ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 12 ديسمبر 2025 08:06 مساءً - برزت في عام 2025 فئة جديدة من مليارديرات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس السرعة الهائلة التي يعيد بها هذا القطاع تشكيل الثروة والابتكار على مستوى العالم. يمثل هؤلاء المؤسسون شركات تغطي نطاق الذكاء الاصطناعي الكامل (AI stack)، بدءا من مزودي الحوسبة، مرورا بمختبرات النماذج الأساسية، ووصولا إلى أبحاث السلامة ومنصات الذكاء الاصطناعي التطبيقية، ما يجعلهم لاعبا أساسيا في صناعة مستقبل التكنولوجيا.
يعكس صعود هؤلاء المليارديرات عدة اتجاهات رئيسية في السوق، أبرزها تركيز القيمة حول البنية التحتية للحوسبة، وخطوط أنابيب البيانات، وتدريب النماذج الذكية. ويشهد القطاع نموا في الإيرادات بوتيرة أسرع من أي موجة برمجيات سابقة، مدفوعا بالطلب الضخم من الشركات الكبرى، والقطاعات الحكومية، وكذلك المنتجات الاستهلاكية التي تعتمد بشكل متزايد على حلول الذكاء الاصطناعي.
وبفضل هذا النمو العالمي، أصبح تأثير الذكاء الاصطناعي ملموسا في الولايات المتحدة، والصين، وسنغافورة، حيث يقود المؤسسون أبرز الابتكارات ويشكلون ثروة هائلة في فترة قصيرة جدا.
وهنا قائمة أبرز 10 مليارديرات جدد في الذكاء الاصطناعي لعام 2025 بحسب فوربس:
مايكل إنتراتور – 6.0 مليارات دولار – الولايات المتحدة
مايكل إنتراتور هو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة CoreWeave، وهي شركة متخصصة في توفير بنية تحتية سحابية قوية مركّزة على دعم أحمال العمل في الذكاء الاصطناعي (مثل تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي). قاد إنتراتور الشركة نحو الاكتتاب العام (IPO) في 2025، ما عزز ثروته بشكل كبير، خاصة مع الطلب الضخم على خدمات الحوسبة المتقدمة.
ألكسندر وانغ – 3.6 مليارات دولار – الولايات المتحدة
ألكسندر وانغ هو المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في Meta (قيادة مختبرات Meta Superintelligence Labs)، وأيضا أحد المؤسسين السابقين لشركة Scale AI التي تقدم خدمات تعليم البيانات وتقييم نماذج الذكاء الاصطناعي للشركات الكبرى. لعبت مساهماته في بناء وتعزيز الذكاء الاصطناعي في Meta دورا رئيسيا في زيادة قيمته وثروته.
جو لونسديل – 3.4 مليارات دولار – الولايات المتحدة
جو لونسديل هو مؤسس مشارك لشركة Palantir Technologies، وهي شركة بارزة في تحليل البيانات الضخمة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتخدم الحكومة والشركات في مجالات مثل الأمن واللوجستيات وتحليل المعلومات. إضافة إلى Palantir، هو شريك إداري في 8VC، وهي شركة رأسمال استثماري تركز على التكنولوجيا المتقدمة.
بريت أدكوك – 1.5 مليارات دولار – الولايات المتحدة
بريت أدكوك هو مؤسس شركة Figure AI، المتخصصة في تطوير تقنيات الروبوتات الذكية المتقدمة. تركز الشركة على بناء روبوتات يمكنها أداء مهام معقدة في البيئات الحقيقية، وتُعد من الشركات التي تجذب اهتماما كبيرا في سوق الذكاء الاصطناعي المتقدم.
لوسي جو – 1.3 مليارات دولار – الولايات المتحدة
لوسي جو شاركت في تأسيس مشاريع Passes، وتُعرف أيضا بدورها في Scale AI قبل تركيزها على مشاريعها الخاصة التي تدمج بين الذكاء الاصطناعي واقتصاد المحتوى الرقمي. ركّزت على أدوات الذكاء الاصطناعي التي تخدم منشئي المحتوى والشركات الرقمية.
ياو رونهاو – 1.3 مليار دولار – الصين
ياو رونهاو هو مؤسس شركة Paper Games الصينية، التي تطوّر ألعابا وتطبيقات تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي لتعزيز تجربة المستخدم وتحليل سلوك اللاعبين بطرق مبتكرة.
مايكل ترويل – 1.3 مليار دولار – الولايات المتحدة
مايكل ترويل هو أحد مؤسسي شركة Anysphere الأمريكية، المتخصصة في حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وقد ساهمت حصته في الشركة بشكل كبير في بناء ثروته التي بلغت 1.3 مليار دولار في 2025.
داريو أمودي – 1.2 مليار دولار – الولايات المتحدة
داريو أمودي هو من القادة أو المؤسسين في شركة Anthropic، وهي واحدة من الشركات الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي الآمن والمسؤول، وتنافس في تطوير نماذج قوية تشبه تلك التي تطورها الشركات الكبرى.
ليانغ وينفينغ – 1.0 مليار دولار – الصين
ليانغ وينفينغ يقود شركة DeepSeek في الصين، التي تشتغل على حلول بحث وتحليل ذكي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الوصول إلى المعلومات وفهم البيانات المعقدة.
أرافيند سرينيفاس – 1.0 مليار دولار – الولايات المتحدة
أرافيند سرينيفاس هو أحد المسؤولين الرئيسيين في Perplexity AI، وهي شركة توفر خدمات بحث ذكي مبنية على الذكاء الاصطناعي، وتنافس في السوق بتقديم واجهات بحث تفوق التقليدية عبر تقنيات تعتمد على نماذج لغوية متقدمة.
يمثل هؤلاء المليارديرات جيلا جديدا من رواد التكنولوجيا الذين لا يقتصر تأثيرهم على ابتكار الحلول التقنية فحسب، بل يمتد ليشمل إعادة رسم خريطة الثروة العالمية، وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات، وترك بصمة واضحة على الاقتصاد العالمي. فالذكاء الاصطناعي، الذي كان يُنظر إليه في السابق كمجال تقني متخصص، أصبح اليوم محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي والتغيير الاجتماعي، حيث يسهم في تطوير الصناعات التقليدية، وخلق أسواق جديدة، وإعادة تعريف مفاهيم العمل والإنتاج.
هذا الجيل الجديد من المؤسسين يستخدم التكنولوجيا ليس فقط لزيادة الأرباح، بل أيضا لتوجيه الابتكار نحو حلول أكثر ذكاءً وكفاءة، ما يتيح للشركات والحكومات والأفراد الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، وتحسين الخدمات، وتعزيز الإنتاجية. وبفضل هذه الرؤية، أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرا أساسيا في صياغة المستقبل الاقتصادي، كما أنه يؤكد أن من يمتلك القدرة على إتقان هذه التكنولوجيا يستطيع أن يشكل مسار الاقتصاد العالمي ويحدد معالمه في العقود القادمة.
