كتب ناصر المحيسن - الكويت في الجمعة 17 أكتوبر 2025 01:15 صباحاً - في إطار التحقيقات المتواصلة التي تُجريها إدارة مباحث الجنسية حول ملف الـ41 اسماً و14 ابناً حقيقيين، كشفت مصادر مطلعة لـ«الراي» أن الأجهزة المختصة أثبتت أخيراً التزوير على شخص ثالث من بين الـ27 المشمولين بالاشتباه في الانتماء غير الحقيقي إلى المواطن الكويتي (صاحب الملف الأصلي)، ليُضاف بذلك إلى المزوّرين الاثنين اللذين سبق أن ثبت تزويرهما.
ووفقاً للتفاصيل، فإن الشخص الجديد الذي ثبت تزويره من ضمن الـ25 المتبقين قيد الفحص، وقد تبيّن أن له عيّنة بصمة وراثية محفوظة في إدارة الأدلة الجنائية ضمن معاملة سابقة، حيث جرت مطابقة بياناته الوراثية مع البصمات العائدة للأبناء الأربعة عشر الحقيقيين، فجاءت النتيجة قاطعة بنفي صلة القرابة بينهم.


وأوضحت المصادر أن التحريات كشفت أيضاً أن المزوّر مازال على قيد الحياة، وتم التوصّل إلى هويته الحقيقية وجنسيته الأصلية، إذ تبيّن أنه يحمل جنسية خليجية، وأن أوراقه الرسمية في بلده الأصلي تثبت أنه من مواليد الخمسينات، بينما سجّل نفسه في الملف الكويتي أنه من مواليد 1941، لكي يتمكّن من إضافة أبناء يتوافقون مع عمره إلى ملف الجنسية الكويتية، بحيث يظهر أن فارق العمر بينه وبينهم منطقي.
وأفادت أن المعني غادر الكويت عام 2023 إلى دولته الخليجية، وأن تبعية ملفه تصل إلى 112 شخصاً بين أبناء وأحفاد، مشيرة إلى أن نتائج التحقيقات ترسّخ مرة جديدة نظرية «تزوير في بطن تزوير... وفي بطن التزوير تزوير».
وكشفت التحقيقات أن المزوّر لم يكتفِ بإضافة أبنائه فقط، بل أدرج بعض إخوانه الحقيقيين ضمن ملف الجنسية الكويتي.
وأشارت إلى أن التحقيقات في ملف الـ41 مازالت مفتوحة، وأن 24 ملفاً لاتزال قيد الفحص، بينما يجري حالياً انتظار نتائج فحوص DNA لستةٍ منهم قبل اتخاذ القرارات النهائية بشأنهم.
وبناءً على المستجدات الأخيرة، ارتفع إجمالي الملفات المثبت تزويرها من اثنين إلى ثلاثة، ليبلغ مجموع التبعيات المزوّرة حتى الآن 416 شخصاً، بعدما كانت اللجنة العليا قد أقرّت في وقت سابق سحب الجنسية من ملفين اثنين بلغت تبعيتهما 304 أشخاص.
وبذلك، يتواصل تفكيك «شيفرات» هذا الملف الضخم الذي يمتد عبر أجيال عدة، وتُثبت الأدلة العلمية يوماً بعد آخر أن البصمة الوراثية تُشكّل دليلاً قاطعاً وحاسماً في إنهاء الجدل وكشف حقيقة النسب في ملفات الجنسية.