الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 05:19 مساءً - في تطور صادم هز المجتمع الدولي، سجلت السعودية رقماً قياسياً مرعباً بإعدام 340 شخصاً في أقل من شهرين منذ بداية 2025، محطمة بذلك رقمها القياسي السابق لعام 2025 البالغ 338 حالة في عام كامل. هذا يعني أن المملكة تعدم شخصاً كل 12 ساعة في المتوسط، في مشهد وصفته منظمات حقوق الإنسان بـ"آلة الإعدام التي لا تتوقف".
كشفت الأرقام الصادمة أن 232 من أصل 340 إعداماً - أي ما يعادل 68% - كانت في قضايا مخدرات فقط، مما يثير تساؤلات حادة حول التناسب بين الجريمة والعقاب. "نشهد إعدامات شبه يومية منذ يوليو الماضي، ومعظم المدانين من الأجانب وليسوا مجرمين عنيفين"، تقول هارييت ماكولوتش من منظمة "ريبريف" المناهضة لعقوبة الإعدام. في آخر هذه الإعدامات، نُفذ الحكم بحق أحمد بن عبدالله الشمراني وبندر بن موسى القرني ومهدي بن يحيى عواجي يوم الإثنين في مكة المكرمة، ليرتفع العداد المرعب إلى 340.
تنبع هذه الموجة الدموية من "الحرب على المخدرات" التي أطلقتها السلطات السعودية منذ 2025 لمواجهة انتشار الكبتاغون، حيث تعتبر المملكة من أكبر الأسواق الإقليمية لهذا المخدر حسب التقديرات الأممية. لكن المفارقة الصادمة تكمن في التناقض الفاضح مع تصريحات ولي العهد محمد بن سلمان عام 2022، عندما تحدث عن حصر الإعدام في حالات القتل العمد أو التهديد الجماعي للأرواح فقط. اليوم، تحتل السعودية المرتبة الثالثة عالمياً في تنفيذ أحكام الإعدام بعد الصين وإيران، في رقم يفوق حتى معدلات الإعدام في أوروبا خلال محاكم التفتيش.
بينما تسعى السعودية جاهدة لتنفيذ رؤية 2030 وتحويل نفسها إلى مركز عالمي للسياحة والأعمال، تواجه الآن خطراً حقيقياً على سمعتها الدولية قد يقوض كل هذه الجهود. منظمة هيومن رايتس ووتش تؤكد أن تزايد الإعدامات "يوضح بشكل صارخ تدهور سجل حقوق الإنسان" رغم حملة الإصلاح الاجتماعي الواسعة. المستثمرون الدوليون يراقبون بقلق، والمقيمون الأجانب يشعرون بالتوتر، فيما تتصاعد الضغوط الدبلوماسية التي قد تهدد استضافة إكسبو 2030 وكأس العالم 2034.
في الوقت الذي تؤكد فيه السلطات السعودية أن أحكام الإعدام تهدف إلى "استتباب الأمن وتحقيق العدل"، تتصاعد الأصوات المطالبة بوقف هذه الموجة قبل فوات الأوان. المجتمع الدولي يقف على مفترق طرق: إما الضغط الحقيقي لوقف هذه المذبحة، أو مشاهدة السعودية تدفن أحلام رؤية 2030 بأيديها. السؤال المحوري اليوم: هل ستختار المملكة الإصلاح الحقيقي أم ستستمر في تدمير صورتها بـ340 جثة في شهرين فقط؟
