حال المال والاقتصاد

بنوك الإمارات.. حقبة جديدة من التحول والأمن الرقمي

بنوك الإمارات.. حقبة جديدة من التحول والأمن الرقمي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 27 أكتوبر 2025 12:22 صباحاً - وضع القطاع المصرفي في نفسه في طليعة الأمن المصرفي الرقمي العالمي، مسجلاً معايير جديدة في الابتكار والقدرة على الصمود، وإلى جانب التوسع في القنوات الرقمية، تستثمر البنوك في الدولة بشكل كبير في منصات البيانات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والتحليلات لتقديم خدمات مخصصة، وتعزيز الكشف عن الاحتيال، وتحسين تجربة العملاء، بحسب «تك أفريكا».

وأشار ريتشارد كاسيدي، كبير مسؤولي أمن المعلومات لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة روبريك، إلى أن الصناعة المصرفية في الإمارات دخلت حقبة جديدة من التحول الرقمي، تتميز بالتركيز المتزايد على الدفاع السيبراني وسط التحديات الأمنية العالمية ومتطلبات الامتثال المتطورة.
وشدد على أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة أصبحا الآن محوريين لهذه الاستراتيجيات، حيث تنشر البنوك أدوات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي قادرة على مراقبة الشذوذات في الوقت الفعلي وتحليل كميات كبيرة من البيانات لاكتشاف الأنماط المشبوهة، كما تلعب إجراءات المصادقة المعززة، مثل التحقق البيومتري وتسجيلات الدخول القائمة على التطبيقات، دوراً رئيسياً في حماية العملاء.

تمكين الأنظمة

وأضاف كاسيدي أن تبني الذكاء الاصطناعي يقدم للبنوك فرصة مزدوجة، فهو يعزز الكشف عن الاحتيال وتمكين الأنظمة من التعلم المستمر من الحوادث السابقة، بالتالي تصبح البنوك أكثر ذكاء وقدرة على التكيف بمرور الوقت، كما أشاد بقدرة البنوك الإماراتية على الصمود، وأرجع ذلك إلى التعاون بين أصحاب المصلحة، وحملات التوعية الاستباقية للعملاء، والتخطيط القوي للطوارئ.

الكشف الاحتيالي

واتفق مع هذا الرأي زيد شبيلاط، المدير في إنفوبيب، وقال إن هناك تحولاً كبيراً في الوضع الأمني لبنوك الإمارات، ووفقاً له فقد ابتعدت المؤسسات عن نماذج الحماية التقليدية نحو أنظمة مدفوعة بالذكاء تعتمد على التحليلات المتقدمة.

وأوضح أن النمو السريع للخدمات المصرفية عبر الإنترنت والتي تركز على الهاتف المحمول قد زاد التعرض للتهديدات، ما أجبر البنوك على اعتماد أنظمة الكشف عن الاحتيال في الوقت الفعلي وأدوات الاتصال الآمنة متعددة القنوات التي تنبه العملاء فورًا إلى النشاط غير المعتاد.

وأكد شبيلاط أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة أصبحا الآن ركائز لا غنى عنها للوقاية من الاحتيال.

ومن خلال تقييم هويات الأجهزة، وسلوك تسجيل الدخول، وأنماط المعاملات، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد التهديدات خلال أجزاء من الثانية، بينما تساعد تحليلات البيانات الضخمة في الكشف عن شبكات الاحتيال الأوسع والحسابات المزيفة.

مساعدون رقميون

وتنشر بعض البنوك أيضاً مساعدين رقميين يعملون بالذكاء الاصطناعي يحلون حالات الاحتيال الشائعة على نطاق واسع بينما يقومون بتصعيد المشكلات المعقدة إلى فرق متخصصة.

وشدد كذلك على أهمية الأطر التنظيمية التي سرعت التحول من طرق المصادقة القديمة مثل رموز الرسائل النصية القصيرة (SMS) أو البريد الإلكتروني إلى حلول أكثر تقدماً مثل المصادقة البيومترية والقائمة على التطبيقات.

وقاية تفاعلية

وتوقع زيد شبيلاط، في المستقبل، صعود تقنية القياسات الحيوية السلوكية، وأنظمة التنبيه المتكاملة عبر القنوات، وتجارب الوقاية التفاعلية من الاحتيال المصممة لنقل العملاء بسلاسة من التنبيه إلى اتخاذ الإجراء.

ويدعم هذا الجهد على مستوى الصناعة مبادرة «تشارك» التي أطلقها اتحاد مصارف الإمارات، وهي منصة لتبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية أطلقت في عام 2017.

Advertisements

قد تقرأ أيضا