الارشيف / حال الإمارات

بدور القاسمي.. جهود مميزة في ريادة المرأة الإماراتية عالمياً

بدور القاسمي.. جهود مميزة في ريادة المرأة الإماراتية عالمياً

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 14 أغسطس 2025 11:46 مساءً - في يوم تحتفي فيه بعطاء المرأة ودورها، تتجلى سيرة الشيخة بدور القاسمي كواحدة من أبرز القيادات النسائية التي صنعت أثراً عابراً للحدود، ومثّلت وطنها في أعلى المحافل، ورسّخت مكانة الثقافة والمعرفة كقوة ناعمة للدولة.

تمكنت الشيخة بدور من نقل رؤية الإمارات إلى المحافل الدولية، وأعادت صياغة مكانة المرأة العربية في ميادين الثقافة والتعليم وريادة الأعمال، فمنذ تأسيسها «مجموعة كلمات» الرائدة في نشر كتب الأطفال، رسّخت حضوراً ثقافياً عربياً لافتاً، قبل أن تصبح أول امرأة عربية وثاني امرأة في تاريخ الاتحاد الدولي للناشرين تتولى رئاسته.

اتسع أثر الشيخة بدور القاسمي الريادي من خلال قيادتها لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، حيث أشرفت على مشاريع تنموية كبرى، إلى جانب رئاستها لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) الذي حوّل الإمارة إلى بيئة حاضنة للمواهب المبتكرة.

كما تقود مسار التطوير الأكاديمي في الجامعة الأمريكية في الشارقة بصفتها رئيستها، عبر تحويلها إلى مركز بحثي وابتكاري يواكب تطلعات المستقبل.

وحملت الشيخة بدور الملف الثقافي والتاريخي للإمارات حين مثّلت الدولة في جهود إدراج موقع الفاية الأثري على قائمة التراث العالمي لليونسكو. بهذه المسيرة الملهمة، تجسّد بدور القاسمي طموح المرأة الإماراتية في صناعة التحولات الكبرى محلياً وعالمياً، وتقدم نموذجاً رائداً للقيادة التي تمزج بين قوة المعرفة والثقافة والرؤية التنموية المستقبلية.

شكّل قطاع النشر المحطة الأولى التي انطلقت منها مسيرة الشيخة بدور القاسمي نحو الريادة الثقافية، فمن خلال تأسيسها «دار كلمات» عام 2007، وضعت حجر الأساس لأول دار إماراتية متخصصة في كتب الأطفال واليافعين، ساعية إلى تعزيز القراءة باللغة العربية وتقديم محتوى عالي الجودة يعكس الثقافة المحلية بمعايير عالمية، وحصدت «كلمات» جوائز دولية، وأسهمت في ترسيخ مكانة الشارقة كمركز حيوي لصناعة الكتاب.

ولم يتوقف تأثير الشيخة بدور عند حدود الإمارات، إذ قادت تأسيس جمعية الناشرين الإماراتيين عام 2009، وأسست مبادرات لتمكين الفئات الأقل حظاً، مثل «مؤسسة كلمات» التي عملت على إيصال الكتب إلى مخيمات اللاجئين والأطفال من ذوي الإعاقة البصرية.

ريادة

مهّد هذا الحضور لخطوتها الأبرز على المستوى العالمي حين انتُخبت رئيسة للاتحاد الدولي للناشرين (IPA) عام 2021، لتصبح أول امرأة عربية تتولى هذا المنصب، وخلال رئاستها، أطلقت مبادرات نوعية مثل PublisHer التي تهدف إلى تمكين المرأة في صناعة النشر.

وعملت على إعداد الميثاق الدولي لاستدامة النشر، وهي وثيقة تدعو إلى تبني ممارسات مستدامة بعد تحديات جائحة «كوفيد 19»، وعلى مستوى الأسواق الناشئة، قادت جهوداً لتعزيز حضور الناشرين في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

وشكّل اختيار اليونسكو للشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 تتويجاً لمسار العمل الثقافي والإنساني الذي قادته الشيخة بدور القاسمي، فقد كانت من أبرز الشخصيات التي صاغت ملف الترشيح.

وأطلقت مشاريع نوعية مثل «بيت الحكمة»، الذي تحول إلى أيقونة معمارية وثقافية، لم يقتصر الأثر على عام الاحتفاء، بل أسس لمرحلة جديدة عززت مكانة الشارقة على الخريطة الثقافية العالمية.

مكانة

جسّدت الشيخة بدور القاسمي نموذج القيادة الثقافية التي نجحت في ترسيخ مكانة الشارقة مركزاً عالمياً لصناعة الكتاب، فمن موقعها كرئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، وضعت سياسات رائدة عززت من مكانة معرض الشارقة الدولي للكتاب بوصفه أحد أكبر ثلاثة معارض كتب في العالم.

وطورت استراتيجية لنهوض الهيئة عبر مدينة الشارقة للنشر، أول منطقة حرة للنشر في العالم، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، إلى جانب مبادرات لدعم الناشرين العرب للوصول إلى الأسواق العالمية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا