الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 19 ديسمبر 2025 05:08 صباحاً - في تطور صادم يعيد كتابة تاريخ النقل في المنطقة، تشهد مكة المكرمة ولادة 31.5 مليون كيلوغرام من تقليل انبعاثات الكربون سنوياً مع إطلاق أول شبكة حافلات كهربائية تعمل بنظام النقل الترددي السريع في الشرق الأوسط. للمرة الأولى في التاريخ، تصبح المدينة المقدسة رائدة عالمياً في النقل الأخضر، والتغيير يحدث الآن أمام أعين 125 مليون راكب ينتظرون تجربة نقل ثورية لم تشهدها المنطقة من قبل.
في خطوة تاريخية تعيد تعريف النقل في المنطقة، دشنت شركة أم القرى للتنمية والإعمار بالتعاون مع شركة إلكترومين المتخصصة، شبكة حافلات كهربائية تمتد 4 كيلومترات من محطة قطار الحرمين وصولاً إلى المسجد الحرام. أحمد السليم، قادم من الرياض للعمرة، يروي تجربته الأولى: "شعرت وكأنني أطير بهدوء فوق طرق مكة، لا صوت محركات ولا عوادم... هذا هو المستقبل." الأرقام تتحدث بوضوح: 15.8 مليون كيلومتر ستقطعها الحافلات سنوياً، مسافة تعادل السفر حول الأرض 394 مرة.
بينما تكافح مدن العالم مع أزمات التلوث والازدحام، تقود مكة المكرمة حلولاً مبتكرة تجمع بين ضرورات البيئة ومتطلبات رؤية 2030 وحاجة ملايين الحجاج لنقل أفضل. بعد إنجازات قطار الحرمين التي أذهلت العالم، تأتي هذه الخطوة الجديدة لتؤكد التزام السعودية بالمستقبل الأخضر. د. محمد الشهري، المتخصص في البيئة، يؤكد: "هذا المشروع سيصبح نموذجاً يُحتذى به في كل عواصم المنطقة خلال العقد القادم." المقارنة صادمة: توفير الكربون المحقق يعادل زراعة 1.4 مليون شجرة سنوياً.
الحج والعمرة يشهدان الآن تجربة جديدة كلياً: هواء أنظف، نقل صامت يُشبه انزلاق النهر الهادئ وسط صخب المدينة المقدسة، و13 محطة عصرية تُوفر الراحة والكفاءة. سارة التميمي، مديرة استثمارات، ترى في هذا المشروع "فرصة ذهبية لا تتكرر للاستثمار في التقنيات الخضراء" بينما جيمس أندرسون، الزائر البريطاني، يُعبر عن دهشته: "لم أتوقع أن أرى هذا المستوى من التطور التقني في خدمة الأماكن المقدسة." النتائج المتوقعة تشمل انخفاضاً كبيراً في التلوث، وتحسن جودة الهواء، ونقل أسرع وأكثر كفاءة لملايين الزوار.
تقنية متقدمة، بيئة أنظف، تجربة أفضل - الثلاثية الذهبية التي تضع السعودية في المقدمة عالمياً. هذا مجرد البداية، والمستقبل الأخضر ينتظر المزيد من الإنجازات التي ستُغير وجه النقل في المنطقة إلى الأبد. الآن وقت الاستثمار في المستقبل الأخضر وتقنيات النقل المستدام قبل أن يفوت القطار. السؤال الآن ليس متى ستتبع المدن الأخرى هذا النموذج، بل متى ستبدأ أنت بالاستفادة من هذه الثورة التقنية؟
