الرياض - ياسر الجرجورة في الأربعاء 31 ديسمبر 2025 01:16 صباحاً - شهدت جلسة تداول واحدة في السوق المالية السعودية أداءً استثنائيًا، حيث ارتفعت أسهم 202 شركة مقابل تراجع 59 شركة فقط، ما أسهم في تحويل خسائر الصباح إلى مكاسب مسائية مثيرة، مع تسجيل مؤشر تاسي ارتفاعًا قدره 0.7% ليصل إلى 10,489 نقطة. هذا المشهد يعكس حماس المستثمرين وثقتهم المستمرة في السوق المحلية، وسط تداولات ضخمة بلغت قيمتها الإجمالية 2.63 مليار ريال، مع تبادل حوالي 142 مليون سهم.
إقرأ ايضاً:

أول قطار خمس نجوم في السعودية: تجربة فاخرة لعشاق السفر الصحراويموهبة شابة تقترب من الزعيم.. الهلال يراقب لاعب الفيحاء الواعد عن كثب

بداية متعثرة تتحول إلى انتعاش قوي

افتتح المؤشر الرئيس على انخفاض طفيف بنسبة 0.1% عند 10,406 نقطة صباحًا، قبل أن يشهد انعطافًا حادًا نحو الصعود خلال الجلسة. وقد تزامن ذلك مع زيادة القيمة السوقية الإجمالية للشركات المدرجة إلى 8.726 تريليون ريال، وهو رقم يعكس قوة السوق وقدرته على امتصاص الضغوط وتحويلها إلى مكاسب.

أبرز الرابحين خلال الجلسة شملت أسهم شركات رؤوم وسلامة والمسار الشامل، والتي سجلت زيادات ملحوظة في أسعارها، مما ساهم بشكل مباشر في تعزيز أداء المؤشر العام وتحقيق المكاسب.

أداء السوق الموازية "نمو"

في الوقت نفسه، أظهر مؤشر السوق الموازية "نمو" انتعاشًا محدودًا، حيث ارتفع بنسبة 0.1% ليصل إلى مستوى 23,272 نقطة، مع تداولات بلغت قيمتها 17 مليون ريال. وارتفعت أسهم 38 شركة مقابل انخفاض 35 شركة من أصل 126 شركة مدرجة، ما يشير إلى استقرار نسبي وثقة متزايدة بين المستثمرين في السوق الثانوية، إلى جانب متابعة دقيقة للشركات الواعدة في القطاعات المتخصصة.

أسباب الانتعاش الاستثنائي

يعزو خبراء السوق هذا الأداء القياسي إلى عدة عوامل، أبرزها:

• ثقة المستثمرين المستمرة في الشركات المدرجة، مدعومة بالنتائج المالية الجيدة والتقارير الفصلية.

• متابعة دقيقة للتطورات العالمية التي تؤثر على الأسواق المالية، مثل تحركات أسعار النفط والسياسات النقدية الدولية.

• زيادة السيولة في السوق، مما ساعد على امتصاص عمليات البيع وتحويلها إلى طلب على الأسهم القيادية.

• تحسين أداء بعض القطاعات الحيوية، خاصة المالية والصناعية والتقنية، التي جذبت اهتمام المستثمرين الأفراد والمؤسسات.

انعكاسات على المستثمرين والأسواق المالية

هذا الانتعاش يعكس قدرة السوق السعودية على استعادة توازنها بسرعة بعد أي انخفاضات طفيفة، ويشير إلى مرونة عالية في مواجهة التقلبات العالمية. كما يعزز الثقة في قدرة السوق على توفير فرص استثمارية مربحة، سواء للمستثمرين الأفراد أو المؤسساتية، مع توقع استمرار عمليات التداول النشطة خلال الأسابيع المقبلة.

ويبرز الأداء الاستثنائي أيضًا أهمية متابعة المؤشرات الاقتصادية المحلية والدولية، إذ أن المستثمرين أصبحوا أكثر اعتمادًا على البيانات المالية الدقيقة وأداء الشركات في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية، ما يزيد من شفافية السوق ويحفز على نمو مستدام.

التوقعات المستقبلية

يتوقع محللون ماليون أن يستمر المؤشر في مسار التعافي والارتفاع على المدى القريب، خصوصًا مع إعلان الشركات عن نتائجها الفصلية الإيجابية، واستمرار الدعم الحكومي للقطاعات الحيوية، إضافة إلى استمرار جذب الاستثمارات الأجنبية. كما يعتقدون أن السوق السعودية ستواصل تقديم فرص نمو قوية، خاصة في القطاعات الواعدة مثل الطاقة والتقنية والخدمات المالية.

إن الأداء القياسي لمؤشر تاسي وجانب "نمو" يوضح أن السوق السعودية أصبحت منصة استثمارية مرنة، قادرة على امتصاص الصدمات، ومواكبة التغيرات العالمية، وهو ما يعزز جاذبية المملكة كمركز مالي رائد في المنطقة.