الارشيف / حال الإمارات

زايد.. قائد خالد ونهج متجدد في ذاكرة الوطن

  • زايد.. قائد خالد ونهج متجدد في ذاكرة الوطن 1/2
  • زايد.. قائد خالد ونهج متجدد في ذاكرة الوطن 2/2

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 5 أغسطس 2025 11:46 مساءً - تعيش في ذاكرة أبناء ، تواريخ تروي مسيرة الوطن، وأحداث ومنجزات، شكلت مجتمعة حاضر الإمارات، وترسم الطريق إلى مستقبلها، ولعل من أهمها ذكرى تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، فـ«أبونا زايد» ليس مجرد اسم يُذكر في سجلّات التاريخ، بل هو روح تتجدد في وجدان كل إماراتي.

ورمز يُحتذى به في القيادة والرؤية والحكمة، هو الرجل الذي زرع بذور الاتحاد في أرضٍ كانت قاحلة، فسقاها بحبه وعدله، حتى أثمرت دولةً يشار إليها بالبنان في العالم بأسره.

6 أغسطس 1966 يعد محطة مفصلية في تاريخ الإمارات، حيث تولّى المغفور له الشيخ زايد، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، لتبدأ مسيرة مباركة توجت بتأسيس دولة الإمارات، حيث نجح قائد نهضة الوطن، وصاحب النهج القيادي الملهم.

في وضع اللبنات الأولى لصنع مستقبل الإمارات الذي تحقق في قيام دولة الاتحاد، وجسد هذا اليوم انطلاقة مسيرة التحول التاريخي لإمارة أبوظبي والإمارات عموماً نحو مسيرة البناء والتطور وبداية عهد جديد للإمارات برؤية قائد التأسيس وصانع الاتحاد.

وفي 6 أغسطس 1966 عندما تولّى المغفور له الشيخ زايد الحكم كانت إمارة أبوظبي تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية صعبة، وتعاني من قلة الموارد، وبمجرد توليه زمام الحكم، طرح سلسلة مبادرات ومشاريع تنموية مكثفة وواسعة النطاق، أسهمت في تحويل أبوظبي إلى مدينة عصرية فائقة التطور والحداثة، فتحولت الصحراء وكثبان الرمال فيها إلى ناطحات سحاب شاهقة رائعة الجمال، ومساحات شاسعة من الحدائق المزروعة بالأشجار والزهور والنباتات الجميلة.

وبدأ المغفور له الشيخ زايد بتوجيه الموارد نحو تحسين حياة المواطنين، فأمر ببناء المدارس والمستشفيات والطرق والمساكن، وعمل على دعم التنمية البشرية من خلال نشر التعليم وتشجيع العمل، وكان يؤمن بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للوطن، حيث وظّف جميع الموارد لخلق وطن يحتضن المواطن الذي يشعر بالانتماء والولاء للوطن وقيادته.

وأدرك في وقت مبكر من قيام الاتحاد أن بناء الأوطان يجب أن يبدأ من بناء الإنسان، الذي يشكل أساس التنمية ومحورها الرئيسي، وهذا البناء جوهره الأساسي التعليم ففتح أمام أبناء الإمارات كل أبواب العلم والتعلم، وبذل الغالي والثمين لهذا الهدف باعتبار الشباب الثروة الحقيقية للوطن.

وتميز نهج المغفور له الشيخ زايد القيادي بالحكمة والبصيرة، وكان يضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.

ومن أبرز ملامح قيادته، التواضع والتواصل مع الناس، حيث كان قريباً من شعبه، يستمع إلى مطالبهم ويشاركهم همومهم، وكان مجلسه مفتوحاً للجميع، وجسد نموذجاً أصيلاً في الحكم الراشد. كما امتاز برؤية استشرفت المستقبل فلم تكن قراراته آنية، بل كانت تنبع من رؤية استراتيجية طويلة الأمد لبناء دولة قوية ومزدهرة، فبدأ مبكراً في تأسيس مؤسسات الدولة على أسس متينة وقاعدة صلبة.

