الرياض - ياسر الجرجورة في الأربعاء 22 أكتوبر 2025 10:24 صباحاً - في تطور مثير للقلق يهدد سكان المنطقة، يتحرك منخفض استوائي خطير في أعماق بحر العرب حاملاً معه إمكانيات تدميرية هائلة. 25 عقدة من الرياح تفصل بين يوم عادي وكارثة طبيعية، بينما تشير الأقمار الصناعية إلى توفر جميع المقومات المثالية لتحول هذا الوحش النائم إلى إعصار مدمر خلال 72 ساعة فقط. منخفض بحجم مدينة صغيرة يحمل طاقة تعادل 200 قنبلة ذرية، ودرجة حرارة مياه البحر البالغة 28 درجة مئوية توفر الوقود المثالي لهذا الوحش المداري.
يتحرك المنخفض الاستوائي المعروف باسم 92A ببطء مخادع بسرعة 5 كيلومترات في الساعة، مسجلاً ضغطاً جوياً يبلغ 1003 مليبار - أقل من المعدل الطبيعي بما يكفي لإطلاق قوى الدمار. "البيئة مناسبة تماماً لولادة وحش مداري جديد"، يحذر خبراء الأرصاد الجوية وهم يراقبون بعيون قلقة هذا التطور المرعب. أحمد الصياد من المكلا، الذي يعتمد على البحر في رزقه، يترقب بقلب خائف مصير قاربه وشباكه مع اقتراب هذه العاصفة التي قد تبتلع كل شيء في طريقها.
التاريخ يعيد نفسه بوحشية في هذه المنطقة، حيث لا يزال سكان عُمان يتذكرون إعصار جونو عام 2007 الذي خلف دماراً واسعاً، وإعصار ميكونو 2018 الذي أظهر قوة الطبيعة الغاضبة. موسم الأعاصير في بحر العرب شهد تزايداً ملحوظاً في العقد الأخير بسبب التغير المناخي وارتفاع درجات حرارة المحيطات، مما يجعل كل منخفض استوائي جديد بمثابة لعبة روليت روسية مع الطبيعة. انقسام النماذج العلمية بين المركز الهندي والنموذج الأمريكي العالمي يزيد الغموض حول قوة العاصفة المرتقبة، تاركاً الملايين في حالة ترقب مؤلم.
الحياة اليومية لآلاف الأشخاص معلقة على خيط رفيع، حيث بدأت شركات الطيران في إلغاء الرحلات الجوية والموانئ تستعد لإغلاق أبوابها. سالم البحار، ربان سفينة شحن يعمل في المنطقة منذ 20 عاماً، يروي بصوت مرتجف: "رأيت البحر يغير لونه تدريجياً إلى الأخضر الداكن، علامة أكيدة على قدوم العاصفة". انقطاع محتمل في الكهرباء، نقص في المؤونة، وتضرر البنية التحتية - هذه مجرد البداية لما قد تحمله الأيام القادمة. د. فاطمة المناخية، خبيرة الأرصاد العُمانية، تعمل ليل نهار لتتبع مسار هذا الوحش المداري في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح.
الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مصير المنطقة بأكملها، والمنخفض الاستوائي الذي يبدو هادئاً الآن قد يتحول إلى كابوس حقيقي يهدد حياة الملايين. ضرورة الاستعداد الفوري واتباع تعليمات السلامة ليست مجرد نصيحة، بل قد تكون الخط الفاصل بين الحياة والموت. هل ستكون هذه العاصفة تحذيراً أخيراً من الطبيعة الغاضبة، أم أن الأسوأ لم يأت بعد؟