كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 04:10 مساءً - وصف مدير معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور فيصل الحميدان تقنية الذكاء الاصطناعي بأنه عامل محوري في بناء أنظمة مائية ذكية قادرة على التكيف مع التحولات المناخية والبيئية.


وفي كلمة ألقاها نيابة عن راعي الحفل وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس مجلس أمناء المعهد الدكتور نادر الجلال خلال افتتاح ورشة العمل الإقليمية بعنوان (الذكاء الاصطناعي للإدارة المستدامة لموارد المياه في دول مجلس التعاون الخليجي)، قال الحميدان إن العلم والابتكار يشكلان بوابة العبور إلى المستقبل، لافتا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح من أبرز الأدوات الأساسية في إدارة الموارد المائية نظرا لقدراته الاستثنائية في جمع البيانات وتحليلها والتنبؤ بالتغيرات المستقبلية بدقة عالية.
وأضاف أن المنطقة تواجه تحديات تتعلق بندرة الموارد الطبيعية للمياه وتذبذب معدلات هطول الأمطار وازدياد الطلب نتيجة النمو السكاني وتوسع الأنشطة التنموية، مؤكدا أن توظيف التقنيات الحديثة يفتح آفاقا جديدة لحلول مبتكرة تعزز كفاءة التشغيل وتطور آليات التخطيط بما يسهم في تعزيز الأمن المائي.
وأوضح أن تنظيم هذه الورشة يعكس التزام (معهد الأبحاث) بتبني أحدث التقنيات العالمية والارتقاء بالقدرات الوطنية، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد خيار تقني بل أصبح عاملا محوريا في بناء أنظمة مائية ذكية قادرة على التكيف مع التحولات المناخية والبيئية.
من جانبه أكد ممثل الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور محمد الرشيدي أن ملف المياه يعد من أكثر الملفات الاستراتيجية أولوية لدى دول المجلس لارتباطه المباشر بالأمن المائي والغذائي ومتطلبات التنمية المستدامة.
وقال: إن دول المجلس وضعت خارطة طريق واضحة لتعزيز العمل المشترك توجت بإعداد استراتيجية المياه الخليجية عام 2016 والتي تم تحديثها خلال العام الجاري لمراعاة المتغيرات الإقليمية والدولية.
وأشار إلى اهتمام الأمانة العامة بتوظيف التقنيات الحديثة وعلى رأسها تطبيقات الذكاء الاصطناعي بوصفها أدوات داعمة لرفع كفاءة إدارة الموارد المائية وتحسين التخطيط الاستراتيجي ودعم اتخاذ القرار وتعزيز القدرات التنبؤية وإدارة المخاطر.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمثل اليوم أحد أهم الممكنات التقنية القادرة على إحداث نقلة نوعية في إدارة قطاع المياه من خلال تحسين كفاءة التشغيل وخفض الفاقد وتحسين إدارة الشبكات بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ولاسيما الهدف السادس المعني بالمياه النظيفة والصرف الصحي.
بدوره، قال رئيس جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية المهندس حمد الحاتمي إن هذه الورشة تأتي استكمالا لنتائج مؤتمر الخليج الخامس عشر للمياه الذي عقد في الدوحة في أبريل 2024 وستكون مخرجاتها مدخلا لمؤتمر الخليج السادس عشر للمياه المقرر عقده في سلطنة عمان عام 2026.
وأضاف أن دول مجلس التعاون تواجه تحديات متنامية في مجالي الزراعة والنمو الحضري نتيجة زيادة الطلب على المياه العذبة المتجددة والمحدودة، مبينا أن هذه التحديات تدفع نحو تبني نهج جديد يعتمد على التحول الرقمي.
واستعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي المحورية في مستقبل قطاع المياه ومنها التحليلات التنبؤية للكشف المبكر عن التسربات وتحسين كفاءة التحلية والتوزيع وإدارة الطلب وتقليل الفاقد ودعم استراتيجيات حماية جودة المياه.
من جهته قال الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية الأستاذ الدكتور عبدالمجيد بن عمارة إن هذا اللقاء يجمع نخبة من العلماء لاستكشاف كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة المياه عبر تحليل البيانات الكبيرة وتوفير تنبؤات دقيقة.
وأكد اهتمام الاتحاد البالغ بمجالات المياه والذكاء الاصطناعي ضمن مبادرة (التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار) التي تعد أول مبادرة للتعاون المشترك بين الباحثين في الدول العربية.
ودعا مؤسسات البحث العلمي والباحثين إلى تقديم مشروعاتهم البحثية ضمن النسخة الثانية من المبادرة التي أطلقت منتصف الشهر الماضي مثمنا الدور البارز الذي تؤديه دولة الكويت ممثلة بمعهد الكويت للأبحاث العلمية في دعم برامج ومبادرات الاتحاد التي تخدم الأهداف التنموية العربية.
وبهذه المناسبة أوضح رئيس اللجنة التنظيمية للورشة الدكتور محمد الراشد في تصريح صحافي أن تنظيم الورشة يأتي بهدف تعريف الجهات المعنية بأدوات الذكاء الاصطناعي العملية لإدارة المياه واستعراض نماذج ناجحة لتطبيقاته في قطاع المياه.
وأشار إلى أن الورشة تسعى لتعزيز التعاون بين صانعي السياسات والباحثين وقادة الصناعة ووضع استراتيجيات عملية لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة إدارة المياه بدول مجلس التعاون.
