ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 22 أكتوبر 2025 11:50 مساءً - أكد أحمد سالم الصابري، مدير إدارة سلامة المطارات والطيران في هيئة دبي للطيران المدني، أن دبي تواصل ترسيخ مكانتها إحدى المدن الرائدة عالمياً في تنظيم وتشغيل أنظمة الطائرات من دون طيار، بفضل بنية تشريعية متطورة ومنظومة تشغيلية متكاملة تدعم الاستخدام الآمن والمستدام لهذه التقنية المتقدمة.
وأوضح الصابري في تصريحات على هامش قمة التحول في سلامة الطيران 2025 التي تنظمها الهيئة أن إجمالي عدد العمليات التي نفذت بواسطة الطائرات من دون طيار في دبي تجاوز 7200 عملية خلال الفترة الماضية، ما يعكس النمو المتسارع في هذا القطاع الحيوي، الذي يشهد توسعاً كبيراً في مجالات الخدمات اللوجستية، والتصوير الجوي، والمراقبة، والتطبيقات الذكية.
وأشار إلى أن دبي أصبحت موطناً لبيئة أعمال نشطة تحتضن أكثر من 380 شركة مرخصة تعمل في مجال الطائرات التجارية من دون طيار، ما يعزز من فرص الاستثمار والابتكار في هذا المجال.
كما بلغ عدد الطائرات التجارية المسجلة أكثر من 1200 طائرة، في حين وصل عدد الطائرات غير التجارية المسجلة إلى نحو 1200 طائرة، ما يعكس تنوع الاستخدامات بين الأغراض التجارية والهوايات الترفيهية.
وأضاف الصابري أن هذه الأرقام تمثل دليلاً واضحاً على نجاح رؤية دبي في تحقيق التوازن بين التطوير التكنولوجي وضمان أعلى معايير السلامة الجوية، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل باستمرار على تطوير الأنظمة الرقابية والإجراءات التشغيلية التي تواكب هذا النمو، وتتيح في الوقت ذاته بيئة آمنة ومبتكرة تواكب توجهات الإمارة نحو التحول الذكي.
وأوضح الصابري أن مؤتمر «التحول في سلامة الطيران 2025» يعد الأول من نوعه الذي تنظمه الهيئة، ويهدف إلى نقل المعرفة وتبادل الخبرات حول أحدث التطورات في قطاع الطيران، خصوصاً في مجال السلامة، مشيراً إلى أن المؤتمر يأتي في وقت يشهد فيه العالم تزايداً ملحوظاً في استخدام التقنيات الحديثة، مثل الطائرات من دون طيار وعمليات نقل الركاب عبر الطائرات الذاتية القيادة والتاكسي الطائر وهي تقنيات ناشئة قد تحمل فرصاً كبيرة، لكنها في الوقت ذاته تطرح تحديات جديدة على صعيد سلامة الطيران.
وأوضح الصابري أن الهدف من المؤتمر هو تقليل عنصر المفاجأة في التعامل مع التكنولوجيا الجديدة من خلال الاستعداد المبكر ووضع الخطط المستقبلية، بما يضمن جاهزية دبي لاحتضان النمو الاقتصادي المرتبط بوسائل النقل الجوي الحديثة، مشيراً إلى أن المؤتمر يتميز عن غيره بتركيزه على الجوانب التطبيقية والتدريبية، وأن كل ورشة عمل تقام على هامش المؤتمر مصممة لتكون فرصة فريدة يحصل المشاركون في نهايتها على شهادة حضور معتمدة.
وأوضح الصابري أن البرنامج العلمي للمؤتمر يتناول محاور متعددة، من بينها نظام إدارة السلامة الصادر عن منظمة الطيران المدني الدولي، وكيفية أتمتة الإجراءات لتتوافق مع المتطلبات الدولية، إلى جانب مناقشة الاستخدام الأمثل للمجال الجوي في ظل توسع الجهات المشغلة، بما في ذلك الطائرات من دون طيار ومشغلي النقل الجوي الذاتي.
وأضاف أن هيئة دبي للطيران المدني تعمل على تطبيق مفهوم إدارة التغيير كجزء أساسي من نظام إدارة السلامة، وذلك عبر تحديد الشركاء المعنيين بكل مشروع جديد أو تقنية ناشئة، مشيراً إلى أن فرق العمل المختصة تعمل على خطط متكاملة لإعادة هيكلة المجال الجوي وتحديث المسارات.
وأوضح أن الهيئة تعمل على استشراف مستقبل النقل الجوي الحضري، مشيراً إلى أن مشروع «التاكسي الطائر» في دبي واحد من أبرز المشاريع الطموحة التي يجري تنفيذها بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات وعدد من الشركاء.
وأضاف أن «الحديث عن التراخيص أو مواعيد التشغيل التجاري يخضع لقنوات تنظيمية خاصة، لكن يمكن القول إن العمل جارٍ بوتيرة متقدمة لضمان أن يكون التشغيل التجاري آمناً ومتوافقاً مع أعلى معايير السلامة.