ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 27 أكتوبر 2025 08:46 مساءً - اختُتمت مساء أمس أعمال المؤتمر السنوي الثالث عشر للجمعية الإماراتية لطب وجراحة الصدر (ETS 2025) في دورة وُصفت بأنها الأضخم في تاريخ المؤتمر من حيث عدد المشاركين، وتنوع المحاور العلمية، وثراء الأوراق البحثية المطروحة.
وشهدت فعاليات المؤتمر الذي استمر يومين، مشاركة أكثر من 50 خبيراً ومتحدثاً من 20 دولة، يمثلون نخبة الجامعات والمراكز البحثية العالمية، ناقشوا خلالها أحدث ما توصل إليه الطب في مجالات أمراض الجهاز التنفسي وطب وجراحة الصدر، بما في ذلك الربو، والانسداد الرئوي المزمن (COPD)، والتليف الرئوي، والأمراض الجنبية، وزراعة الرئة، وطب النوم، والرعاية التنفسية المنزلية. كما تناولت الجلسات الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في تشخيص أمراض الرئة ومتابعة الحالات المزمنة، إلى جانب الاتجاهات الحديثة في العلاجات البيولوجية والطب الدقيق.
وأكد البروفيسور أشرف حسن حميدان الزعابي، رئيس الجمعية الإماراتية لطب وجراحة الصدر، أن هذه الدورة شكلت نقلة نوعية في مسيرة المؤتمر على المستويين العلمي والتنظيمي، مشيراً إلى أن الجمعية تواصل العمل على تحويل المعرفة الأكاديمية إلى سياسات وقائية وممارسات سريرية حديثة تسهم في تعزيز صحة المجتمع وجودة حياة الأفراد.
وأضاف الزعابي إن دولة الإمارات أصبحت اليوم مركزاً إقليمياً وعالمياً رائداً في مجال طب الرئة وجراحات الصدر، بفضل الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لبرامج التعليم الطبي المستمر وتطوير الكفاءات الوطنية، مؤكداً أن هذا التوجه يعزز مكانة الدولة منارة للمعرفة الطبية والابتكار في المنطقة.
وأعلن رئيس الجمعية عن إطلاق «جائزة الجمعية الإماراتية لطب وجراحة الصدر للبحث والابتكار»، التي تهدف إلى تشجيع الأبحاث التطبيقية والمبادرات الإكلينيكية المتميزة في مجال أمراض الرئة. وأوضح أن الجائزة ستكون منصة سنوية لتكريم العلماء والباحثين الشباب الذين يسهمون في تطوير الرعاية التنفسية وتقديم حلول عملية تسهم في تحسين جودة حياة المرضى.
وشهد المؤتمر كذلك توقيع اتفاقية تعاون استراتيجية بين الجمعية وشركة «سانوفي» (Sanofi)، لتعزيز الوعي الوطني بالأمراض التنفسية المزمنة، وتوسيع نطاق الكشف المبكر والتثقيف الصحي، في خطوة تنسجم مع رؤية «الإمارات 2031» الرامية إلى بناء مجتمع صحي مستدام قائم على الوقاية والابتكار.
كما تضمنت الجلسات العلمية عروضاً بحثية ميدانية قدمها أطباء وباحثون من داخل الدولة وخارجها، تناولت أحدث الأساليب في التشخيص المبكر والتعامل مع الالتهابات التنفسية والوقاية من المضاعفات طويلة المدى. واختُتمت الفعاليات بحفل تكريم للمتحدثين والخبراء الدوليين تقديراً لإسهاماتهم في إثراء الحوار العلمي وتبادل الخبرات.
وخلص المؤتمر إلى حزمة من التوصيات العلمية والمهنية، أبرزها ضرورة تعزيز برامج الكشف المبكر عن أمراض الجهاز التنفسي ضمن منظومة الرعاية الأولية، واعتماد أحدث العلاجات البيولوجية والدوائية الموجهة بما يتناسب مع طبيعة كل مريض، إلى جانب تطوير منظومة الرعاية التنفسية المنزلية الذكية، وتوسيع خدمات المتابعة الرقمية للمرضى المزمنين. كما أوصى المشاركون بإنشاء قاعدة بيانات وطنية للأمراض الصدرية لدعم الأبحاث والسياسات الصحية المستقبلية، وتعزيز تأهيل الكوادر الإماراتية عبر برامج الزمالة والتدريب المستمر في التخصصات الدقيقة.
أخبار متعلقة :