كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 3 ديسمبر 2025 11:41 مساءً - أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي أن دول المجلس قطعت شوطاً جيداً مع الولايات المتحدة لإنشاء القبة الصاروخية الخليجية.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البحريني رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الدكتور عبداللطيف الزياني، في ختام أعمال القمة، قال البديوي: «قطعنا شوطاً كبيراً في إنشاء القبة الصاروخية الخليجية مع الأصدقاء في الولايات المتحدة الأميركية، وسنعلن عن أي تطور في حينه»، معلناً عن تمرين بحري مشترك في 2027، يعقبه تمرين عسكري شامل تشارك فيه القوات البرية والبحرية والجوية لجميع دول المجلس في أبوظبي، بما يعكس تطور العمل العسكري المشترك.


من جهته، أكد الزياني أن منظومة مجلس التعاون أثبتت تماسكها وقدرتها على خدمة المواطن وتلبية احتياجاته وتطلعاته، وأن دول المجلس حققت مستويات متقدمة في المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وتواصل السعي نحو المزيد من الإنجازات والمكتسبات.
وأضاف أن المواطنين يتطلعون إلى بيئة آمنة ومزدهرة ومستدامة، تتسع لجميع الأعراق والمعتقدات، وهي البيئة التي نهدف إلى توريثها للأجيال القادمة. وشدد على أن رسالة القمة هذا العام هي «رسالة سلام»، وأن القادة مصرون على مواصلة الجهود لتحقيق هذا الهدف رغم التحديات.
ولفت إلى أن العالم بدأ يصغي لصوت دول الخليج وخطابها، مستشهداً باستجابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في شأن السلام في غزة، إضافة إلى انخراط القوى الدولية في دعم الجهود الخليجية لحل الأزمة السودانية. وقال: «يحق لنا الاعتزاز والفخر».
وتطرق الزياني إلى جلسة العمل التي عقدت بحضور رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، مشيراً إلى أن التعاون مع الاتحاد الأوروبي لا يقتصر على اتفاقية التجارة الحرة، فالاتحاد كتلة ذات تشريعات ومتطلبات متعددة، كما أن إيطاليا دولة مهمة داخل الاتحاد الأوروبي، ذات اقتصاد متنامٍ وقرب ثقافي من العالم العربي، وأن العلاقات معها في تطور مستمر. وشدد على أن حضور رئيسة وزراء إيطاليا يعكس اهتمام الدول الصديقة بتطوير الشراكات مع دول المجلس.
وكشف عن رغبة إيطاليا في رفع مستوى الشراكة إلى شراكة إستراتيجية شاملة، تشمل الاقتصاد والدفاع والتعليم والثقافة، معلناً عن قمة مقترحة تجمع دول المجلس بالدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط. وأكد أن مثل هذه الخطوات تمثل نقلة كبيرة في علاقات دول المجلس مع أوروبا.
وكان ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد أكد في وقت سابق حرص دول مجلس التعاون على تطوير التعاون وتوسيع آفاق الشراكة مع الجمهورية الإيطالية، وتوثيق الروابط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين شعوبنا استناداً إلى قيم الحوار الحضاري والتقارب الإنساني.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الملك البحريني خلال ترؤسه جلسة العمل الثانية للدورة الـ46 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون بحضور رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية كضيفة شرف القمة.
وأعرب عن الاعتزاز بما حققته الجمهورية الإيطالية من تقدم ملحوظ على مختلف الأصعدة والتقدير بدورها الرائد في دعم الأمن والسلم الدوليين ومساهمتها الفاعلة في حماية أمن الملاحة البحرية الدولية، قائلاً «إننا نشارككم تطلعاتكم إلى إحلال السلام والاستقرار في منطقتنا والعالم، وهو هدف يتطلب تضافر الجهود الدولية لتمكين الشعوب من العيش في أمن وازدهار».
بدورها، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية في كلمة لها عن تشرفها بوجودها في الاجتماع.
وقالت ان النظر إلى المتوسط والخليج على أنهما «بحار إقليمية» منعزلة عن التحديات الكبرى هو تفكير قاصر فأنا «أراهما فضاءات تمتد آثارها وتأثيرها إلى ما يتجاوز حدودها الطبيعية فضاءات قادرة معاً على لعب دور محوري في الربط بين القارات».
وأشارت إلى أن هذه الرؤية تدفعنا للتصرف كشركاء طبيعيين و«أنا على يقين بأن بإمكاننا أن نكون محركاً للتعاون وأن نساهم - بوصل الغرب بالشرق (أوروبا وآسيا) - في تجاوز الانقسامات».
