الارشيف / حال الإمارات

ميثاء الورشو تمزج المطبخ الإماراتي بنكهة عالمية

ميثاء الورشو تمزج المطبخ الإماراتي بنكهة عالمية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 14 أغسطس 2025 11:30 مساءً - في قلب مختبر شباب دبي، حيث تتلاقى الأفكار وتتقاطع الطموحات، وقفت ميثاء الورشو بابتسامتها الهادئة وحضورها الواثق، تحمل معها قصة شابة إماراتية كسرت القوالب التقليدية لتصبح أول شيف إماراتية تحمل بكالوريوس في فنون الطهي.

كان وجودها بين مجموعة من الشباب المبدعين دليلاً على أن الطموح لا يعرف حدوداً، وأن الإبداع يمكن أن يجد مكانه في أي مجال، حتى في المطبخ الذي اعتادت الأعين أن تراه مجرد مساحة لإعداد الطعام، بينما تراه هي مساحة للحوار الثقافي وسرد الحكايات.

ولم تصل ميثاء إلى هنا صدفة، بل كان وراء شغفها بالمطبخ قصة عائلية بدأت منذ طفولتها، فقد تأثرت بوالدها، الذي كان محباً للطهي ويجد متعة في تحضير الأطباق المنزلية وتزيينها بأسلوبه الخاص.

ومنذ صغرها، كانت تجلس إلى جانبه في المطبخ، تراقب يديه وهما تمزجان المكونات، وتحاول تقليده في إضافة البهارات أو تقليب الأطباق. وتقول عن تلك الفترة:

«كان أبي يفتح لي باب المطبخ كأنه يفتح لي باباً لعالم جديد، علمني أن الطبخ ليس مجرد وصفة، بل إحساس وفن، وأن كل مكون له حكاية، وكل طبق يحمل ذاكرة».

وكبرت تلك البذرة الصغيرة من الشغف، ومع مرور السنوات أصبح المطبخ بالنسبة لميثاء مساحة للتجربة والاكتشاف، ومع موهبتها الطبيعية في التذوق والابتكار، قررت أن تحول هذه الموهبة إلى مسار أكاديمي احترافي، فالتحقت بجامعة متخصصة في فنون الطهي في سويسرا، وهناك، فتحت أمامها أبواب عالم جديد من التقنيات والأساليب، وتعرفت على مدارس الطهي الأوروبية.

ولفتت ميثاء أن الدراسة في الخارج لم تغير فقط مهاراتها، بل وسعت رؤيتها للمطبخ ككل، فقد تعلمت أن التقديم لا يقل أهمية عن الطعم، وأن النكهة وحدها لا تكفي إذا لم تقدم في قالب يروي قصة، ورغم انغماسها في ثقافة الطهي الأوروبية.

إلا أن النكهات الإماراتية بقيت راسخة في ذاكرتها، تستحضرها في كل تجربة جديدة، وكأنها الجسر الذي يربطها بجذورها. وبعد عودتها إلى قبل عام ونصف، وضعت هدفاً واضحاً أمامها وهو إعادة تقديم المطبخ الإماراتي بلمسة عصرية تحافظ على أصالته وتمنحه روحاً عالمية، وبدأت بتطوير وصفات جديدة. وفي مختبر دبي للشباب الذي عقد أمس في مقر الأمانة العامة للمجلس التنفيذي.

كان حضورها إلى جانب شباب من مجالات مختلفة فرصة لإبراز أن المطبخ أيضاً مجال إبداعي يمكن أن يخدم المجتمع ويعبر عن الهوية الوطنية، ولم تكن هناك كمتحدثة تلقي محاضرة، بل كجزء من حوار مفتوح، تروي فيه رحلتها وتجاربها، وتستمع في الوقت نفسه لقصص الآخرين، في تفاعل يعكس جوهر الفعالية وصناعة الأفكار الجديدة.

وترى ميثاء أن المطبخ يمكن أن يكون أداة دبلوماسية ناعمة، فطبق إماراتي يقدم بطريقة مبتكرة يمكن أن يترك أثراً أعمق من كلمات كثيرة، وهي تؤمن أن الأكل قادر على كسر الحواجز الثقافية، وأن النكهات تحمل رسائل صامتة تصل إلى القلوب قبل العقول.

Advertisements

قد تقرأ أيضا