الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 05:19 مساءً - في تطور صادم يهز خريطة الاستثمار في المملكة، كشفت البيانات الرسمية أن 18% من مساحة المملكة العربية السعودية محجوزة للاستثمار البيئي - مساحة تفوق 12 دولة عربية مجتمعة! الحقيقة المذهلة؟ شجرة طلح واحدة في هذه المحميات تساوي 3000 ريال - الصحراء تحولت فعلياً إلى منجم ذهب أخضر ينتظر المستثمرين الأذكياء.
في إعلان تاريخي هز منتدى الحدود الشمالية للاستثمار، كشف المهندس محمد الشعلان الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، أن محمية واحدة فقط تزخر بأكثر من 70 فرصة استثمارية مباشرة على مساحة 91,500 كيلومتر مربع. "المحميات الملكية تُعاد صياغتها اليوم كمنصة وطنية للتنمية المستدامة،" أكد الشعلان وسط ذهول الحضور. محمد العتيبي، مربي نحل محلي، يروي معجزته الشخصية: "إنتاجي زاد من 10 كيلو إلى 100 كيلو عسل سنوياً بفضل برامج الحماية - لم أصدق أن الصحراء يمكن أن تكون بهذا الثراء!"
هذا التحول الجذري يأتي كجزء محوري من رؤية المملكة 2030 لتحويل المقدرات الطبيعية إلى محركات اقتصادية مستدامة. النمو المتسارع للسياحة البيئية عالمياً - الذي يحقق نمواً سنوياً يفوق 20% - دفع المملكة لاستثمار كنوزها الطبيعية المخفية. كما كان طريق الحرير يربط الشرق بالغرب تجارياً، تربط هذه المحميات اليوم البيئة بالاقتصاد في معادلة رابحة. اعتماد صحراء النفود الكبير من الجمعية الدولية للسماء المظلمة يضع المملكة على خريطة السياحة الفلكية العالمية، فاتحاً آفاقاً استثمارية لم تُستكشف من قبل.
التأثير على حياة المواطنين بات واقعاً ملموساً - أكثر من 2500 تصريح رعي منظم وفر دخلاً مستقراً للرعاة، بينما تشهد المنطقة تطوير مشاريع فندقية نوعية في قرية لينة التاريخية وعلى ضفاف درب زبيدة. سارة العنزي، مستثمرة شابة حصلت مؤخراً على مشروع سياحة فلكية، تعبر عن حماسها: "هذه فرصة العمر - استثمار بعائد مضمون وأثر بيئي إيجابي." الخبراء يتوقعون جذب استثمارات بمليارات الريالات وخلق عشرات آلاف فرص العمل خلال السنوات القادمة، مع تحذيرات من ضرورة التحرك السريع قبل امتلاء المساحات الاستثمارية المتاحة.
المملكة اليوم تكتب فصلاً جديداً في تاريخ الاستثمار البيئي العالمي - 18% من أراضيها + 70 فرصة ذهبية = ثورة اقتصادية خضراء حقيقية. مع انطلاق هذه المبادرة الطموحة، تستعد المملكة لتصبح القائد العالمي في السياحة البيئية المستدامة، مقدمة نموذجاً فريداً يحقق التوازن المثالي بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. السؤال الآن: هل ستكون جزءاً من هذا التحول التاريخي، أم ستكتفي بمراقبة القطار وهو ينطلق بمن عليه؟
