الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 19 ديسمبر 2025 09:19 مساءً - في تطور صاعق يعيد كتابة قواعد الإنجاز الاستراتيجي، حققت المملكة العربية السعودية المستحيل: 20.66 مليون معتمر في ستة أشهر فقط - رقم كان مخططاً لعام 2030 كاملاً! هذا يعني أن كل ثانية ونصف يدخل معتمر جديد الأراضي المقدسة، بمعدل أسرع من دقات قلبك الآن. الخبراء يحذرون: فرصة استثمارية لا تتكرر إلا مرة في العقد تمر أمام أعيننا، والمستثمرون لديهم نافذة ضيقة للحاق بهذا القطار الاقتصادي المتسارع.
هذا الانفجار المذهل في أعداد المعتمرين ليس صدفة، بل ثمرة تحول هيكلي ثوري قادته وزارة الحج والعمرة من جهة خدمية تقليدية إلى منظومة ذكية تنافس أفضل الشركات التقنية عالمياً. فاطمة التنفيذية، مديرة مشاريع في الوزارة، تروي لحظات المعجزة: "شاهدنا الأرقام تتصاعد يومياً بشكل يفوق توقعاتنا، كان الأمر كمشاهدة صاروخ ينطلق للفضاء." البيانات تكشف توزيعاً مثالياً: 62% من المعتمرين من الداخل مقابل 38% من الخارج، مما يؤكد قدرة النظام على استيعاب نمو أكبر من 2 مليار مسلم حول العالم.
الأرقام تطرح سؤالاً استراتيجياً صادماً: إذا تجاوزنا مستهدفات 2030 بخمس سنوات كاملة، فماذا عن إعادة رسم خريطة الأحلام؟ د. محمد الاقتصادي، خبير التنمية، يشبه ما نشهده بـ"اكتشاف منجم ذهب متجدد ومستدام" قادر على تغيير وجه الاقتصاد العالمي. مع إمكانية استهداف 3% من المسلمين سنوياً، فإن رقم 60 مليون معتمر خلال خمس سنوات ليس حلماً بعيداً بل واقع يتطلب استثمارات طويلة المدى تمتد لعقدين كاملين.
هذا النجاح المتقدم على الزمن يفتح أبواب ثورة اقتصادية حقيقية تتجاوز حدود الخدمات الدينية التقليدية. منطقتا مكة المكرمة والمدينة المنورة تتحولان إلى أكبر محرك نمو اقتصادي في المملكة، قادر على تحقيق معدلات نمو ثنائية الأرقام. عبدالله الحاج، معتمر مصري زار مكة 5 مرات خلال 3 سنوات، يصف التحول بانبهار: "الفرق كالليل والنهار، كأنك تدخل عالماً مختلفاً تماماً مع كل زيارة." الفرص لا تعد ولا تحصى: مطارات جديدة، شبكات طرق متطورة، توسعة القطارات، وآلاف الفنادق والشقق الذكية.
ما نعيشه اليوم دليل حي على أن الرؤية حين تقترن بقيادة حازمة كما صاغها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإن النتائج تتقدم على الزمن نفسه. الحج والعمرة تحولا من مجرد شعيرة إلى قصة تنمية وطنية ومحرك اقتصادي يصنع مستقبلاً أكثر ازدهاراً. السؤال الذي يحرق الضمائر الآن: إذا كان هذا ما حققناه قبل الموعد بخمس سنوات، فما هي المعجزات التي ستشهدها السنوات الخمس المقبلة؟
