ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 12 نوفمبر 2025 11:51 مساءً - لم تقتصر رحلة استكشاف الثقافة على هامش فعاليات المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم دبي 2025» على أروقة المتاحف وشواهد التاريخ الصامتة، بل امتدت لتلامس حواس الزوار عبر الذوق الإماراتي الأصيل الذي يقدمه عدد من الطهاة المحترفين.
فقد تحوَّل ركن الضيافة إلى مساحة إبداع تمزج الأصالة بالابتكار، حيث ارتدت الأطباق المحلية ثوباً عصرياً أنيقاً، لتروي قصصاً عن العادات والتقاليد في كل لقمة. وفي هذا المشهد الثقافي متعدد الأطياف، سطع نجم الطهاة الإماراتيين، ليؤكدوا أن الهوية المحلية تتجذر في كل تفصيلة.. حتى في فنون الطهي.
فبين مزج الشيف ميرة النقبي للمذاقات الإماراتية بلمسات جريئة، وتوظيف الشيف فيصل ناصر المبتكر لعناصر الأطعمة الشعبية في أطباق صغيرة تختزل تاريخاً من النكهات، شكَّل ركن الطهي إضافة نوعية جسَّدت جانباً حيوياً وغنياً من التراث الإماراتي على مائدة الحدث العالمي.
وأوضحت الشيف ميرة النقبي، صاحبة مطعم «حيب»، في حديثها لـ«حال الخليج»، أنها حرصت، عبر الأطباق التي شاركت بها في الضيافة خلال المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم دبي 2025»، على أن تعكس ملامح الثقافة الإماراتية وتقدمها برؤية جديدة، معربةً عن فخرها وسعادتها بحضورها في هذا الحدث الحافل بثقافات متنوعة وزوار مهتمين بالاطلاع على العادات والتقاليد المحلية.
واستعرضت ميرة عدداً من الأطباق التي قدَّمتها، مثل فاكهة النبق مع المربى وعسل السدر والشوكولاته، والخنفروش مع طحين نواة التمر واللوز مع العود والمستكة، مشيرةً إلى أنها مزجت بعض المذاقات الإماراتية بأخرى متنوعة من بلدان مختلفة، كما في أحد أطباقها الذي اشتمل على عناصر محلية وإيطالية.
من جانبه، تحدث الشيف فيصل ناصر عن أطباقه التي شارك بها خلال فعاليات «آيكوم دبي 2025»، والتي اعتمد فيها على تقديم نكهات إماراتية بلقمة واحدة صغيرة تختزل كثيراً من مميزات الثقافة المحلية في الطهي، موضحاً كيف وظَّف الأطعمة الشعبية، كالبلاليط والزعفران والهيل ودبس التمر في الأطباق المقدمة، وحرص على إعدادها بأساليب لا تخلو من الابتكار والتجديد.
ونوَّه ناصر بالثراء الذي امتاز به ركن الطهي خلال المؤتمر، حيث يشارك في كل يوم من أيام المؤتمر ثنائي مختلف من الطهاة الإماراتيين، ليبدعوا في نقل الثقافة الإماراتية الأصيلة إلى الزوار، مؤكداً أن هذا الركن يمثل إضافة نوعية للتعريف بجانب مهم من تراث دولة الإمارات على نطاق واسع.
