ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 22 سبتمبر 2025 11:50 مساءً - استطاع برنامج «نافس»، البرنامج الوطني الرائد التابع لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، الذي يهدف إلى تعزيز حضور الكوادر الوطنية في القطاع الخاص، أن يحقق إنجازات لافتة خلال الأعوام الأربعة الماضية، فمنذ انطلاقه في سبتمبر 2021، قدّم «نافس» باقة واسعة من برامج الدعم والتدريب، أسهمت في انضمام أكثر من 152 ألف مواطن ومواطنة إلى مختلف مجالات القطاع الخاص، فاتحة أمامهم آفاقاً جديدة للتميز والإبداع. واعتبرت فاطمة البريكي، خريجة تخصص مساعد الرعاية الصحية، أن برنامج تطوير كوادر القطاع الصحي، وخاصة عقد «مواطن دارس» شكّل نقطة تحول في مسارها المهني.
وأوضحت قائلة: «بعد تخرجي، كنت أتساءل عن مدى جاهزيتي لسوق العمل، لكن الدعم الذي وفره لي البرنامج، سواء من التدريب العملي أو التوجيه المهني أو الفرص المرتبطة بسوق العمل، ساعدني على الحصول على وظيفة خلال 3 أشهر فقط من التخرج، وهو أمر لم أكن أتوقعه بهذه السرعة».
وأضافت: «التحاقي بالعمل في القطاع الخاص كان تجربة مميزة، حيث وجدت بيئة احترافية وفريق عمل متعاوناً، وفرصاً مستمرة للتعلم والنمو. العمل في القطاع الصحي الخاص منحني الثقة والمهارات العملية التي كنت أطمح إليها، كما ساعدني على رؤية تأثيري المباشر في خدمة المجتمع والمرضى».
تحديات وفرص
وقالت شهد محمد الحمادي، مساعدة رعاية صحية في مركز صحي: «التخصص لم يكن مجرد اختيار أكاديمي بالنسبة لي، بل بداية رحلة مليئة بالتحديات والفرص. درست في كلية فاطمة للعلوم الصحية، وبدعم برنامج تطوير كوادر القطاع الصحي التابع لـ«نافس»، خاصة عقد «مواطن دارس»، شعرت أن هناك من يؤمن بي ويستثمر في مستقبلي.».
وأضافت: «خلال شهرين فقط بعد التخرج، حصلت على فرصة عمل وبدأت أول خطوة حقيقية في مساري المهني. بيئة العمل في القطاع الخاص محفّزة جداً، مليئة بالتشجيع والتدريب والدعم، وأشعر أنني جزء من فريق يهتم ليس بالمهارات فقط، بل بالإنسان نفسه».
بناء النجاح
وأوضح المهندس ماجد بن زوبع، رئيس مجلس نافس للشباب، أن جزءاً كبيراً من شخصيته المهنية والقيادية شكلها برنامج نافس، وقال: «تجربتي في القطاع الخاص شكلت جزءاً كبيراً من شخصيتي المهنية والقيادية. واجهت الكثير من التحديات، وتعلمت من التجربة الميدانية أهمية المرونة، والتخطيط، والعمل بروح الفريق. هذه التجربة علمتني أن التغيير لا يأتي من القرارات فقط، بل من فهم الواقع، والاستماع للناس، خاصة فئة الشباب، الذين أراهم اليوم أكثر وعياً وطموحاً وقدرة على التغيير مما كنا عليه في السابق».
وأكدت نوف المزروعي، مهندسة مدنية في شركة استشارات هندسية، أن برنامج «نافس» وضعها على المسار الصحيح مهنياً، وكان له الدور الأكبر في تشجيعها على العمل في القطاع الخاص بعد التخرج، قائلة: «لم أفكر مسبقاً بالانضمام لشركة خاصة، إلا أن «نافس» غيّر نظرتي للقطاع الخاص. منذ سنة وثمانية أشهر بدأ مسار التحول في رحلتي المهنية، إذ انضممت بمساعدة البرنامج إلى شركة خاصة، وبدأت بتعلم معارف جديدة واكتساب مهارات متنوعة تفرضها ديناميكية العمل في القطاع الخاص».
وأردفت: «أنصح المواطنين الإماراتيين بالتوجه للقطاع الخاص للاستفادة من فرص النمو السريع، وإثبات كفاءاتهم، واغتنام الفرصة الثمينة للتعلم من الموظفين ذوي الخبرة».
استثمار الطموحات
وقالت مثايل الزعابي، مهندسة ميكانيكية في شركة هندسية، إن برنامج «نافس» أسهم في توجيه المواطنين نحو فرص واعدة، واستثمار طموحاتهم لخدمة الدولة، وأضافت: «الخوف من بيئة العمل المرهقة في القطاع الخاص ما لبث أن تحوّل إلى تحدٍ أخوضه بكل اجتهاد، وأعمل فيه على استثمار التنوع الثقافي والأساليب الجديدة في العمل، لصقل مهاراتي على الصعيدين المهني والشخصي».
تطوير الفكر
وقال أحمد عبدالله محسن، مهندس تحقيق وقائع وتشغيل توربينات الغاز في شركة رائدة بتكنولوجيا الطاقة: «قبل نافس، كانت نظرتي للقطاع الخاص مقتصرة على كونه مجالاً للتوظيف، ولكن بعد انضمامي إليه بدعم البرنامج، اكتشفت أنه أكثر من ذلك، إنه بيئة ديناميكية تتطلب القدرة على التكيف المستمر مع تغيّرات محيط العمل ومتطلباته، وتحتاج إلى الاستعداد الدائم للتعلم والإصغاء الفعال إلى أصحاب المهارات وذوي الخبرات، لتحقيق النمو مع كل تحدٍ».