الارشيف / حال الإمارات

«الطقطقة».. أضرار صحية وتداعيات خطيرة

«الطقطقة».. أضرار صحية وتداعيات خطيرة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 5 مارس 2025 11:53 مساءً - وصف مختصون ودراسات «الطقطقة» بالعادة «السيئة» والخطيرة لأنها قد تؤدي إلى الشلل أو خلل في العمود الفقري، كما ثبت أن طقطقة الرقبة قد تؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية، فالالتواء السريع للرقبة يسبب تشريحاً صغيراً في بطانة الشريان الداخلي مما يتسبب في تكوين جلطات الدم، وقد تذوب هذه الجلطات دون أن تسبب أي ضرر أو تظهر أي نوع من الأعراض الخطيرة.

ويؤكد أخصائيو العظام أن خطورة «طقطقة الجسم» تكمن في عدم الدراية الكافية بقانونية المعالج أو الاعتماد على المعلومات الصحية الخاطئة إضافة إلى عدم توفر الفحوصات الطبية اللازمة للإجراء.

ونصح عدد من أطباء العظام بضرورة الابتعاد عن هذه الأساليب، خاصة في ظل ظهور بعض الأشخاص غير المرخصين للقيام بهذا الأمر، حيث ألقي القبض على أحد المدعين أنه معالج عظام في دولة عربية بعد تسببه في شلل نصفي بسبب طقطقة قام بها في العمود الفقري بطريقة خطيرة، كما يُنصح الأشخاص الذين يعانون من ضعف الأنسجة الضامة بسبب الوراثة بتجنب طقطقة الرقبة.

وقال الدكتور عبدالسلام أبو بكر البلوشي استشاري جراحة أعصاب معتمد من البورد الأمريكي في جراحة الأعصاب، إن التلاعب بتقويم العمود الفقري، وخاصة العنقي، له شعبية كبيرة كعلاج غير جراحي للعديد من مشاكل الجهاز العضلي الهيكلي ومع ذلك، غالباً ما يتم التقليل من المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه الممارسة، مما يؤدي إلى نقص مقلق في الوعي بين المرضى.

وأضاف أن المخاطر المرتبطة بالتلاعب في العمود الفقري العنقي تؤدي إلى تشريح الشريان الفقري والسكتة الدماغية والشلل وحتى الموت.

وأشار إلى أن دراسة بارزة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية أفادت أن المرضى الذين تلقوا التلاعب بالعنق كانوا أكثر عرضة لتشريح الشريان الفقري، وهي حالة يتمزق فيها الشريان الذي يزود الدماغ بالدم، ويمكن أن يؤدي هذا التشريح إلى سكتة دماغية، مما يؤدي إلى تلف عصبي لا رجعة فيه.

وأفاد بأن دعاوى قضائية عدة أقيمت ضد مقومي العظام فيما يتعلق بالأحداث السلبية التي أعقبت تعديلات الرقبة في كثير من الحالات، وأنه يجب على الأفراد الذين يعانون من حالات مرضية سابقة مثل ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الأوعية الدموية أو تشوهات نمو الرقبة أو تاريخ من السكتات الدماغية أن يتعاملوا مع التلاعب العنقي بحذر شديد، وأن يتأكدوا من إجراء تصوير للعمود الفقري العنقي مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب لضمان إمكانية إجراء التلاعب بأمان، وأنه غالباً ما تكون العلاجات البديلة التي تحمل مخاطر أقل، مثل العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية وتقنيات إدارة الألم غير الجراحية، من الوسائل غير الجراحية الأخرى التي أوصي بها لمرضاي إلى جانب التلاعب بتقويم العمود الفقري.

ولفت الدكتور ضياء يوسف استشاري جراحة العظام، إلى أن طقطقة العظام أسلوب علمي يعتمد على تحريك المفاصل بصورة معينة وإعادة التوازن إلى العظام والمفاصل والذي يجب أن يقوم بها أشخاص مرخصون، حيث تنظم هيئة الصحة إصدار التراخيص اللازمة بعد مراجعة شهادات وتدريب المعالج، إلا أنه للأسف يقوم أشخاص من غير ذوي الاختصاص بالقيام بهذه الممارسات خارج القانون.

وأشار الدكتور محمد سامي خلف أخصائي جراحة العظام والإصابات الرياضية إلى أن طقطقة العظام ظاهرة شائعة بين الكثير من الناس، حيث يلاحظ البعض صوتاً يصدر عن المفاصل أثناء الحركة، وعلى الرغم من أنها قد تبدو ظاهرة طبيعية في بعض الأحيان، إلا أن هناك مخاوف طبية تتعلق بها، خاصة عندما يتم القيام بها في المنزل أو بواسطة أشخاص غير مختصين، لافتاً إلى أن طقطقة العظام تحدث عندما تتكون فقاعات غازية في السائل الزلالي المحيط بالمفصل، أو نتيجة احتكاك الأوتار بالعظام، وأنه بينما يعتبر الكثيرون أن الطقطقة ليست ضارة، فإن القيام بها بشكل متكرر أو بطريقة غير صحيحة قد يؤدي إلى إصابات خطيرة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا