حال الإمارات

الإمارات.. يد العطاء ممدودة للشعوب كافة

  • الإمارات.. يد العطاء ممدودة للشعوب كافة 1/2
  • الإمارات.. يد العطاء ممدودة للشعوب كافة 2/2

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 12:21 صباحاً - 2.6 مليار دولار مساعدات إماراتية لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين خلال عامين

784 مليون دولار مساعدات إنسانية إلى السودان منذ اندلاع الحرب

1.2 مليون شخص إجمالي المستفيدين من المساعدات الإغاثية الإماراتية للشعب الأوكراني

عززت دولة ريادتها على مستوى العمل الإنساني حول العالم خلال 2025، مجددة التزامها وتمسكها بتعزيز روح التضامن والتكافل الدولي بجميع صوره وأشكاله، لتتحول قيم العطاء والتعاضد الإنساني إلى سمة رئيسة وثابتة في نهج دولة الإمارات.

ومنذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، قدمت دولة الإمارات مئات المليارات من الدراهم مساعدات خارجية غير مشروطة على الصعيد العالمي، لدعم النمو الاقتصادي في البلدان النامية، وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات المحلية التي تحتاج ظروفها المعيشية إلى تحسين، ما كان له بالغ الأثر في الحد من الفقر، والتخفيف من تداعيات الكوارث والأزمات، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الاستقرار والسلم الدوليين.

وكان لتأسيس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صندوق أبوظبي للتنمية؛ أول جهة مانحة للمساعدات الإماراتية في عام 1971 نقطة البداية لعدد من المبادرات الإنسانية والجمعيات المحلية التي تهدف إلى دعم أهداف التنمية المستدامة.

نهج إنساني

تتوالى بعد ذلك المبادرات الإنسانية سيراً على النهج الإنساني الخالد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وترجمة للرؤية الملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، نحو التنمية والازدهار وتحقيق الأمن والاستقرار لمختلف الشعوب والمجتمعات بالشراكة مع المنظمات الدولية والجهات المحلية المعنية.

وشهد العام الجاري تصنيف دولة الإمارات ثالث أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في عام 2025 بناء على نظام التتبع المالي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «FTS UNOCHA»، حيث بلغ إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية لدولة الإمارات في عام 2025 نحو (1.46 مليار دولار)، ما يشكل 7.2% من إجمالي المساعدات الإنسانية الموثقة لدى منظمة الأمم المتحدة لجميع المساعدات التي تقدمها دول العالم البالغة (20.28 مليار دولار)، حيث جاءت الإمارات في المرتبة الثالثة عالمياً بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

قيادة الجهود

وجاء العام 2025 حافلاً بالمبادرات الإنسانية في دولة الإمارات، حيث تقود الدولة الجهود الدولية لمساعدة وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر عملية «الفارس الشهم 3»، وتجاوزت قيمة المساعدات التي تم تقديمها على مدار عامين متواصلين من العطاء المتواصل، الـ2.6 مليار دولار، بما يجسد التزام دولة الإمارات الراسخ بنهجها الإنساني في مد يد العون للمحتاجين والمتضررين، من خلال التعاون مع مؤسساتها الخيرية والإنسانية، إذ تعد دولة الإمارات من أكثر دول العالم تقديماً للمساعدات إلى قطاع غزة، التزاماً بتوجيهات القيادة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه الأزمة الإنسانية، حيث أرسلت المساعدات الإنسانية والطبية جواً وبراً وبحراً.

ووفق تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قدمت دولة الإمارات 784 مليون دولار من المساعدات الإنسانية، ما يجعلها في المركز الثاني إرسالاً للمساعدات إلى السودان بعد الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، والدولة الأكثر تقديماً للمساعدات خلال عام 2025.

وتعد الإمارات من أوائل الدول التي سارعت إلى مد يد العون للأشقاء في السودان منذ اندلاع الحرب، عبر إرسال شحنات الإغاثة، وإقامة المستشفيات الميدانية، ولم تتوقف جهود الإمارات الإنسانية والدبلوماسية لإنهاء الأزمة والتخفيف من تداعياتها على المدنيين حتى الآن.

في حين بلغ إجمالي عدد المستفيدين من المساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها الإمارات للشعب الأوكراني الصديق، حتى فبراير الماضي، أكثر من 1.2 مليون شخص.

وعلى صعيد إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية، قدمت دولة الإمارات خلال العام الجاري مساعدات لجمهورية تشاد الصديقة، تضمنت 30 ألف سلة غذائية، وأكثر من 20 ألفاً من الأغطية، كما قدمت 700 طن من الإمدادات الغذائية العاجلة إلى المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت مناطق عدة في الصومال، وأرسلت مساعدات إنسانية عاجلة إلى جمهورية ميانمار، لتوفير الدعم لما يقارب 80 ألف شخص من المتضررين جراء الزلزال الذي شهدته البلاد، وأعلنت دولة الإمارات في الأول من سبتمبر الماضي تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمصلحة 960 أسرة تضررت من السيول التي اجتاحت مناطق الساحل الغربي لليمن.

ووقعت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية وحكومة جمهورية تشاد، اتفاقية بناء مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك، ومركز غسيل الكلى في أنجمينا عاصمة جمهورية تشاد.

أثر عالمي

وشهدت دولة الإمارات، خلال العام الجاري، إطلاق عدد من المبادرات الإنسانية ذات الأثر العالمي، مثل «وقف الأب» الذي سيُستثمر جزء من ريعه في توفير الرعاية الصحية والعلاج للفقراء والمحتاجين وغير القادرين، ودعم المنظومة الصحية في المجتمعات الأقل حظاً، عبر تطوير المستشفيات، وتأمين الأدوية والعلاجات اللازمة.

ويشرف مجلس الشؤون الإنسانية الدولية في ديوان الرئاسة على منظومة الشؤون الإنسانية الدولية، التي تضطلع بها دولة الإمارات، عبر مبادراتها العالمية الرائدة ومشروعاتها الخيرية والتنموية المتعددة.

وتمتلك دولة الإمارات العشرات من المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية التي تضطلع بأدوار بارزة ومؤثرة على مستوى الدولة وخارجها، حيث نجح الهلال الأحمر الإماراتي وعلى مدار 42 عاماً من تأسيسه، بأن يكون في مقدمة المنظمات التي تمتلك حلولاً جريئة ومبتكرة لكل القضايا الإنسانية التي تؤرق المجتمعات البشرية، حاملة على عاتقه مسؤولية إيصال رسالة المحبة والسلام من الإمارات إلى كل شعوب العالم التي تعاني وطأة الظروف، وذلك من خلال برامجها ومشاريعها المنتشرة على مستوى العالم دون تمييز.

ووصل إجمالي عدد أبواب المشاريع الخيرية التي تنفذها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خارجياً إلى 132 مشروعاً خيرياً مختلفاً تم تنفيذها في العديد من دول وقارات العالم، في الوقت الذي قامت فيه «جمعية دبي الخيرية» بتوفير مساعدات أساسية لملايين المستفيدين في 21 دولة من ضمنها الإمارات.

وبلغ إجمالي قيمة المساعدات والكفالات والمشاريع التي نفذتها «جمعية الشارقة الخيرية» خلال النصف الأول من العام الجاري ما يزيد على 214 مليوناً و415 ألف دولار، استفاد منها أكثر من مليون و546 ألف شخص.

وأعلنت مؤسسة صقر بن محمد القاسمي للأعمال الخيرية والإنسانية سلسلة من الإنجازات والبرامج النوعية خلال النصف الأول من العام الجاري، محققة أثراً مباشراً ومستداماً في حياة الآلاف داخل إمارة رأس الخيمة وخارجها.

ونفذت جمعية الإمارات الخيرية 1451 مشروعاً خيرياً خلال النصف الأول من العام الجاري، في حين بلغت قيمة مساعدات مؤسسة سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والإنسانية في أم القيوين 18.2 مليون درهم خلال الربع الأول من العام الجاري.

ونفذت هيئة الأعمال الخيرية العالمية مشاريع بقيمة 222 مليون درهم خلال النصف الأول من العام الجاري، فيما تجاوزت قيمة مشاريع ومبادرات مؤسسة الاتحاد الخيرية 16 مليون درهم، أما جمعية الإحسان الخيرية فأنفقت أكثر من 60 مليون درهم على مشاريع إنسانية وتنموية خلال الفترة ذاتها.

ونجح مشروع «حفظ النعمة»، التابع لجمعية الفجيرة الخيرية في الوصول إلى 259 ألف مستفيد خلال النصف الأول من العام الجاري، فيما قدمت مؤسسة حمد بن محمد الشرقي الإنسانية مساعدات بارزة في المجالات الصحية والتعليمية، إلى جانب إسهامها في عملية «الفارس الشهم 3».

تنظيم العمل الخيري

وتعد الإمارات من أوائل الدول التي سارعت إلى تنظيم العمل الخيري، عبر وضع كل الأطر التشريعية والتنفيذية، التي تضمن له المرونة وسرعة التحرك، وفي هذا الإطار أصدرت الإمارات القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2021، الذي نظم جمع التبرعات في الدولة، وحماية أموال المتبرعين وتقديمها بشكل مشروع.

وأطلقت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية، لمد يد العون إلى الأشقاء والأصدقاء، والوقوف إلى جانبهم في أوقات الأزمات والكوارث، منها حملة «عونك يا يمن» عام 2015، وحملة «لأجلك يا صومال» عام 2017، وحملة الإمارات إلى أطفال ونساء الروهينغا عام 2019، وحملة «لنجعل شتاءهم أدفأ» في عام 2022، الموجهة لدعم اللاجئين والنازحين في الشرق الأوسط وأفريقيا، وحملة «جسور الخير» في فبراير 2023 لنجدة المتأثرين من الزلزال في سوريا وتركيا، وحملة «تراحم من أجل غزة» في أكتوبر عام 2023، وحملة «الإمارات معك يا لبنان» في عام 2024، وغيرها من الحملات التي جسدت نهج الخير المتأصل في دولة الإمارات.

وتمثل المساعدات الخارجية التي تقدمها دولة الإمارات في المجالات الإنسانية والتنموية والخيرية، عطاء مستمراً لنهج إماراتي أصيل قيادة وحكومة وشعباً لمساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين ومد يد العون للمتضررين بسبب الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، إذ تعبر تلك الجهود عن التزام الدولة بمسؤولياتها الإنسانية الدولية عبر الاستجابة الفورية ومساعدة المجتمعات والشعوب المتأثرة من خلال تقديم كل أشكال الدعم الإغاثي لتحقيق التعافي المبكر وضمان الحصول على الاحتياجات الأساسية من الغذاء الدواء والكساء والمأوى.

وتأتي مساعدات الإمارات الخارجية انسجاماً مع المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين بشأن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات كجزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً، إذ لا ترتبط المساعدات الإماراتية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة، كما أن الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات.

Advertisements

قد تقرأ أيضا