وحرص على تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، من خلال توفير فرص متكافئة لجميع المواطنين، وتبنى سياسات تهدف إلى تمكين جميع فئات المجتمع، في شتى المجالات وخاصة الصحة والتعليم، وكانت قيادته تتسم بالتسامح وتعزيز الحوار والتفاهم، ورفض الانغلاق والتعصب، ما جعل من الإمارات وطناً للتعايش السلمي والتعددية الثقافية.

وحمل المغفور له الشيخ زايد منذ اليوم الأول لتولّيه الحكم، حلماً كبيراً في قلبه ألا وهو توحيد الإمارات تحت راية واحدة، وأدرك أن التحديات لا يمكن مواجهتها إلا من خلال الوحدة والتكاتف، فسعى جاهداً لتحقيق هذا الحلم التاريخي الذي بات واقعاً.

فقامت دولة حديثة أساسها شعب مؤمن برايته وقيادته، وينعم بالرخاء والسعادة، في ظل ما تحقق له في كل مجالات الحياة، وأطلق بالتعاون مع أخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي، في فبراير 1968 أولى الخطوات نحو قيام الاتحاد

حيث اتفقا على توحيد الجهود وبناء دولة قوية تضم الإمارات السبع. وتم إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971، ليصبح أول رئيس للدولة، يقودها إلى مرحلة جديدة من العزة والكرامة.

ترك المغفور له الشيخ زايد، إرثاً خالداً ونهجاً مستداماً، ولم يكن يوم 6 أغسطس مجرد تاريخ سياسي، بل كان ميلاداً لقائد استثنائي استطاع أن يغير مجرى التاريخ في المنطقة، حيث وضع المغفور له الشيخ زايد أسس الحكم الرشيد والتنمية المستدامة، ورسّخ قيم الاتحاد والولاء والانتماء الوطني.

ويوم جلوس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لا يعد مجرد ذكرى تاريخية، بل هو بداية لعصر جديد من العطاء والبناء والوحدة، إذ شكل هذا اليوم نقطة تحول مفصلية في تاريخ دولة الإمارات، حين اعتلى المغفور له الشيخ زايد سدة الحكم حاملاً طموحات شعبه، ومؤمناً بوحدة الأرض والإنسان، فكان بحق القائد المؤسس، الذي زرع بذور الاتحاد، وسقى أرض الإمارات بحكمته وعدله وإنسانيته التي يشهد لها العالم أجمع.

وتزخر مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالعديد من المواقف الخالدة، محلياً وإقليمياً ودولياً، والتي ساهمت في تعزيز جهود التنمية محلياً، والتأثير إيجاباً في أغلب الملفات التي واجهت الأمتين العربية والإسلامية، وشكلت المواقف على الصعيد العالمي منهاجاً لدبلوماسية الإمارات العربية المتحدة القائمة على السلم.

مسيرة مستمرة

واليوم، وبعد أكثر من خمسة عقود على ذكرى تولّيه الحكم، لا تزال دولة الإمارات تواصل مسيرتها على النهج ذاته الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي استقى من نبراس الشيخ زايد مفاتيح قيادة الوطن وبناء الدولة التي أصبحت اليوم نموذجاً عالمياً في التنمية والسلام والرخاء والتعايش.

زرع بذور الاتحاد في أرضٍ كانت قاحلة فسقاها بحبه وعدله لتثمر دولةً يشار إليها بالبنان

روح تتجدد في وجدان كل إماراتي ورمز يُحتذى به في القيادة والرؤية والحكمة

وضع أسس الحكم الرشيد والتنمية المستدامة ورسّخ قيم الاتحاد

وظّف جميع الموارد للنهوض بالشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية

حرص على تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ووفّر فرصاً متكافئة للجميع

كان قريباً من شعبه يستمع إلى مطالبهم ويشاركهم همومهم

Advertisements

قد تقرأ أيضا