كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 24 يونيو 2023 11:09 مساءً - لا حدود لإبداع الشباب الكويتي الذي يتجاوز المتاح إلى المستحيل، متحدياً كل الظروف، ليُنجز مشاريع طموحة ترتقي بالكويت إلى مصاف الدول المتقدمة، تكنولوجياً وعلمياً، بفكر شبابي خلّاق، وهو ما يجسّده «الصاروخ الكويتي»، الذي يقف قاب قوسين أو أدنى من الفضاء الخارجي... فالفكرة باتت واقعاً مع المهندس الشاب ناصر أشكناني وفريقه الهندسي، وهم عيسى بولند وباسل بهبهاني ومحمد عبدالغني، بعد حصول مشروع تخرجهم في كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت على المركز الأول في جائزة مركز الكويت للتقدم العلمي.
صاروخ كويتي عربي


في لقاء خاص مع «الراي»، قال المهندس أشكناني، إن «مشروعنا AMBITION Kuwait Suborbital Rocket، يهدف لتوفير وسيلة للكويت والوطن العربي ودول الخليج للوصول للفضاء الخارجي، وكان اختيارنا للمشروع لما لمسناه من حاجة للقطاع الفضائي في الوقت الحديث»، مبينا أن ما يحصل في الوطن العربي في هذا القطاع هو «اعتماد تام على الدول الخارجية، وهذا يسبّب تباطؤاً في تطور تكنولوجيا الفضاء، ونحن نسعى لحل هذه المشكلة».
وأضاف «رأينا أن الحل بوجود صاروخ كويتي عربي، يوفّر خدمة نقل الحمولات للفضاء الخارجي، كما أن هناك هدفاً ثانياً لهذا المشروع وهو دراسة الطبقات العليا للغلاف الجوي، والتي تتسبّب في مشكلة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وهذا الأمر قمنا به بطريقة معينة في الصاروخ بسحب عينة من الهواء الجوي في طبقة الغلاف الجوي والكمية تقريباً لتر من الهواء، من أي بُعد نحن نقرره من خلال البرمجة الالكترونية، كما أن الصاروخ فيه (سنسرز) تحسب لنا درجة الحرارة ورطوبة الجو والضغط الجوي وغيره من الأمور».
المخاطر... ومعايير «ناسا»
وأشار أشكناني إلى أن تصميم وإطلاق صاروخ فيه مخاطر كبيرة، ولكن «نحن بطريقة عملنا دائما نراعي أمور الأمان، وكنا نأخذ الحيطة والحذر خلال تعاملنا مع المشروع، ونطلع على أسس السلامة في تصاميم الصاروخ، وهو كتيب صادر عن وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، تتبعنا فيه معايير وخطوات معينة، من لبس اللباس الواقي وطرق التعامل الآمن وفي وقت الإطلاق، وتولى ذلك فريق من الدفاع الجوي الكويتي، حيث كان لديهم أسس في إطلاق الصواريخ، ونحن كنا نعمل مع ناس لديهم خبرة في الموضوع، والمهندس سليمان الفهيد، كان يعمل بشركة (سبيس أكس) وقدم لنا الكثير من المعلومات من ناحية تصميم الصاروخ وكيفية التعامل مع هذه الصواريخ».
تحديات الإطلاق والاستعادة
وأضاف كان من أبرز التحديات التي واجهتنا هي الفترة الزمنية المحدودة للمشروع وكانت 3 أشهر، ومن خلالها نكتب تقريراً كاملاً مفصّلاً عن المشروع، وهذا أخذ منا وقتاً، بعد ذلك وقت بناء الصاروخ الذي سنطلقه ونستعيده في اطلاق براشوت، وهذا كله اخذ وقتاً طويلاً معنا، ولكن الحمد لله اشتغلنا وشدينا حيلنا وآمنا بنفسنا حتى أنجزنا الهدف».
وذكر أن إطلاق الصاروخ تحت اسم «بايونير»، تم باستخدام الوقود الصلب، والذي هو البوتاسيوم نايت رايت، والسكروز «السكر العادي» وحلق لمدى 1264 متراً من ميدان الأديرع للمناورات العسكرية، بالتعاون مع الدفاع الجوي، وتمت استعادته بنجاح عن طريق البراشوت، و«الحمد لله حققنا أهداف المشروع».
4 أهداف للمشروع
1 - إنهاء الاعتماد العربي على الخارج
2 - نقل الحمولات للفضاء الخارجي
3 - دراسة الطبقات العليا للغلاف الجوي
4 - حساب درجة الحرارة ورطوبة الجو
والضغط الجوي وغيرها
اهتمام وحماس من الأساتذة
نوّه أشكناني بالاهتمام الكبير من جميع أساتذة كلية الهندسة، وتوجه بالشكر لـ:
1 - الدكتور محمد الفارس، المسؤول عنا في مادة التصميم الهندسي ومشروع التخرّج، حيث أُعجب بالفكرة، وهي فكرة رائدة لم تطرح منذ تأسيس جامعة الكويت، وقدّم لنا كل الدعم.
2 - الدكتور رائد بورسلي الداعم لنا في (ديناميكا الغاية) للصاروخ، حيث كان لديه خبرة في هذا الموضوع.
3 - الدكتور ماجد مجيد، من ناحية القوة في الصاروخ.
«الدفاع الجوي»... والقطاع الخاص
شدّد أشكناني على «التقدم بالشكر لوزارة الدفاع متمثلة في قطاع الدفاع الجوي، حيث كانوا أكبر داعم لنا في المشروع، ومن غيرهم لم يكن لنا ان نُطلق الصاروخ، حيث منحونا تصريح الإطلاق، وكانوا مشرفين عليه لكي يتم المشروع بأمان، ونحقق هدفنا بإطلاق الصاروخ، والداعم الرئيسي لنا من القطاع الخاص كانت شركة (اكسايت الغانم)، فلهم الشكر على هذا الدعم».
رسالة إلى الحكومة
توجّه أشكناني برسالة إلى الحكومة، وهي أن المجال الهندسي والتكنولوجي هو من أهم المجالات في رُقي الأمم والحضارات ونتمنى أن يكون هناك اهتمام أكثر في هذه المجالات وتقديم دعم أكبر فيها لنتطور ونُصبح في مصاف الدول المتقدمة ويكون لدينا وكالة فضائية خاصة.
