ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 13 ديسمبر 2025 11:36 مساءً - أكد ألفارو لاريو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد» التابع للأمم المتحدة، أن دولة الإمارات تعدّ أحد الأعضاء المؤسسين للصندوق، حيث قدمت دعماً له بـ 64.2 مليون دولار أمريكي منذ تأسيسه حتى اليوم، لتسهم في تعزيز دور الصندوق في تحسين حياة سكان الريف، خصوصاً الشباب والنساء، ودعم التحول الريفي وتحسين النظم الغذائية والتكيف مع تغير المناخ، والاستثمار في الزراعة وسبل العيش الريفية.
وبيّن أن الإمارات تعتبر شريكاً حيوياً للصندوق، وتسهم بشكل فعال في صياغة نموذج عالمي يربط بين الطاقة المتجددة والابتكار وتحول النظم الغذائية.
وأشاد بدورها البارز في دعم الدول الأكثر تضرراً من أزمات تغير المناخ، ولا سيما عبر مبادرة الاستثمار الأخضر في أفريقيا بقيمة 4.5 مليارات دولار، التي أطلقتها خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف COP28، لتمكين القارة من الاستثمار في الطاقة النظيفة، وتعزيز التعاون، وتمويل العمل المناخي، ما يمكن الدول الأفريقية من استثمار إمكاناتها في مجال الطاقة المستدامة وتحقيق التنمية الشاملة.
وأشار إلى أن الصندوق وسع بين عامي 2022 و2024 استثماره في الأنشطة المناخية عبر برنامج القروض والمنح والذي قدم تمويلاً بقيمة 1.6 مليار دولار، ما ساعد أكثر من 92 مليون شخص من سكان الريف على تحسين دخلهم وسبل عيشهم.
وحول دور الإمارات في مواجهة تغير المناخ، أوضح لاريو أن التزام الإمارات بالعمل المناخي تجلى خلال استضافة COP28، وتقديم الاتفاقية التاريخية بشأن صندوق الخسائر والأضرار للدول الضعيفة، بالإضافة إلى تأمين موافقة أكثر من 150 دولة على إعلان الإمارات للزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي. كما أشاد بدورها في الاستثمار في الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة، مشيراً إلى أن المبادرة الأفريقية للاستثمار الأخضر توفر دعماً واسع النطاق لمشاريع الطاقة النظيفة في القارة، من خلال استثمارات عامة وخاصة وتنموية تصل إلى 4.5 مليارات دولار.
وأكد أن الاستثمارات الإماراتية تسهم في تقليل الهشاشة وتحويل المخاطر إلى استقرار طويل الأمد، وهو نموذج عالمي يمكن تكراره في مناطق أخرى تواجه تحديات مشابهة، لا سيما في جنوب الكرة الأرضية والمناطق الأكثر هشاشة مناخياً.
وقال: تعمل الإمارات على دمج الطاقة المتجددة بالابتكار الزراعي وتحويل النظم الغذائية لتعزيز الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي، مع الحد من تأثير التغير المناخي على المجتمعات الريفية. وتشمل المبادرات الزراعية تطوير الزراعة الصحراوية، والزراعة المائية، واستخدام محاصيل مقاومة للملوحة، ونظم الري الذكية، وهي حلول قابلة للتوسع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومناطق العالم القاحلة، وتوفر نموذجاً مستداماً لتحسين الإنتاجية الزراعية وسبل العيش.
تعاون ثنائي
وحول أبرز جوانب التعاون القائم بين الصندوق والإمارات في تمويل وتنفيذ المشاريع التنموية التي تعزز التكيف مع تغير المناخ في الدول النامية، قال رئيس «إيفاد»: يشكل التعاون مع الإمارات ركيزة أساسية لتحويل التمويل إلى تأثير ملموس على المجتمعات الريفية، وتمكينها من مواجهة التغير المناخي. بين 2022 و2024 ساعدت الاستثمارات أكثر من 92 مليون شخص، ووضعت 1.9 مليون هكتار تحت إدارة مقاومة لتغير المناخ، وعزلت أو تجنبت أكثر من 133 مليون طن من انبعاثات الغازات الدفيئة. كما ركز التعاون على خفض انبعاثات الميثان الزراعي، والري بالطاقة الشمسية، وتطوير سلاسل القيمة الخضراء لضمان وصول فوائد الطاقة النظيفة إلى المناطق الريفية. ويدعم الصندوق أيضاً دمج أهداف الميثان في إسهامات 15 دولة محددة وطنياً.
نتائج مرجوة
وبشان أهم النتائج التي يأمل الصندوق في تحقيقها خلال مؤتمر الأطراف الثلاثين في ما يتعلق بتمويل العمل المناخي ودعم المجتمعات الريفية والزراعية، قال لاريو: يسعى الصندوق من خلال مؤتمر الأطراف الثلاثين لتسليط الضوء على أن الاستثمار في التكيف الريفي يحقق عوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة، مؤكداً أن كل دولار يُستثمر في التكيف يمكن أن يعود بأكثر من 10 دولارات.
وأشار إلى مشروع الصندوق في بنغلاديش، الذي أدى إلى زيادة دخل 5 ملايين شخص بنسبة 11%، وتعزيز التجارة بنسبة 75%، وخفض الخسائر بعد الحصاد بنسبة 30%، مع خلق آلاف فرص العمل عبر الأنشطة المجتمعية، ما يؤكد جدوى الاستثمار في صغار المزارعين.
خسائر مناخية
وتحدث لاريو عن الخسائر المناخية والمبادرات الرامية للتخفيف منها، حيث قال: تشير تقارير بلومبيرغ إلى أن الخسائر العالمية الناتجة عن التغير المناخي تجاوزت 1.4 تريليون دولار في العام الماضي، أي نحو عشرة أضعاف الخسائر في عام 2000. ويتأثر سكان الريف الفقراء بشكل مباشر بالظواهر الجوية المتطرفة، ويخسرون محاصيلهم وأدوات إنتاجهم. ويعالج الصندوق هذا التحدي عبر أنظمة الإنذار المبكر، وبنية تحتية مقاومة للمناخ، واستعادة النظم البيئية مثل أشجار المانغروف والغابات، إضافة إلى تعزيز الممارسات الزراعية الذكية مناخياً وإدارة المياه المستدامة، لضمان استمرارية الإنتاج وتحسين الأمن الغذائي.
