حال المال والاقتصاد

2025 عام استثنائي و«رالي متسارع» لأسواق الأسهم الصينية

2025 عام استثنائي و«رالي متسارع» لأسواق الأسهم الصينية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 7 ديسمبر 2025 08:51 مساءً - استعادت الصين اجتذاب الصناديق العالمية في عام استثنائي لسوق الأسهم، مع توقع المستثمرين تحقيق المزيد من المكاسب، بفضل قوة البلاد في مجال الذكاء الاصطناعي وقدرتها على الصمود وسط التوترات مع الولايات المتحدة.

ويتوقع مديرو كبار الصناديق العالمية، «أموندي إس إيه» و«بي إن بي باريبا أسيت مانجمنت» و«فيديليتي إنترناشونال» و«مان جروب»، استمرار ارتفاع الأسهم الصينية في عام 2026، وقد رفع بنك «جيه بي مورجان تشيس آند كو» مؤخراً تصنيفه للسوق إلى «زيادة الوزن»، بينما يقول جاري تان من «أولسبرينغ جلوبال إنفستمنت»، إن فئة الأصول هذه أصبحت لا غنى عنها للمستثمرين الأجانب.

وتحولت نظرة المستثمرين تجاه الصين من التشكك إلى إدراك قدرة السوق على تحقيق قيمة فريدة، من خلال تقدمها التكنولوجي، وقد قفز مؤشر «إم إس سي آي» للصين بنحو 30% هذا العام، متجاوزاً مؤشر «إس آند بي 500» بأعلى مستوى له منذ عام 2017، ليضيف 2.4 تريليون دولار إلى قيمته، ونظراً لأن معظم التدفقات الداخلة مدفوعة بالصناديق خاملة الإدارة فهناك أمل بأن تؤدي عودة مديري الأموال النشطين إلى توجيه المرحلة التالية من الانتعاش.

وقال جورج إفستاثوبولوس، مدير محفظة في «فيديليتي إنترناشونال» بسنغافورة: «لقد تجاوزت الصين مرحلة صعبة، وأثبتت مرونة أكبر، ويتزايد إقبال المستثمرين على الصين وجهة استثمارية، توفر التنوع والابتكار». وأضاف: «أميل حالياً أكثر لشراء الأسهم الصينية عند انخفاضها».

واشترت صناديق الاستثمار الأجنبية طويلة الأجل أسهماً في البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ بحوالي 10 مليارات دولار حتى نوفمبر من هذا العام، وفقاً لبيانات «مورغان ستانلي»، لتعكس اتجاه التدفقات الخارجة البالغة 17 مليار دولار في عام 2024، وكانت التدفقات الداخلة مدفوعة بالكامل بمديري الصناديق الخاملة، الذين يتتبعون المؤشرات، بينما سحب مديرو الصناديق النشطة حوالي 15 مليار دولار.

ويرجع السبب جزئياً إلى أن العديد من المستثمرين النشطين -الذين يعتمدون على انتقاء الأسهم- ما زالوا غير قادرين على التخلص من سنوات من القلق بشأن تباطؤ اقتصاد الصين، والحملة القمعية المفاجئة، التي شنتها بكين على القطاع الخاص، وبينما تبنت السلطات موقفاً أكثر ملاءمة للأعمال هذا العام إلا أن التحفيز لم يلبِّ توقعات المستثمرين.

وذكرت ويني وو، رئيسة استراتيجية أسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ في «بنك أوف أمريكا»، والتي تلتقي بانتظام المستثمرين لاستطلاع آرائهم في السوق، إن بعض مديري الصناديق العالمية قالوا، إن مستوى الاستثمار في الصين لا يزال مرتفعاً، مع أداء جيد للسوق الأمريكية أيضاً، لكنها أضافت أن تحسن الأرباح وتحسن مشكلات الانكماش المزمنة في الصين قد يقلب الموازين. وأضافت: «المرحلة التالية من رالي الأسهم الصينية ستكون بقيادة الصناديق العالمية».

ويرتكز سيناريو ارتفاع أسعار الأسهم الصينية على التفاؤل بنمو شركات التكنولوجيا العملاقة المتخصصة بمجالات الرقائق والأدوية الحيوية والروبوتات، إلى جانب الآمال في أن يتمكن ثاني أكبر اقتصاد في العالم من التخلص أخيراً من الضغوط الانكماشية.

وأدى الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي إلى ارتفاعات هائلة في أسهم شركات مثل «كامبريكون تكنولوجيز» و«علي بابا غروب هولدينغ»، لكن القطاعات التي تأخرت عن السوق الأوسع هذا العام، وأبرزها قطاع السلع الاستهلاكية، قد تشهد انتعاشاً أيضاً.

وقال أندرو سوان، رئيس قسم الأسهم الآسيوية باستثناء اليابان في «مان جروب»: «تكمن الفرصة في تلك الأسهم التي تأثرت بالسعي لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد بدلاً من الانتعاش الاقتصادي». وأضاف: إ«ذا كان الانتعاش الاقتصادي هو المرحلة التالية للصين فهناك الكثير من الفرص الواعدة».

ويشير المستثمرون أيضاً إلى أن الأسهم الصينية لا تزال منخفضة مقارنة بنظيراتها العالمية. يتداول مؤشر «إم إس سي آي» الصين، الذي يتتبع الأسهم المدرجة في البر الرئيسي وهونغ كونغ، عند 12 ضعفاً للأرباح المتوقعة، مقارنة بـ15 ضعفاً لمؤشر «إم إس سي آي» آسيا و22 ضعفاً لمؤشر «إس آند بي 500».

ويجادل البعض بأن المستثمرين الأجانب ليسوا عاملاً أساسياً في ارتفاع أسهم الصين، فصناديق الاستثمار المحلية تشتري، كما أن الطلب المتزايد من شركات التأمين عقب حملة تنظيمية في وقت سابق من هذا العام يسهم أيضاً في ذلك الارتفاع. رغبة بكين في هندسة سوق صاعدة ببطء تعني أن الصناديق المرتبطة بالدولة، والمعروفة باسم «الفريق الوطني»، مستعدة أيضاً لشراء الأسهم خلال فترات التقلب، ومع ذلك ينبع الأمل الكبير من وفرة المدخرات في البلاد، فالأسر تمتلك نحو 23 تريليون دولار من الودائع، ومع استمرار أزمة العقارات المتواصلة لسنوات، والتي لا تزال تسبب معاناة، وعوائد ضئيلة لأدوات الدخل الثابت، يعتقد العديد من المستثمرين أن هذه السيولة النقدية ستسهم في دعم سوق الأسهم.

ويعلق فلوريان نيتو، رئيس قسم الاستثمار بآسيا في «أموندي»: «هل استعدنا ثقة مستثمري البر الرئيسي في سوقهم؟ إذا حصلنا على تأكيد بهذا التحسن فستواصل السوق ارتفاعها».

Advertisements

قد تقرأ أيضا