الأم صانعة الإلهام في رحلة إبداع المرأة الإماراتية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 28 أغسطس 2025 01:58 صباحاً - أكدت مبدعات إماراتيات في مجالات الثقافة والفنون، دور المرأة الإماراتية المحوري المُلهم والخلاق، في بناء المجتمع وتعزيز رفاهيته، مشيرات إلى أن الأم هي المدرسة الأولى في الحياة.

Advertisements

حيث تلعب دوراً رائداً في نشأة ابنة ، ورعاية مواهبها وتوجيهها نحو الإيمان بقدراتها، وتحفيزها على الاضطلاع بدورها في الحياة والمجتمع بتوظيف مواهبها وقدراتها في مجالات الموسيقى والأدب والسينما والإعلام، موضحات أن قلوب المبدعات الإماراتيات، ينبض عرفاناً لدور أمهاتهن الحاسم في تشكيل شخصيتهن الإبداعية.

وفي هذا السياق، أشارت الدكتورة إيمان الهاشمي أول ملحنة إماراتية إلى أن المرأة الإماراتية لها دور كبير في تنمية المجتمع وإثراء مجالات الثقافة والفنون في الدولة.

وعن دور الأم في مسيرتها قالت: «منذ نعومة أظفاري، كانت أمي الغالية أول جمهور يستمع إلى ألحاني البسيطة، وأول من يصفق لي بكل فخر كأنني أقدّم أعظم العروض، هي التي رأت في داخلي بذور الإبداع قبل أن أعيها بنفسي، وكانت دائماً تقول لي: «أكملي يا إيمان، طموحك سيأخذك بعيداً»، كلماتها تلك لم تكن مجرد تشجيع عابر، بل أصبحت الوقود الذي دفعني لأمضي بخطى واثقة في دروب الموسيقى والشعر والعلم معاً».

وأضافت الهاشمي: «أمي أول من شجعني على التلحين، وأول من حفّزني على كتابة الشعر، ففتحت أمامي أبواب التعبير عن الذات وصقلت داخلي حب الجمال والقدرة على صياغة المشاعر في كلمات وأنغام، وبفضل رؤيتها الحكيمة تعلمت أن الطموحات الكبيرة لا تُقاس بالصعوبات، بل بالإيمان بالنفس وبالعمل المستمر».

وتابعت: «حين سُئلت في أحد اللقاءات الصحفية: ما هي المقطوعة الموسيقية التي تودين أن تكوني أنتِ هي؟ ابتسمت بهدوء وأجبت بكل صدق: «صوت أمي»، لأن صوتها بالنسبة لي ليس مجرد نبرة أو كلمات، بل هو أعذب مقطوعة موسيقية رافقت طفولتي.

وهدأت قلقي، وألهمتني أن أكتب وأن ألحّن. مقطوعة لا تُعزف على آلات، بل على أوتار القلب مباشرة، وكل ما حققته من إنجازات هو امتداد لذلك الصوت الحاني الذي صنع شخصيتي».

شجرة وارفة

من جانبها، أكدت الشاعرة شيخة المطيري أن المرأة الإماراتية برزت في مختلف المجالات ومنها الثقافة والفنون، وأثبتت جدارتها.

وعن دور الأم قالت: «ليس من السهل أن تسجل وقت اللقاء الأول بمن كنت تسكن أمان جذعه.. تحفظ أمي تفاصيل قدومي وهي تواجه لحظة ميلادي بخصلتي البيضاء الكثيفة، ثم هكذا أصبحت أمي تكتب لي حكاياتي وهي تعلمني فن الصداقة بين ابتسامتها ووجبة إفطاري.. تحضر معي حفلات المدرسة وتلتقط لي صوراً يتأملها قلمي ليسيل قصصاً قصيرة متكاثفة».

وأضافت: «كانت أمي تقف بشموخ في اجتماعات أولياء الأمور سعيدة بتعليقات معلماتي على تفوقي وخجلي الشديد، ثم تبتسم حين تعرف أن ابنتها ذات الأربعة عشر عاماً نشرت مقالها الفلسفي الأول في الصحيفة، تتوالى شهادات التقدير إلى الجامعة.

كانت كل طلباتي مجابة بعناية فائقة، لم أقلق يوماً ولم أخف من فكرة أن ينقصني شيء، استطاعت أمي أن تبقى شجرة وارفة لثمانية أطفال يكبرون مثل ثمانية ألحان لا تتداخل في سمعها، تحفظ لكل منا نشيده، ثم جاء الشعر لأسمعها تضيف عبارة (بنتي شيخة شاعرة) وهي تحدث صديقاتها. أمي الطيبة التي يلمع قلبها حين ترى نجاحي سأظل أبحث عن نشيدنا المشترك ونحن نكبر معاً».

الفنانة التشكيلية الدكتورة مريم كتيت، أكدت دور المرأة الإماراتية في إثراء المشهد الفني والثقافي في الدولة، مشيرة إلى أن والدتها هي مدرستها الأولى ومصدر إلهامها، وفخرها ونجاحها، لافتة إلى أن أمها شاركت معها في مسابقة عندما كانت في المدرسة وفازت بالمركز الأول، ومنها بدأت تتسلل خيوط الإبداع إلى ابنتها التي دخلت عالم الطب، وانتقلت منه بحب لعالم الفن والتشكيل.

وتابعت: «شجعتني أمي دائماً على النظر إلى العنصر الإبداعي في كل ما أفعله أو أقدمه، لهذا السبب احتضنت الألوان والإبداع منذ سن مبكرة واستمررت في استخدامها، وعندما كنت أعمل في مجال الرعاية الصحية كطبيبة، اعتدت إحضار الألوان إلى العيادة.

وعملت على نظرية الشفاء من خلال الألوان في البيئة، ومازلت أفعل ذلك لأن الدماغ والخلايا العصبية تتفاعل مع كيفية دمج العلم والفن من خلال التعبير الإبداعي، وكان كل الفضل لوالدتي في بداياتي وحتى يومي هذا، هي الحافز والمشجع والسند دائماً».

أخبار متعلقة :