّل ملموس في كفاءة الحركة المرورية، والسلامة على الطرق، والمردود الاقتصادي والبيئي طويل الأمد، ويأتي هذا المشروع في إطار خطة شاملة تهدف إلى تعزيز جودة الحياة وتسهيل التنقل المستدام في الإمارة، بما ينسجم مع مستهدفات أبوظبي للتنمية الحضرية وخفض الانبعاثات.
وأكدت دائرة البلديات والنقل أن النفق سيلعب دوراً محورياً في خفض 65,000 طن من الانبعاثات بحلول 2050، حيث يمثل الأثر البيئي لنفق ميناء زايد أحد أبرز جوانب نجاحه، ويعود هذا الخفض إلى تقليص أوقات التوقف، وتحسين انسيابية المرور، وتخفيف الازدحام، كما يتماشى هذا الأثر مع رؤية أبوظبي في الحد من البصمة الكربونية لقطاع النقل، وتعزيز التزامات الدولة في خفض الانبعاثات ضمن الخطط الوطنية للمناخ.
وأشارت الدائرة أنه من المقرر أن يواصل نفق ميناء زايد تحسين المرور ودفع التطوير العمراني، ما يسهم في دعم المسيرة التنموية للإمارة، حيث يتوقّع أن يوفّر نحو 34 مليون ساعة من وقت الرحلات بحلول عام 2050، ما يسفر عن فوائد إضافية جمّة، منها نحو 130 مليون درهم من الإنفاق على الترفيه و1.36 مليار درهم من الأجور.
يأتي نفق ميناء زايد كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحويل أبوظبي إلى مدينة ذكية ومستدامة، ويمثل المشروع نموذجاً للانتقال من حلول المرور التقليدية إلى مشاريع تدمج بين كفاءة التشغيل والمسؤولية البيئية والاقتصادية، ويتميز النفق بأنظمة مراقبة ذكية، وإضاءة موفرة للطاقة، وأنظمة تهوية ذات كفاءة عالية، ما يجعله متوافقاً مع أعلى معايير الاستدامة في البنية التحتية، كما يوفر النفق محوراً بديلاً يخفف الضغط عن الطرق الرئيسية في وسط المدينة، ويُسهم في تنظيم تدفق المركبات بين مناطق الجذب الحيوية.
وفي سياق متصل، حقق نفق ميناء زايد تأثيراً مباشراً في تحسين تجربة التنقل اليومية، إذ أسهم في تقليص زمن الرحلات بنسبة تصل إلى 40 %، ويُعد هذا الانخفاض مؤشراً حيوياً على فاعلية التصميم والهندسة التشغيلية للنفق، مما ينعكس على تقليل الوقت المهدور على الطرق، وتحسين كفاءة التنقل للمواطنين والمقيمين والمركبات التجارية والخدمية على حد سواء، ويمتد هذا الأثر إلى زيادة إنتاجية الأفراد وتقليل الضغط على المحاور المرورية الأخرى في أبوظبي، بما في ذلك الطرق المؤدية إلى جزيرة المارية ومنطقة ميناء زايد.
وإلى جانب تحسين زمن الرحلات، أسهم نفق ميناء زايد في رفع مستوى السلامة المرورية بشكل ملحوظ، حيث تم تسجيل انخفاض في الحوادث بنسبة 23 %، ويرتبط ذلك ببيئة الطريق الأكثر أماناً، والإضاءة الذكية، ونظام التهوية المتطور.
